اسامة مهدي من لندن : في وقت بدأ الف عسكري اميركي مدعومين بالمروحيات والدبابات عملية مسلحة واسعة لمطاردة المسلحين على الحدود العراقية مع سورية اليوم، اكد مسؤولون عراقيون واميركيون ان تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بقيادة الاصولي المتشدد ابو مصعب الزرقاوي قد بدا يتهاوى برغم الضربات المميتة التي ينفذها في مناطق متفرقة من البلاد بفضل المعلومات التي بدا يدلي بها مسلحون ومواطنون ايضا عن عناصره وعملياته، في وقت دعت مراجع شيعية عراقية الى اعتبار القران الكريم مصدرا اساسيا للتشريع .

وقال عراقيون يتابعون العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية بمساندة اميركية تحدثت معهم "ايلاف" في بغداد اليوم ان عمليات الكشف عن الارهابيين ومخابئهم بدأت تشهد نقلة نوعية بفضل المعلومات التي بدات جماعات مسلحة متعاونة مع السلطات تدلي بها عن تحرك الارهابين اضافة الى تعاون المواطنين الذين باتوا يتجاوزون حاجز الخوف ويبلغون عن المسلحين وتحركاتهم، خاصة بعد ان بدأوا يدركون ان هذه العمليات تستهدف العراقيين بالدرجة الاولى وانه مقابل اكثر من عشرين قتيلا عراقيا لايسقط هناك سوى عسكري اميركي .

ويؤكد مسؤولون عسكريون عراقيون ان خسائر كبيرة بدات تلحق بالخلايا المرتبطة بتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بقيادة الزرقاوي على الرغم من استمرار تحديه للاجراءات الامنية وايقاع خسائر بالغة في صفوف المدنيين، حيث تم امس اعتقال مساعد للزرقاوي قائد عمليات تنظيم القاعدة في مدينة الموصل التي تبعد 370 كلم شمال بغداد هو محمد خلف شاكر المعروف باسم ابو طلحة قائد تنظيم القاعدة في الموصل، بعد ان قادت مصادر استخباراتية متعددة قوات التحالف الى عملية اعتقاله في حي سكني هادئ في مدينة الموصل دون اية مشاكل بعد ان سلم نفسه بصورة سلمية الى قوات التحالف والقوات العراقية المشاركة في العملية وبشكل اصبح معه قائد الزرقاوي في الموصل خارج الخدمة، الامر الذي يؤكد ان خلايا هذه الشبكة قلقة من وتيرة ملاحقاتهم وعواقب عملياتهم، خاصة وان هذا التظيم قد فقد21 من ابرز شخصياته فهم اما قتلوا او اعتقلوا في انحاء العراق خلال الاشهر القليلة الماضية .

ويؤكد صالح سرحان الناطق الاعلامي في وزارة الدفاع العراقية ان هذه الاعتقالات تثبت ان الرؤوس بدأت تتهاوى الواحد تلو الاخر وان الارهابيين باتوا عند الرمق الاخير من الحياة، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "لقد ضاق الناس ذرعا من تصرفاتهم وبدأوا بالتبرع بالمعلومات ومنهم من ابدى استعداده لمرافقة القوات العراقية في ساعات متأخرة من الليل للقيام بعمليات المداهمة لاوكار الارهابيين ومخابئ الاسلحة".


واوضح سرحان ان "الكل بات يعلم ان اغلب الهجمات باتت تستهدف المدنيين في الاسواق والتجمعات التي ليس لها علاقة بالمعسكرات الاميركية او الثكنات العسكرية العراقية". واكد "وجود كم هائل من المعلومات عن تحركات واماكن تواجدهم واوكار الارهابيين ومناطق تخزين الاسلحة لذلك فان اداءهم قد انكمش". واشار الى ان "اعترافات من القي القبض عليهم ساعدت هي الاخرى قوات الامن العراقية في تشخيص مناطق تواجد الارهابيين ومخابىء الاسلحة". وقال ان "هناك مفاوضات بين الحكومة ومجموعات ما يسمى بالمقاومة المعزولة عن الارهابيين التي اخذت دورها في الكشف عن هؤلاء"مؤكدا ان عملية البرق الاخيرة ادت الى وضع اليد على اطنان من الاسلحة والمعدات المتفجرة واجهزة التفخيخ .

وغالبا ما تعلن جماعة الزرقاوي مسؤوليتها عن الهجمات الانتحارية التي تقع في العراق والتي يروح ضحيتها المئات من عناصر الجيش والشرطة والمدنيين.

وتاتي هذه التقارير في وقت بدا الجيش الاميركي اليوم عملية عسكرية جديدة ضد المسلحين في محافظة الانبار غرب العراق تساندها الطائرات والدبابات.

وقال بيان للقوات الاميركية ان نحو الف جندي من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) بدأوا عملية قتالية تحمل اسم (الرمح) تهدف الى انهاء وجود المتمردين ومحاربة المحاربين الاجانب وضرب تنظيم شبكة الدعم للمتمردين في منطقة الكرابلة ومحيطها.

