اندريه مهاوج من باريس: علمت "ايلاف" من مصادر سعودية وفرنسية متطابقة في باريس ان الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي الامير بندر بن سلطان التقى اليوم صباحا في قصر الاليزيه بالرئيس الفرنسي جاك شيراك ،في اطار مسعى سعودي يهدف الى تطبيق قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بلبنان وسوريا، وبشكل خاص بشان التحقيقات في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق الحريري. وعلمت " ايلاف" ان اللقاء كان منفردا ومغلقا ولم يشارك فيه اي من المسؤولين الرسميين من الجانبين باستثناء احد مستشاري شيراك الذي حضر جزءا من هذا الاجتماع وليس كله. ولم يكن اللقاء موضوعا على الاجندة الرسمية للرئيس الفرنسي، وان كانت معلومات ترددت منذ الاسبوع الماضي عن عزم الامير بندر على القيام بهذه الزيارة الى باريس.وكان الامير بندر وصل الى فرنسا قادما من دمشق حيث سلم الرئيس بشار الاسد رسالة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز تتعلق بالاوضاع العامة في المنطقة وبتطورات الملف اللبناني .وفي هذا الاطار علم من مصادر فرنسية ان الامير بندر وضع الرئيس شيراك في اجواء محادثاته مع الرئيس الاسد .وتم البحث خلال هذا اللقاء بجملة المواقف الاخيرة المتعلقة بطلب القاضي دتليف ميليس الاستماع الى ستة مسؤولين امنيين كبار والرفض السوري لان يتم هذا الامر على الاراضي اللبنانية . وقد اطلع الامير بندر الرئيس الفرنسي على الاقتراحات السورية بايجاد بديل عن لبنان لاستجواب العسكريين السوريين .

المصدر الفرنسي قال ان الرئيس شيراك عبر عن تقديره لدور المملكة وعن جهودها لتحقيق الاستقرار العام في المنطقة، وابلغ ضيفه انه باق على موقفه الراسخ لناحية ضرورة الكشف عن قتلة الحريري ومعاقبة المسؤولين عن هذه الجريمة، وانه كرر التصميم، كما يفعل في كل مناسبة، على ضرورة تنفيذ سوريا كل القرارات الدولية وتخليها نهائيا عن التدخل في الشؤون اللبنانية اوالضغط على الحكومة اللبنانية وزعزعة استقرار هذا البلد. واضاف المصدر ان مجلس الامن ترك لميليس وحده ادارة تحقيقاته وتحديد هوية من يريد استجوايهم ومكان الاستجواب، وبالتالي فان باريس تعتبر ان ميليس هو المخول بالقول ما اذا كانت سوريا تتجاوب معه بالكامل ام لا .

معلومات غير رسمية ذكرت ان اللقاء تطرق الى امكان ايجاد حل يرضي الجميع ويؤمن بالتالي تحقيق الاهداف المرجوة بشان قضية مكان وزمان استماع ميليس الى المسؤولين السوريين ويجنب المنطقة ازمات اخرى هي ابعد ما تكون بحاجة اليها .ومن ناحية اخرى علم ان باريس كثفت في الايام الاخيرة اتصالاتها ومشاوراتها داخل مجلس الامن من اجل تقويم المرحلة المقبلة والاعداد لاي تحرك مستقبلبي تقتضيه الحاجة قبل انتهاء ميليس من مهمته منتصف الشهر المقبل او عند ذلك التاريخ . واذا كانت الخارجية الفرنسية تؤكد ان التشاور الدبلوماسي بين فرنسا وشركائها داخل مجلس الامن هو عمل مستمر ودؤوب فان الايام المقبلة ستشهد زيادة ملحوظة في وتيرة هذه الاتصالات من اجل اعداد الاجواء المناسبة لاتخاذ اي قرار بشان الملف اللبناني ـ السوري عند تقديم ميليس تقريره ، بما في ذلك احتمال استخدام ورقة العقوبات .