مفاجآت في الارقام والنتائج... وتغييرات في المواقف
رفسنجاني على صفيح ساخن...أحرجوه فأخرجوه
من موفد "إيلاف" الى طهران علي ال غراش: أسدل الستار على الفصل الأخير من الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها التاسعة بسلسلة مفاجآت غير متوقعة تسجل للمرة الاولى في سجل تاريخ الانتخابات في ايران، فهي الانتخابات الأولى التي لم تحسم نتائجها من المرحلة الأولى، والاولى التي تنتهي بفائز غير معروف وغير متوقع مسبقا، والاولى التي ستحمل تغييرات كبيرة غير مسبوقة على الساحة السياسية الايرانية.
وتشكل خسارة المرشح المنافس علي اكبر هاشمي رفسنجاني، والمرشح الأكثر حظا في الاستطلاعات الأولى، الحدث الأكبر في هذه الانتخابات. وقد جاءت النتائج صدمة كبيرة لمن كانوا يسعون الى المزيد من الانفتاح وتحسين العلاقات الخارجية وجذب الاستثمارات الأجنبية، ومفاجأة أكبر للعديد من الإعلاميين والخبراء بالشأن الإيراني وخاصة الإعلام العربي والغربي الذين كانوا يتوقعون فوزا سهلا لرفسنجاني.
ويرى بعض الخبراء أن الخاسر الأكبر في الانتخابات هو رفسنجاني، صاحب النفوذ القوي والقدرة السياسية الفائقة والسمعة الكبيرة، مشيرين الى ان هذا الفشل سيعني الكثير لرفسنجاني وربما كان نهايته السياسية لا سيما بعدما تعرض خلال فترة الانتخابات الاخيرة لعدة انتقادات لاذعة وضربات قاصمة، كان آخرها تعرضه لخسارة ثقيلة قبل عدة أشهر عندما فشل بالحصول على مقعد نيابي من عشرات المقاعد المخصصة لمدينة طهران. ولهذا فهو يعيش على صفيح ساخن.. وأعضاء حملته يعيشون على أعصاب متوترة وخوف وقلق.
حملات مغرضة
وتعرض رفسنجاني منذ إعلان ترشحه لحملات مغرضة مكثفة من قبل المعارضين الذين كانوا يتصيدون كل كلمة يتفوه بها او موقف يتخذه، مركزين بشكل رئيس على السلبيات التي حدثت فترة حكمه ووصلت لدرجة التشكيك به. ويرى البعض ان هذه الحملات المركزة ساهمت بشكل كبير في تشويه صورته وساعدت ليس فقط على خسارة الانتخابات بل على اهتزاز الثقة به لدى الناخب الايراني. ويشير البعض الى ان عدم نجاح رفسنجاني كان بمثابة رسالة من الشعب الإيراني له بأنه غير مرحب به لقيادة البلد بعدما بذل محاولات عديدة ليقدم نفسه كمنقذ للأمة الإيرانية ورجل دين اصلاحي برغماتي له علاقات واسعة ونفوذ قوي.
الرجل الثاني
في
كلام ووعود
وعن حالة عدم الرضا حول شخصية رفسنجاني في الشارع الإيراني، قال احد العلماء ان رفسنجاني تحدث خلال حملته الانتخابية عن أفكار وطروحات غير واقعية لا سيما لدى كبار المراجع وعند شريحة واسعة من علماء الحوزة. وقالت الطالبة الجامعية رجاء انها لم تصوت لرفسنجاني خلال المرحلتين الأولى والثانية "لأني لا أرى فائدة من عودته للرئاسة بعدما فشل في حل المشاكل الاقتصادية في فترة حكمه بالدورتين حيث لازالت أغلبية الشعب تعانيها بالإضافة الى أني اشعر بان كلامه وبرامجه الانتخابية ما هي إلا وعود فضفاضة غير واقعية".
رغبة للتغيير
والملاحظ ان هزيمة رفسنجاني في الانتخابات لم تكن مستبعدة بالنسبة الى من هو قريب من الشارع الإيراني، في ظل وجود معارضة واسعة له في أوساط جميع الشرائح والتيارات اضافة الى تنامي حالة الإحباط وعدم الثقة في الساسة السابقين الذين تمت تجربتهم. والواضح الان ان الناخبين الإيرانيين أصبحوا لا يهتمون كثيرا بالشعارات البراقة باعتبار ان زمن الشعارات ولى وايام الكلام المعسول انتهت الى غير رجعة وجاء وقت العمل والتغيير الداخلي الجدي، خاصة في الجانب الاقتصادي.
التعليقات