وكانت قوات مشاة البحرية الاميركية هاجمت في الحادي عشر من الشهرالحالي تجمعا للمسلحين في هذه المنطقة التي تقع قرب الحدود العراقية السورية
وقتلت اربعين منهم . ويتعرض المسؤولون السياسيون ورجال الشرطة واعضاء الحرس الوطني العراقي لاعتداءات يومية في هذه المحافظة التي تضم مدينتي الفلوجة والرمادي من المتمردين الذين يتهمونهم بالتعاون مع الاميركيين.

دعوة لاعتبار القرآن اساس التشريع
انعقد في مدينة كربلاء (110كم جنوب بغداد) مؤتمر حول الدستور في مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي بمشاركة كوكبة من العلماء ورجال الدين وممثلي المراجع الدينية في مدينتي النجف وكربلاء في مقدمتهم ممثل آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي وممثل عن مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي وآخرون.

وفي بداية المؤتمراكد العلامة الشيخ فارس الشيباني على دورالمرجعية الدينية في العراق ودور المرجع المدرسي في تفعيل المؤتمرات الدستورية، مشيرا الى ان اول مؤتمر عقد في كربلاء حول الدستور قبل عامين برعاية المرجعية وقد حضره اكثر من 150 مختصًا يحملون شهادة الدكتوراه في علم القانون وصياغة الدستور.

ومن جهته شدد المرجع المدرسي على ضرورة تضمين الدستور العراقي الجديد مبادئ الحرية والعدل والكرامة والامن واضاف أن هذه المفاهيم الاربعة مرتبطة بعضها مع البعض الاخر ولا يمكن فصلها أو الغاء احداها داعيا في كلمته التي نقلتها شبكة كربلاء للانباء الى .ان يرتكز الدستور المقبل لذي يعد لكتابته حاليا على ثلاثة اسس رئيسية هي :

أولا: أن يكون القرآن الكريم هو المصدر الاساسي للتشريع.
ثانيا: وحدة تراب العراق من شماله الى جنوبه وعدم تجزئته أو تقسيمه تحت أي مسمى أو ذريعة.
ثالثا: أن يحفظ الدستور العراقي الجديد كرامة الانسان وحريته.

ومن جهة اخرى دعا الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي امام وخطيب مسجد ام القرى وعضو هيئة علماء المسلمين السنة في بغداد خلال خطبة الجمعة اليوم الحكومة العراقية الى اطلاق سراح السجناء وخصوصا من ائمة المساجد والخطباء.

وقال السامرائي "على الحكومة ان تبادر الى اطلاق سراح المعتقلين وخصوصا ائمة المساجد والخطباء ممن لم تثبت عليهم اية تهمة وان تتقي الله بالعراقيين". واضاف "يا حكامنا ويا ولاة الامور ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء".

وتساءل السامرائي المعروف بمواقفه المعتدلة "الى اي مدى يبقى العراقيون يعيشون الهم والغم". ودعا العراقيين الى الوحدة، وقال "نحن احوج ان نوحد الامة بكتاب الله لان العراقيين احوج ما يكونون الى الاتحاد والتكافؤ. فتوحيد صفوفنا واجب علينا لنقطع الطريق على المحتل".

ولا توجد ارقام رسمية عن عدد المعتقلين في السجون العراقية من ائمة المساجد والخطباء.

وفي مدينة النجف دعا الشيخ صدر الدين القبانجي امام وخطيب مسجد الفاطمية الكبرى الحكومة العراقية الى "الوقوف بحزم تجاه التصفيات الطائفية في مدن تلعفر (450 كلم شمال غرب بغداد) وسامراء (120 كلم شمال بغداد)" معتبرا انها "اعمال مرفوضة من قبل الشيعة والسنة". واتهم "البعث الداخلي والارهاب العربي المستورد والسلفيين والتكفيريين" بالوقوف وراء هذه الافعال من اجل "اسقاط العملية السياسية".

وفي مدينة كربلاء اكد الشيخ محمد حسين العميدي ممثل المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني في خطبته ان "هناك من يرى ان الحكومة فشلت لحد الان في اداء مهامها".

واضاف ان "الحكومة حققت انجازات لا بأس بها واصيبت باخفاقات من جانب آخر" وقال "نحن لسنا معها 100% كما اننا لسنا ضدها 100%". ورأى ان "جهات معينة ترى في الحكومة الحالية انها تمثل حكومة طائفة معينة وهي الشيعة وانها محسوبة على التيار الاسلامي وانها من انجازات المرجعية الدينية وتمثل الرأي السياسي المضاد لتيار العنف وحمل السلاح".

واضاف "هناك رأي يقول ان الطائفة الشيعية غير قادرة على قيادة الحكومة لانها كانت مغيبة لعشرات السنين ولا تملك الخبرة في هذا المجال وبالتالي فالاسلام ليس لديه القدرة (على ادارة البلاد) مما يعني اثبات فشل خيار المرجعية وانه لا بد من ترك الامور السياسية لغيرها".

وتساءل العميدي "هل ان التفجيرات والارهاب كان ليستمر في ظل حكومة غير الحكومة الحالية؟ وهل كانت ازمات الوقود والغذاء ستظهر مع غير حكومة؟". واستنتج "اذا هناك قصد لافشال التجربة فان على المؤمنين ان يصبروا ويرابطوا ولا يرجعوا ويتململوا بل عليهم ان يتواصلوا لانجاح التجربة".