بغداد: قتل مسلحون عراقيون خمسة من مشاة البحرية الأميركية في هجوم بقنبلة بمدينة الرمادي وهيى المرة الثانية التي يقتل فيها أفراد طاقم عربة مدرعة من طراز همفي بأكملهم خلال أسبوع فيما وصفه مسؤولون أميركيون يوم الخميس بأنه قد يكون أسلوبا جديدا للمسلحين.
وقال ضباط كبار ان من السابق لأوانه القطع بذلك ولكنهم يعكفون على مراجعة الحادثين اللذين وقعا في غرب العراق والرد المحتمل عليهما.
وأعلن البريجادير جنرال دونالد ألستون كبير المتحدثين باسم الجيش الاميركي في العراق ان القوات الأميركية ألقت القبض على شخص يشتبه في انه زعيم تنظيم القاعدة في مدينة الموصل بشمال العراق، وقال ان هناك دلائل على ان المزيد من العراقيين مستعدون لتقديم معلومات عمن يشتبهون في انهم من المسلحين وان وحدات الجيش والشرطة العراقية أصبحت أكثر فاعلية عن ذي قبل.
ولكن ألستون الذي كان يتحدث قبل طرح اقتراح في الكونغرس في وقت لاحق يوم الخميس للضغط على الادارة الأميركية لوضع جدول زمني محدد للانسحاب من العراق قال ان من السابق لأوانه تحديد المدة التي سيتعين على الاميركيين خلالها مواصلة القتال.
ورافقت صورة تتسم بالتباين للحملة العسكرية الرامية الى قمع التمرد بين الأقلية السنية التي هيمنت على العراق في عهد صدام حسين، مفاوضات عسيرة شاركت فيها الحكومة الجديدة بقيادة الشيعة لضم السياسيين السنة الى عملية صياغة دستور جديد للبلاد خلال الأشهر القليلة القادمة.
ولكن بعد أسابيع من المشاحنات تم التوصل على ما يبدو الى اتفاق وسط يوم الخميس وقال زعماء من الجانبين ان السنة الذين لا يحظون بتمثيل كاف في البرلمان نتيجة إحجام ناخبيهم عن المشاركة في انتخابات يناير/ كانون الثاني سيحصلون على زيادة مقدارها سبعة أضعاف في عدد مقاعدهم باللجنة المكلفة بصياغة الدستور.
وقال ألستون ان أكثر من ألف مدني عراقي يحتمل ان يكونوا قد قتلوا في أعمال العنف منذ تشكيل الحكومة العراقية في ابريل نيسان وما اعقب ذلك من إعلان حليف القاعدة أبو مصعب الزرقاوي شن حرب شاملة على الادارة المتحالفة مع الولايات المتحدة.
ولم يعلن الجيش الاميركي تفاصيل تذكر عن الهجوم الذي وقع يوم الاربعاء في الرمادي أحد معاقل المسلحين غربي بغداد. وقال في بيان ان خمسة من مشاة البحرية قتلوا عندما انفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع في عربتهم. وفي الاسبوع الماضي قتل خمسة من مشاة البحرية الأميركية في انفجار قنبلة على جانب الطريق وهم في عربتهم قرب الحقلانية عند مشارف الرمادي.
وقال مسؤول عسكري ان الهدف في الحادثتين كان عربة دورية مدرعة طراز هامفي وان جميع أفرادهما قتلوا دون استثناء.
وقال ضباط اميركيون ان من المحتمل ان المسلحين يصنعون عبوات ناسفة تركز القوة التفجيرية في منطقة محددة مما يسمح باختراق العربات المدرعة. ولم يذكر الجيش الاميركي الموقع الذي شهد الانفجار بالتحديد غير ان حفرة في الرمادي في ما قد يكون موقع انفجار ايوم الاربعاء تشير الى احتمال ان الهجوم استخدمت فيه قنبلة كبيرة جدا لكنها بسيطة.
