إيلاف من القدس: حالة من الغضب في إسرائيل تسلط الصحافة العبرية الضوء عليها، وهي تتعلق بحالة الرهائن الذين أطلقت "حماس" سراحهم، فقد قالت الصحافة الإسرائيلية إنهم "عادوا هياكل عظمية" في حين يحظى السجين الفلسطيني بكافة الحقوق، من رعاية طبية، وتغذية، وزيارات ينظمها الصليب الأحمر.
وقالت "جيروزاليم بوست" :"لقد أقسمنا لن يحدث هذا مرة أخرى، ومع ذلك فإن الرهائن الإسرائيليين يعودون هياكل عظمية ومعذبين، يتعين علينا أن نكون واضحين: حماس لا تأخذ رهائن، بل تقتل أرواح البشر وتجعلهم مجرد أوراق مساومة. ولن يحدث هذا مرة أخرى الآن".
وأضاف التقرير :"وجوه مخيفة: ليفي، وإيلي شرابي، وأوهاد بن عامي. وجوه هزيلة وفارغة، وأجساد هشة، تحكي قصة 491 يوماً قضوها في أسر حماس . عيون غائرة، وعظام بارزة، وهياكل عظمية تدق جرس إنذار فوري للإسرائيليين واليهود في كل مكان: الناجين من الهولوكوست، وأولئك الذين ماتوا جوعاً حتى حافة الموت، ولكن عندما عاد هؤلاء الرهائن إلى ديارهم بعد مرور 80 عاماً على سقوط النظام النازي، كان رد فعل العالم منفصلاً إلى حد لا يمكن تصوره".
غضب إسرائيلي من الإعلام العالمي
وهناك حالة من الغضب الإسرائيلي من الميديا العالمية، حيث أضاف التحليل:"لقد أغفلت هيئة الإذاعة البريطانية، التي تتسم بالانتقائية في إظهار غضبها الأخلاقي، معاناة هؤلاء السجناء من صفحتها الرئيسية. ومن ناحية أخرى، رأت شبكة سي إن إن أن من المناسب أن تسلط الضوء على الحالة "الهزيلة" للسجناء الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم في إطار تبادل الأسرى، والذين لا بد من القول إنهم كانوا يحصلون على ثلاث وجبات في اليوم، ورعاية طبية، وزيارات عائلية. والواقع أن هذه المقارنة ليست سخيفة فحسب؛ بل إنها فاحشة".
أسطورة معاناة الأسرى الفلسطينيين
وأكمل التقرير المنشور عبر صفحات "جيروزاليم بوست" :"ولنضع الأمور في نصابها الصحيح. إن السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ليسوا رهائن؛ بل هم مجرمون مدانون، وكثير منهم مذنبون بالإرهاب والقتل. ويتم اعتقالهم بعد محاكمات، وإثباتات، وإجراءات قانونية سليمة ـ وهي أمور لا تمنحها حماس لأسراها، ويحصل السجناء الفلسطينيون في إسرائيل على رعاية طبية كاملة وخدمات طب الأسنان ووجبات غذائية مغذية. ولا يتعرضون للتجويع أو الضرب أو الحرمان من الاحتياجات الإنسانية الأساسية. ويحق لكل سجين فلسطيني الحصول على زيارات عائلية تحت إشراف الصليب الأحمر".
رهائن إسرائيليون في غزة؟ لقد تم احتجازهم في الظلام، دون أي اتصال بأحبائهم. بعضهم خضع لعمليات جراحية دون تخدير، وآخرون أصيبوا بجروح خطيرة لأكثر من عام دون أي علاج طبي.
يستطيع الأسرى الفلسطينيون الاعتراض على احتجازهم في المحاكم الإسرائيلية وبمساعدة المحامين. أما الرهائن في غزة فلم تكن لهم أي حقوق، ولم تكن لهم أي محاكمات ـ بل كانوا يتمتعون فقط برحمة خاطفيهم.
إنك لتشعر بالدهشة حين تعلم أن السجناء الفلسطينيين يتمتعون بالقدرة على الوصول إلى الكتب، والتلفزيون، والصحف، وفي بعض الحالات حتى إلى برامج التعليم العالي. وفي الوقت نفسه، كان الرهائن الإسرائيليون يضيعون في الزنازين تحت الأرض، محرومين من ضوء الشمس، والكرامة الإنسانية، والرعاية الطبية اللائقة، ناهيك عن المياه النظيفة والهواء.
