روما: يطالب الايطاليون حكومتهم بان تقول ما اذا كانت اجازت سرا الخطف المزعوم من جانب عناصر لها صلة بوكالة الاستخبارات المركزية لمشتبه بانه ارهابي خطف من شارع في ميلانو ونقل جوا الى مصر حيث يقول انه تعرض للتعذيب.

وامتنعت روما وواشنطن عن التعليق بشكل رسمي على امر صدر في الاسبوع الماضي في ميلانو لاعتقال 13 خاطفا مشتبها بهم حيث قال مصدر قضائي ان هناك اعتقادا بانهم جميعهم لهم صلة بوكالة الاستخبارات الاميركية.

واضاف المصدر انه اذا قال الايطاليون انهم سمحوا بالخطف الذي جرى في 17 شباط (فبراير) 2003 فقد ينتهي بهم الامر بتوريط انفسهم موضحا "لا تستطيع اجازة جريمة."

ولكن في حال عدم موافقة ايطاليا على العملية تقول المعارضة من يسار الوسط ان ذلك سيثير مشاعر قلق خطيرة بشان تدخل اميركا في دولة حليفة.

ويعتقد ان الاشخاص الثلاثة عشر غادروا ايطاليا ولم يتم اعتقال اي منهم.

الا ان محللين يقولون ان القضية التي تتكشف ملابساتها يمكن ان توتر العلاقات بين الدولتين الحليفتين التي اهتزت في اذار (مارس) عندما اطلق جنود اميركيون النار وقتلوا ضابط استخبارات ايطاليا في العراق بدون مواجهة اجراء تأديبي.

وقال السيناتور انتونيلو فالومي لوسائل الاعلام الايطالية "اما ان الحكومة (الايطالية) كانت على علم بالخطف... او ان وكالة الاستخبارات الاميركية لم تبلغها بشان نشاطها في ايطاليا."

واضاف "في كلتا الحالتين فانها اشارة اخرى مرعبة بشان اذعان هذه الحكومة للمصالح الاميركية."

وربما تأتي الاجابات يوم الخميس.

وقال مارسيلو بيرا رئيس مجلس الشيوخ الايطالي ان ممثلا حكوميا سوف يعلق على القضية الساعة 1100 بتوقيت جرينتش يوم الخميس بناء على طلب نواب من يسار الوسط.

الا انه لم يتضح من الذي سيتكلم او ما الذي يعتزم المسؤولون وبوسعهم من الناحية القانونية قوله بشان القضية.

وعلى الرغم من ان امر القبض لم يعلن فان تسريبات لوسائل الاعلام الايطالية وبيانا رسميا من مكتب الادعاء كشفت اسماء المشتبه بهم وتسجيلات المكالمات الهاتفية ونصوص مكالمات هاتفية تم التنصت عليها.

واقتفى المدعون حتى طريق الرحلة الجوية التي يزعمون ان عملاء لوكالة الاستخبارات الاميركية استخدموه لنقل الاسلامي الاصولي حسن مصطفى اسامة نصر المعروف ايضا باسم ابو عمر من قاعدة جوية في افيانو في ايطاليا الى مصر.

وتقول وثائق المحكمة ان نصر ذكر انه تعرض للتعذيب اثناء استجوابه في مصر بعد تسليمه الى السلطات.

وكان نصر خاضعا للتحقيق في ايطاليا للاشتباه في وجود علاقات محتملة له بالارهاب وقت اختطافه ويتساءل معارضون لماذا تحتاج الولايات المتحدة الى تسليمه لبلاده ان لم تكن تعتزم أخذه الى مكان تقول جماعات حقوق الانسان انه يسمح بتحقيقات أكثر قسوة مما تفعل ايطاليا.

وانتقدت وزيرة الخارجية الاميركية الحكومة المصرية خلال زيارة الى القاهرة الاسبوع الماضي بسبب قانون الطوارئ والعدالة المتعسفة.

وتساءلت صحيفة كوريير ديلا سيرا البارزة في ايطاليا في عمود في صفحتها الاولى يوم الاربعاء "ما قيمة الحوار الصريح... اذا ارسلت وكالة الاستخبارات المركزية ابو عمر الذي خطف بشكل غير قانوني في ايطاليا الى القاهرة لاستجوابه على ايدي بلطجية."