ونادرا ما أسفر هجوم واحد عن مقتل عدد كبير من الجنود الاميركيين في عربة مدرعة خلال العاميين الماضيين رغم ان الخبرة الطويلة التي اكتسبها القادة من عشرات الهجمات اليومية بالقنابل ارغمتهم على تقوية دروع العربات.
وقتل أربعة جنود جنوبي العاصمة العراقية الشهر الماضي كما قتل سبعة جنود في هجوم على دبابة خفيفة من طراز برادلي في يناير/ كانون الثاني.
وقال ألستون في مؤتمر صحافي "لدينا عدو يستطيع ان يتعلم." مضيفا ان الجهود المبذولة لتحصين معظم العربات في مناطق القتال قلصت معدلات الوفيات بين الجنود.
وقال "ندرس الاحداث التي جرت في الآونة الأخيرة لنرى ما اذا كان قد حدث تغير في أسلوبهم لكنني لا استطيع ان اؤكد ما اذا كان الوضع كذلك في الوقت الراهن."
وبمقتل الجنود الخمسة بالاضافة الى بحار ملحق بمشاة البحرية في الرمادي يرتفع عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق الى 1712 جنديا وهو ما ساهم على ما يبدو في تراجع التأييد بين الناخبين الاميركيين لبقاء القوات الأميركية في العراق.
وقدم أربعة أعضاء من مجلس النواب الاميركي ذوي توجهات سياسية مختلفة تشريعا يوم الخميس يطالب الرئيس الاميركي جورج بوش باعداد خطة بحلول نهاية العام لسحب كل القوات الأميركية من العراق على ان يبدا مثل هذا الانسحاب في موعد لا يتجاوز الاول من اكتوبر تشرين الاول 2006.
وترفض الادارة الأميركية نداءات تحديد اي موعد نهائي للانسحاب.
وفي بغداد قال ألستون ان القادة يدرسون القدرات الجديدة للقوات العراقية من بين عوامل أخرى ستسمح في الوقت المناسب بتقييم مدة بقاء القوات الأميركية في العراق.
وقال "لا أعتقد ان الرؤية واضحة تماما بالنسبة لنا في الوقت الراهن."
واضاف ان من السابق لأوانه تحديد ما اذا كان بالامكان تقليص عدد القوات الأميركية خلال الاشهر القادمة عندما تعود وحدات موجودة بالعراق حاليا الى الولايات المتحدة لتحل محلها تشكيلات جديدة.
وقد أعطي السنة العرب بادئ الأمر مقعدين فقط في اللجنة المكونة من 55 عضوا والمكلفة بصياغة دستور مقترح بحلول 15 اغسطس /اب لكن بهاء العرجي العضو البارز في اللجنة قال انه تم التوصل الى اتفاق لزيادة عددهم الى 15 عضوا وتوسيع اللجنة لتضم 70 عضوا.
وقال عدنان الدليمي رئيس تجمع أهل السنة انه تم قبول الحل الوسط. وستضم اللجنة 15 عضوا "استشاريا " من بينهم عشرة اخرين من السنة.
وقال الدليمي لرويترز "وافقنا على انهاء الجدل حتى لا يقول اي شخص ان السنة يؤخرون صياغة الدستور."
وقالت القوات الأميركية انها اعتقلت يوم الثلاثاء مساعدا بارزا للمتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي يدعى محمد خليف شاكر ويعرف ايضا باسم ابو طلحة في عملية وصفها ألستون بانها ضربة كبيرة لنشاط المسلحين في مدينة الموصل الشمالية.
وقالت مصادر بالشرطة ان سيارة ملغومة انفجرت قرب قافلة للقوات الخاصة التابعة للشرطة العراقية في غرب بغداد يوم الخميس مما أسفر عن مقتل ستة من افراد الشرطة واصابة 25 اخرين معظمهم من الشرطة.
التعليقات