إن مساواة هاتين الحقيقتين يشكل إهانة للأخلاق. إن أولئك الذين يرددون دعاية حماس حول إساءة معاملة السجناء يجب أن يقضوا ليلة واحدة في أسر حماس ـ إذا كانوا محظوظين بما يكفي للبقاء على قيد الحياة.
مشهد حماس الوحشي
لقد عرضت حماس رهائننا قبل إطلاق سراحهم، وأجبرتهم على الوقوف على خشبة المسرح أمام حشد من أهل غزة المبتهجين. لقد كانت القسوة مدروسة. لقد حرص إرهابيو حماس على أن يرى العالم معاناة الإسرائيليين على أنها مشهد استعراضي قبل أن يسلموهم على مضض إلى الصليب الأحمر.
وإذا تحدثنا عن الصليب الأحمر، فإنهم يسمح لهم بزيارة السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، في حين لم يلتق بهم أي رهينة إسرائيلي طوال فترة أسرهم. ومع ذلك، لا يزال البعض في المجتمع الدولي يصدقون رواية حماس عن الضحية، و"المعاناة الإنسانية" في غزة، وكأن أولئك الذين يحتجزون الرهائن في أقفاص وأنفاق تحت الأرض يمكن أن يُنظر إليهم على أنهم مضطهدون.
أين منظمات حقوق الإنسان؟
أين الاحتجاجات التي أطلقتها نفس الأصوات التي انضمت في وقت أو آخر في تتابع سريع لإدانة إسرائيل بصوت عال؟ إنها صامتة، غير مبالية بالضحايا الإسرائيليين ما لم يكن من الممكن تحريف المأساة بطريقة أو بأخرى لتصبح جزءاً من إدانة الدولة اليهودية.
إن عودة أور وإيلي وأوهاد لابد وأن تكون بمثابة جرس إنذار. فما زال هناك 76 رهينة في غزة، بعضهم مات، وجميعهم يخضعون لظروف غير إنسانية. والواقع أن الصور المروعة لهؤلاء الأسرى المفرج عنهم تؤكد لنا أمراً واحداً: كل لحظة يقضونها في قبضة حماس تشكل لحظة أخرى من الضرر الجسدي والنفسي الذي لا يمكن إصلاحه.
ومع ذلك، وبينما تبكي الأسر الإسرائيلية أحباءها، وبينما تكافح الأمة للتعامل مع الرعب الذي تثيره هذه الصور، يواصل الساسة ممارسة ألعابهم.
لقد استغل زعيم المعارضة يائير لابيد هذه الفرصة لاتهام رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالفشل في التحرك في وقت أقرب. وفي الوقت نفسه، تعهد نتنياهو بالانتقام، وأصدرت حكومته وعودًا غامضة باتخاذ "إجراء مناسب". ولكن أين الخطة الملموسة؟ أين الاستراتيجية لإعادتهم جميعًا إلى ديارهم أحياءً قبل أن يضيعوا؟
ساعر: الصور لا تكذب
قال وزير الخارجية جدعون ساعر بصراحة: "إن الصور لا تكذب: إن إرهابيي حماس وسكان غزة يبدون في غاية الروعة. أما الرهائن الإسرائيليون فيبدو وكأنهم ناجون من المحرقة".
والواقع أن التناقض لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً. ذلك أن الهياكل العظمية للرهائن تقف بمثابة إدانة حية لوحشية حماس، وهي جريمة لا يمكن إنكارها ضد الإنسانية. والحقيقة أن استمرار البعض في التهرب من تفسير هذه الفظائع، والسعي إلى "الجانبين" في التعامل معها، يشكل وصمة عار على ضمير العالم.
إننا لابد وأن نكون واضحين: إن حماس لا تحتجز رهائن، بل إنها تقتل أرواح البشر وتجعلهم مجرد أوراق مساومة. والآن حان وقت عدم تكرار مثل هذه الأحداث. وإذا لم تتحرك إسرائيل بحزم، وإذا لم يعترف المجتمع الدولي أخيراً بهذا الشر على حقيقته، فإننا نخاطر بفشل أولئك الذين ما زالوا محاصرين في أعماق غزة.
يجب أن يتم إطلاق سراحهم قبل فوات الأوان.
==================
مترجم من "جيروزاليم بوست" - JPOST.COM
التعليقات