عبد الزهرة الركابي
لم تأل الأجهزة المخابراتية في العالم جهداً وابتكاراً وتفتيشاً وبحثاً عن الأساليب التي تحقق أغراضها، وفي الفترة الأخيرة وقعت أحداث، بعضها تأطر بالغرابة مثلما حصل في منتجع شرم الشيخ المصري، والآخر في اتهام مؤسس موقع ldquo;ويكيليكسrdquo; الأسترالي جوليان أسانج من قبل امرأة مشبوهة، حيث لم يستبعد بعض المصادر أن يكون جهاز الموساد ldquo;الإسرائيليrdquo; يقف وراء هيجان أسماك القرش التي هاجمت السياح في البحر الأحمر من مرتادي منتجع شرم الشيخ، في موقف غريب وعدائي من هذه الأسماك التي بطبيعتها لا تهاجم البشر إلا إذا شعرت بالخوف .
وقال باحثون في الأحياء البحرية إن القروش تشم رائحة هرمون الخوف عند الإنسان، وإن الدماء تثيرها وتجعلها تهاجم أي شيء يقابلها، وتسمع حركة الأحياء الأخرى على بعد كيلومترين، ولهذا، يتساءل المحللون، من يقف وراء عامل تخويف أسماك القرش، كي تقوم بمهاجمة سياح منتجع شرم الشيخ؟ ومن له مصلحة بذلك؟ خصوصاً أن السلطات المصرية لم تتوصل إلى الأسباب التي أدت بأسماك القرش إلى مهاجمة السياح في أكثر من مرة .
إن الفرضيات المطروحة أمام هذه الحادثة أو الحوادث، تجعل من فرضية قيام الموساد ldquo;الإسرائيليrdquo; بهذا العمل، هي الأرجح انطلاقاً من وجود دوافع وأسباب لدى الدولة الصهيونية، لا سيما أن منتجع شرم الشيخ المطل على خليج العقبة في البحر الأحمر، قد سحب بساط السياحة من تحت المنتجعات السياحية ldquo;الإسرائيليةrdquo;، وهذا ما أكدته مصادر مصرية لصحيفة ldquo;هافينغتون بوستrdquo; الإلكترونية الأمريكية بالقول، إن ldquo;إسرائيلrdquo; تطلق أسماك قرش جائعة في البحر الأحمر كي تهاجم السياح على الشواطئ المصرية، في محاولة لإضعاف صناعة السياحة المزدهرة في مصر .
وكان محافظ جنوب سيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشة صرح أن ما يتردد عن إلقاء جهاز المخابرات الخارجية ldquo;الإسرائيلي الموسادrdquo; سمكة القرش القاتلة لضرب السياحة في مصر، أمر غير مستبعد ويحتاج إلى الوقت لتأكيده .
المسؤولون ldquo;الإسرائيليونrdquo; وحسب صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية رفضوا التعليق على الاتهام المصري، بيد أن المتحدث باسم الخارجية ldquo;الإسرائيليةrdquo;، إيغال بالمور، قال لهيئة الإذاعة البريطانية ldquo;بي بي سيrdquo;، إن البعض ربما رأى ldquo;إسرائيليينrdquo; أكثر من مرة في المنطقة، ما ساعد على خلط الحقيقة بالخيال .
لا شك أن الدولة الصهيونية، ولحسابات استراتيجية، لا تريد خيراً لمصر، وهي من هذا الموقف الثابت، تريد إلحاق الضرر بها، عندما تشعر بأن هناك ازدهاراً في أحد مرافق اقتصادها، وهي بالتالي تريد حرمان مصر من أحد مواردها المهمة، والمتمثل في صناعة السياحة التي تلقى إقبالاً كبيراً من السياح الأجانب .
والحادث الآخر الذي تدور حوله شبهة استخبارية، هو اتهام جوليان أسانج مؤسس موقع ldquo;ويكيليكسrdquo; من قبل امرأة سويدية تدعى ldquo;آنا أردينrdquo; وهي المتحدثة باسم ldquo;حركة الأخوة المسيحيةrdquo;، ادعت أن أسانج قد تحرش بها جنسياً، وفي تفاصيل هذه الحادثة أن ldquo;حركة الأخوة المسيحيةrdquo;، التابعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي، وجهت دعوة لأسانج ليحاضر عن موقع ldquo;ويكيليكسrdquo; والوثائق السرية التي حصل عليها، وقد لبى أسانج الدعوة عندما وصل يوم الجمعة 31 أغسطس/ آب الماضي إلى استوكهولم ليحل ضيفاً على الندوة .
وقد استضافت المتحدثة باسم ldquo;حركة الأخوة المسيحيةrdquo; أردين في شقتها أسانج، وبدت مسرورة بمرافقته أثناء الندوة، وبعد أيام من مغادرة أسانج السويد، ذهبت أردين بمرافقة امرأة أخرى إلى مركز الشرطة، وأدعت إن أسانج قد تحرش بها جنسياً، وفي هذا السياق تقول أردين في محضر الشرطة، إنها هي مَن شجعت صوفيا على أن ترافقها إلى مركز شرطة استوكهولم لتقديم شكوى بحق أسانج بتهمة الاغتصاب .
اللافت هو أن مؤسس ldquo;ويكيليكسrdquo; كان قد صرح للصحافيين وقبل فترة قصيرة من زيارته السويد قائلاً، إنه ldquo;وصلت إليه معلومات تفيد بأن الإدارة الأمريكية تعمل جاهدة للنيل من سمعته بطرق مختلفةrdquo; .
يُذكر أن ldquo;آنا أردينrdquo; المرأة التي أدعت على أسانج قد تم طردها من كوبا عام 2007 بعد اعتقالها من جانب السلطات الكوبية، واتهامها بالعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال ldquo;سي .آي .إيهrdquo;، كما أن نشاطاتها الأخرى محل ارتياب .
ومن حيثيات هذه الحادثة وتفاصيلها، فإن المحللين يعتقدون على نحو كبير، بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، هي من قام بزرع هذه المرأة في طريق مؤسس ldquo;ويكيليكسrdquo;، ومن هذا، فلا نستغرب أن أول المرحبين بقرار اعتقال أسانج، كان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي عبّر عن سعادته بالقول، إنه ldquo;خبر مفرحrdquo; .
التعليقات