حادث دهس يقتل ويصيب العشرات في ألمانيا

إيلاف من لندن: شهد سوق عيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ الألمانية، اليوم الجمعة، حادث دهس مأساوي تسبب في مقتل 11 شخصًا وإصابة نحو 80 آخرين، بعضهم في حالة حرجة، وفقًا لتقارير رويترز وصحيفة بيلد الألمانية.

وأوضحت الشرطة المحلية أن السيارة اجتاحت الحشد لمسافة تزيد عن 400 متر داخل السوق المزدحم، مما أدى إلى وقوع إصابات جماعية في واحدة من أكثر الحوادث دموية التي شهدتها المدينة.

وأكد متحدث باسم الشرطة أن السيارة المستخدمة في الحادث ما زالت في الموقع، وأن السلطات تتعامل مع الواقعة على أنها "هجوم محتمل"، بينما تستمر التحقيقات لتحديد ملابسات الحادث ودوافعه.

أعلنت الشرطة الألمانية توقيف السائق المشتبه به، لكنها لم تفصح عن تفاصيل بشأن هويته أو دوافعه حتى الآن. وذكرت تقارير إعلامية أن السلطات تشتبه بوجود عبوة ناسفة داخل السيارة، مما دفعها إلى تعزيز التدابير الأمنية في المنطقة واتخاذ إجراءات احترازية للتأكد من عدم وجود تهديد إضافي.

أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن صدمته حيال الحادث، مشيرًا إلى أن ما حدث "يثير أسوأ المخاوف". وفي منشور على منصة "إكس"، قال شولتس:
"كل التعاطف مع الضحايا وأحبائهم. نحن إلى جانبهم وإلى جانب سكان ماغدبورغ. أشكر فرق الإنقاذ التي تعمل بلا توقف في هذه اللحظات الصعبة".

من جانبه، وصف متحدث باسم حكومة ولاية ماغدبورغ الحادث بأنه "ربما يكون هجومًا"، مما يثير تساؤلات حول الدوافع المحتملة لهذه الجريمة.

أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيارات الإسعاف وهي تنتشر في الموقع، بينما كان المسعفون يحاولون تقديم المساعدة وسط أجواء من الفوضى والصدمة.

قال شهود عيان إن الحادث وقع في السوق الواقع قرب مبنى البلدية، والذي كان مكتظًا بالعائلات والزوار الذين كانوا يحتفلون بموسم الأعياد. وأضاف أحد الشهود:
"كانت السيارة تسير بسرعة هائلة، وبدأ الناس يصرخون ويفرون في كل اتجاه. لقد كان مشهدًا مرعبًا."

في البداية، أشارت التقارير إلى إصابة أكثر من 60 شخصًا، لكن مع مرور الوقت، أعلنت السلطات أن عدد القتلى ارتفع إلى 11 شخصًا، فيما لا تزال أعداد المصابين تتراوح بين 60 و80 شخصًا، بعضهم في حالة حرجة.

فرق الإنقاذ والشرطة لا تزال تعمل في الموقع لضمان سلامة المتواجدين وتقديم الدعم النفسي للضحايا وعائلاتهم.

بينما تستمر التحقيقات، تظل الأسئلة معلقة حول دوافع السائق الموقوف، وما إذا كان الحادث عملاً مدبرًا أم حادثًا عرضيًا. وبالنظر إلى أن الشرطة تتعامل مع الواقعة على أنها هجوم محتمل، تزداد المخاوف من تداعيات الحادث على الأمن خلال موسم الأعياد في ألمانيا.

تحولت أجواء الاحتفال في مدينة ماغدبورغ إلى مشهد مأساوي عقب هذا الحادث المروع، الذي أعاد للأذهان ذكريات حوادث مشابهة في أسواق عيد الميلاد بألمانيا. وبينما يعمل المحققون لكشف ملابسات الحادث، تظل المدينة وأهلها يعيشون في حالة من الحزن والترقب.