إيلاف من القاهرة: ترند مصري جديد أكثر إثارة للدهشة، وجذباً للتفاعل مما سبقه، فقد أثار مقترح جديد بإعادة إحياء الألقاب المدنية التي كانت متداولة في مصر قبل ثورة تموز (يوليو) من العام 1952 مثل باشا وبك من جديد جدلا كبيراً في الشارع المصري، خاصة أن مصر لا تعيش العصر الملكي في الوقت الحالي.
وجاء المقترح ليغذي ثقافة "جمع المال بشتى الطرق"، وهي الثقافة التي تسيطر على مصر، بل على العالم أجمع في السنوات الأخيرة دون إقامة أي وزن لقيم أو تقاليد مجتمعية، أو حتى مبادئ سياسية واقتصادية راسخة، وهي الفلسفة التي يعززها حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سبيل المثال في الوقت الراهن، وفقاً لآراء خبراء.
بالعودة إلى مقترح "باشاوات مصر"، فقد قدم الكاتب والمفكر المصري الدكتور أسامة الغزالي حرب مقترحاً لإعادة إحياء الألقاب، وعلى رأسها لقب الباشا، مقابل مساهمات مالية أو أعمال يقدمها مستحقو تلك الألقاب للدولة.
وقدم نماذج لأسماء يراها مؤهلة للحصول على هذه الألقاب مثل رجال الأعمال محمد أبو العينين ونجيب ساويرس وطلعت مصطفى ومنير فخرى عبد النور، ومنير غبور، وطارق نور، وناصيف ساويرس وياسين منصور وأحمد أبو هشيمة.
كما أوضح أن كلمة "باشا" هي اللقب المدني الأرفع الذى كان شائعا في العصر الملكي، بالإضافة إلى ألقاب أخرى مثل أفندي، وبك. وأضاف أن ما شجعه على عرض الفكرة استمرار المصريين في استخدام هذه الألقاب في معاملاتهم اليومية.
إلى ذلك، اقترح إنشاء هيئة متخصصة رفيعة المستوى لمنح هذه الألقاب بعد موافقة البرلمان.
"لا يواكب العصر"
في المقابل، انتقد مفكرون وشخصيات عامة وبرلمانيون المقترح مؤكدين أنه يفتقد للمنطق ولا يواكب العصر، خاصة أن البلاد تمر بأزمات كبيرة وتواجه تحديات خارجية وإقليمية تحتاج لأفكار وخطط غير تقليدية لمواجهتها وليس اقتراحات بالعودة لطقوس وتقاليد عصور قديمة.
بدوره رأى النائب المصري محمود بدر، في منشور على حسابه في فيسبوك أن الفكرة تتعارض مع نص المادة 26 من الدستور التي حظرت بشكل كامل إنشاء الرتب المدنية. وقال إن عودة الألقاب المدنية فخ سيواجه بمنع دستوري. إلا أنه اقترح "ساخراً" على الغزالي المطالبة بعودة الطربوش الذي لا يواجه منعا دستوريا.
يذكر أن كلمة باشا مشتقة من الكلمة التركية پاشا، وكانت لقبا شرفيا في الدولة العثمانية يمنحه السلطان العثماني إلى السياسيين البارزين، وكبار الضباط، والشخصيات الهامة، ويعادل في الإنكليزية لقب لورد.
وبدأت مصر منذ عهد محمد علي قبل أكثر من 200 عام في استخدام هذه الألقاب ومنحها لبعض الأشخاص كنوع من الوجاهة الاجتماعية واستمرت حتى ألغتها الثورة الناصرية قبل أكثر من 70 عاما بموجب القرار رقم 68 لسنة 1952، للقضاء على الطبقية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
واللافت في الأمر أن لقب باشا لايزال مستمراً في مصر على المستوى الاجتماعي حتى الآن، ويتداوله الشعب المصري في كل دقيقة على الرغم من منعه رسمياً منذ 70 عاماً، حيث توجه الجميع إلى نداء الجميع تقريباً بلقب "باشا"، وخاصة لرجال الأمن والأثرياء، والشخصيات المهمة، ولكنه يقال أيضاً لشخصيات تبدو عادية، ولا علاقة لهم بمناصب أمنية أو ثراء مادي.
التعليقات