طائرات شحن وأنظمة دفاع متقدمة تغادر قاعدة حميميم، والأسد يفرّ إلى موسكو وسط سيطرة الثوار على دمشق.


إيلاف من لندن: أظهرت صور التقطتها شركة "ماكسار" يوم الجمعة طائرات شحن روسية ضخمة من طراز An-124 في قاعدة حميميم الجوية جنوب اللاذقية، مقدمتها مفتوحة لاستيعاب معدات ثقيلة تشمل أنظمة دفاع جوي S-400 وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز كا-52. المشهد يعكس عمليات إخلاء واضحة وسط تطورات عسكرية وسياسية دراماتيكية.

تأتي هذه التحركات الروسية بعد فرار الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، حليف دمشق الأبرز منذ بداية الثورة السورية قبل 13 عامًا. سيطرة الثوار على العاصمة السورية تركت القواعد الروسية في موقع هش، ما يثير تساؤلات حول مصير الاتفاقيات العسكرية طويلة الأمد التي أبرمتها موسكو.
الجدير بالذكر أن روسيا وقعت في 2017 عقد إيجار لمدة 49 عامًا لقاعدة حميميم، التي لطالما شكلت محور نفوذها العسكري في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يبدو أن السيطرة المتزايدة لـ"هيئة تحرير الشام" على مناطق واسعة، بما في ذلك مواقع استراتيجية، أجبرت القوات الروسية على تقليص وجودها.
وبحسب تقارير ميدانية، تم نقل السفن الروسية من قاعدة طرطوس البحرية قبل عشرة أيام إلى مواقع بعيدة عن الساحل، كما أخلت موسكو قواعد أصغر في منبج وكوباني. وقال محللون إن الخطوة قد تكون محاولة للحفاظ على الأصول العسكرية من الوقوع في أيدي المعارضة المسلحة.

مستقبل القواعد
بينما امتنع المتحدث باسم "هيئة تحرير الشام" عن التعليق، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن موسكو "تقلص أصولها في سوريا"، مشيرة إلى أن "نفوذ روسيا السياسي والعسكري في الشرق الأوسط يتآكل بشكل كبير الآن".
وفي ظل التغييرات السريعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "عملية سياسية شاملة" و"انتقال سلس للسلطة"، مشددًا على ضرورة إنهاء الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف وشرّد الملايين.
وتزامنًا مع الانسحاب الروسي، كثفت إسرائيل هجماتها في سوريا، معللة ضرباتها الجوية بأنها تستهدف منع وصول أسلحة إلى "الأيدي الخطأ".
القوات الإسرائيلية عززت انتشارها في جبل الشيخ على الحدود اللبنانية السورية، ما يشير إلى تصعيد جديد في الصراع الإقليمي.

توازن هش ومصير غامض
التحركات الروسية تأتي وسط ضغوط متزايدة من الداخل والخارج. فالوجود العسكري الذي كان عاملًا رئيسيًا في دعم الأسد وتحقيق التوازن في مواجهة القوى الغربية والإقليمية، يبدو الآن أمام اختبار وجودي.