نبيل شـرف الدين من القاهرة: عقب لقائه اليوم الأحد مع لجنة الحريات الدينية بالكونغرس الأميركي، قال الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر "إن اختلاف العقائد أوالأديان لا يمنع التعاون، وان الاسلام لايكره أحدا على اعتناق عقيدته"، معتبراً أن "الإكراه على أي عقيدة لايأتي بمؤمنين صادقين مخلصين بل يأتي بمنافقين"
أما د.مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب (البرلمان) المصري، فاعتبر ان مصطلح الاقلية الدينية مرفوض سواء من أقباط ومسلمي مصر، وهو ما أكده منير فخري عبدالنور رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، قائلاً إن "الوحدة الوطنية سياج قوي في مواجهة أي تدخل خارجي، ولايوجد في مصر من يشكو من الاضطهاد الديني"، على حد تعبير البرلماني القبطي، ابن الأسرة ذات التاريخ السياسي الطويل في مصر.
جاءت هذه التصريحات عقب سلسلة اللقاءات التي جاءت في سياق أنشطة وفد لجنة الحريات الدينية في الكونغرس الأميركي الذي يرأسه مايكل يونغ عميد كلية القانون في جامعة جورج واشنطن، االذي صرح بأنه سوف يوفد الدكتورة فيليس غاير، مديرة معهد "بلوشتين" لتنمية حقوق الانسان، وعضو الوفد إلى مدينة الاسكندرية الساحلية بهدف الاجتماع مع الحاخام اليهودي بها، وذلك عقب لقائه مع عدد من الشخصيات الرسمية ومنهم د. أسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس المصري، ود. مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، الذي صرح عقب لقائه ان الحريات الدينية في مصر مصونة ومرعية، وان برامج الاصلاح تأخذ طريقها للتنامي، وان الشعب المصرى شعب لم يعرف فى تاريخه معاداة السامية ولديه تقاليد راسخة ازاء الوحدة الوطنية، وأضاف الفقي قائلاً "اننا ليس لدينا ما نخفيه او نخجل منه في مجال الحريات الدينية، ولهذا قبلنا استقبال اعضاء اللجنة التى يعين الرئيس الأميركي ثلاثة منها" على حد تعبيره.
والتقى وفد اللجنة الأميركية أيضاً مع البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط، والأنبا ويصا، إضافة إلى الدكتور علي جمعة مفتي مصر وعدد من نواب البرلمان ونشطاء المجتمع المدني.
وفي تصريحاته عقب لقاء اللجنة أوضح شيخ الازهر أن توجيهاته لمبعوثي الازهر الذين يتم ايفادهم لشتى بقاع العالم الا يخالفوا قوانين البلاد التي هم فيها ولايتدخلوا في شؤونها الداخلية وان يكونوا قدوة طيبة للاخرين.
ومضى شيخ الأزهر قائلاً إن دين الاسلام يمد يده للسلام الى كل من يمد اليه يده بينما من يعتدى علينا فمن حقنا ان ندافع عن انفسنا"، موضحا في تصريحاته أنه "وفقا لتعاليم الدين الحنيف فإن هناك مساواة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة في مكارم الاخلاق والكرامة الانسانية"، وقد أعربت عضو الوفد الدكتورة غاير عن تقديرها لدور الازهر ورسالته، مبدية تقديرها للسلام والوسطية التي تدعو اليها الشريعة الاسلامية.
أما محمد مرسي نائب البرلماني المحسوب على جماعة "الإخوان المسلمين" فقد وصف لجنة الحريات الدينية الأميركية بأن "لها أهداف مشبوهة"، وأن "زيارتها لمصر إنما هي خدمة للصهيونية" على حد تعبيره في تصريحات نقلتها عنه شبكة (إخوان أون لاين) الموقع الرسمي للجماعة.
ومضى مرسي قائلاً إن "هذه اللجنة لجنة عنصرية غير محايدة، ومنحازة فكرًا وشكلاً وموضوعا" لإسرائيل، معتبراً أنها "تأتي ضمن مخطط الولايات المتحدة في لعب دور شرطي العالم"، حسب تعبيره مجدداً موقف جماعة الإخوان الرافض للقاء اللجنة التي تحظى بوضع سياسي هام في واشنطن.