إيلاف من لندن: لقيت ضابطة شرطة نيوزيلندية مصرعها وأصيب ضابطان آخران بجروح خطيرة، بعد أن دهسهم سائق بسيارته خلال دورية مشاة في الساعات الأولى من يوم رأس السنة الجديدة. الهجوم، الذي وقع في مدينة نيلسون الصغيرة، أثار جدلًا واسعًا وإدانات من المسؤولين والمجتمع على حد سواء.

لحظات مأساوية
ووفقًا لمفوض الشرطة النيوزيلندية ريتشارد تشامبرز، وقع الحادث حوالى الساعة الثانية صباحًا بالتوقيت المحلي في ساحة انتظار سيارات بوسط مدينة نيلسون، حيث كان الضابطان يقومان بدورية روتينية.

السائق صدم الضابطين بشكل مباشر وبسرعة، ثم استدار ليصطدم بسيارة شرطة كانت قريبة. أسفر الحادث عن وفاة الرقيب لين فليمنغ، وهي ضابطة مخضرمة خدمت لمدة 38 عامًا، بينما أصيب ضابط آخر بجروح خطيرة لكنه يتوقع أن يتعافى تمامًا. كما أصيب ضابط ثالث كان داخل سيارة الشرطة بارتجاج في المخ، بالإضافة إلى شخصين آخرين، أحدهما حاول تقديم المساعدة للمصابين.

اعتقال الفاعل
تم القبض على المشتبه به، وهو رجل يبلغ من العمر 32 عامًا، بعد وقت قصير من الحادث، ووجهت إليه تهم جنائية. سيمثل المتهم أمام المحكمة في الأيام المقبلة، فيما لا تزال السلطات تحقق في دوافع الهجوم، الذي وصفه مفوض الشرطة بـ"العمل الأحمق".

أشار تشامبرز إلى أنه "لم تكن هناك أي إشارات مسبقة تفيد بحدوث هذا الاعتداء"، مؤكدًا استمرار التحقيقات في الحادث. ورغم عدم الكشف عن دوافع واضحة، أكدت الشرطة أنها تتعامل مع القضية بجدية قصوى.

يشار إلى أن الرقيب لين فليمنغ، التي توفيت متأثرة بجراحها، كانت عضوًا مميزًا ومحترمًا في مجتمع نيلسون. شغلت فليمنغ منصبها لأكثر من ثلاثة عقود، وتركت أثرًا كبيرًا في حياتها المهنية والمجتمع الذي خدمته بإخلاص.
وبالإضافة إلى فليمنغ، تعرض ضابط آخر لإصابات بالغة لكنه في حالة مستقرة ويتوقع أن يتعافى. أما الضابط الثالث، الذي كان داخل سيارة الشرطة، فقد أصيب بارتجاج في المخ، بالإضافة إلى إصابة شخصين آخرين كانا في موقع الحادث.

ردود فعل
أدان وزير الشرطة النيوزيلندي، مارك ميتشل، الهجوم واصفًا إياه بـ"الجبان للغاية". وقال في بيان: "إن استهداف ضباط شرطة أثناء أداء واجبهم أمر غير مقبول على الإطلاق". وأضاف تشامبرز أن الحادث "غير مسبوق" في بلد يُعرف بانخفاض معدلات العنف تجاه الشرطة، مشيرًا إلى أن الرقيب فليمنغ كانت رمزًا للتفاني في العمل الشرطي.

وتقع مدينة نيلسون، التي يبلغ عدد سكانها حوالى 55 ألف نسمة، في الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا، وتُعرف عادة بأمانها وهدوئها. وقع الحادث في منطقة وسط المدينة، على مقربة من شارع شهد احتفالات رأس السنة، مما زاد من أثر الصدمة على السكان.

في أعقاب الحادث، طالب السكان والمسؤولون بتعزيز التدابير الأمنية لضمان حماية ضباط الشرطة أثناء أداء مهامهم. كما جدد الحادث النقاش حول القوانين المتعلقة بالعنف ضد موظفي الخدمة العامة.