طالب بمقعدين دائمين في مجلس الامن الدولي
إعلان قمة سرت الافريقية يدعو لإصلاح الأمم المتحدة

نبيل شرف الدين من القاهرة: حمل ( إعلان سرت ) الذي يصدر في ختام الاجتماعات التي تستضيفها مدينة سرت الليبية لرؤساء دول و حكومات الدول الأفريقية في دورتهم العادية الخامسة اليوم الثلاثاء مطالبة بضرورة الإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة و الحاجة إلى جعل افريقيا تتمتع بحقوقها المشروعة في تمثيل جغرافي عادل و منصف في عملية الإصلاح. و رأى القادة و الزعماء أن الإصلاح يجب أن يتضمن تخصيص مقعدين دائمين لافريقيا مع جميع الامتيازات بما فيها حق النقض، و خمسة مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن، و تعزيز قيادة الجمعية العامة للامم المتحدة بغية تمكينها من الاضطلاع بدورها كجهاز اكثر تمثيلا و برلمان العالم، كما دعوا إلى تعزيز الأمانة العامة للامم المتحدة من حيث زيادة كفاءتها و تمثيلها لافريقيا، إنشاء لجنة لتعزيز السلام كما أوصى به أمين عام الأمم المتحدة، منح المجلس الاقتصادي و الاجتماعي صفة آلية مركزية لتنسيق انشطة الوكالات المتخصصة لمنظومة الامم المتحدة و اجهزتها الفرعية في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية من اجل تمكينها من القيام بدورها في بلوغ الاهداف الانمائية للالفية على نحو افضل.

و حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية فقد أكد القادة الأفارقة تمكسهم الراسخ باجماع ( إيزولويني ) بهذا الخصوص، معربين عن تصميمهم على تحقيق الانتصار لهذا الاجماع ، مع تحديد الموقف الأفريقي الموحد بشأن التنمية المستدامة و الأمن الجماعي و منع النزاعات و شروط استخدام القوة فضلا عن الاصلاح المؤسس لمنظمة الامم المتحدة.

و رأى القادة ضرورة أن يشمل الاصلاح انشاء هيئة جديدة لحقوق الانسان كجهاز فرعي تابع للجمعية العامة يكون مقره في جنيف ليحل محل لجنة حقوق الانسان و بنفس تشكيلتها على اساس التوزيع الجغرافي العادل و بامتيازات جديدة اقل انتقاء و تسييسا ، و كذلك التأكيد على الصبغة العالمية لحقوق الانسان و عدم قابليتها للانقسام..اضفاء الصبغة الديموقراطية على مؤسسات بريتون وودز.

إعلان الألفية
و اعتبر رؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي اعتماد الجمعية العامة للامم المتحدة اعلان الألفية و الاهداف الانمائية للالفية في سبتمبر 2000 بأنه كان بمثابة مبادرة حميدة من قبل المجتمع الدولي لمساعدة جهود افريقيا خاصة في القضاء على الفقر و الاسراع بالتنمية البشرية و اندماج القارة في الاقتصاد العالمي للقرن الحادي و العشرين و جعل العولمة أكثر فائدة للشعوب الافريقية.

و قال القادة الأفارقة في إعلان سرت إنه بالرغم من اننا قد قمنا بتكريس قدر اكبر من مواردنا و اتخاذ قرارات بعيدة الاثر و اصلاحات في الميادين السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية للقضاء على الفقر و تحقيق التنمية الاجتماعية و الاقتصادية المستدامة السريعة و كذلك التعجيل بتكامل شعوبنا.. إلا أننا مقتنعون بأن تحقيق هذه الاهداف يتطلب تعاون القطاع الخاص ، و منظمات المجتمع المدني و المجتمع الدولي و اصحاب المصالح الأخرى ،و التضامن مع افريقيا في مختلف الميادين، و تعهدوا باستعراض اعلان الالفية و الاهداف الانمائية للالفية بغية تقييم المحرز حتى الان ، و التحديات التي تواجه الجهود الفردية و الجماعية .. مؤكدين أن المساواة بين الجنسين و تمكين المرأة أمران مهمان للقضاء على الفقر و تحقيق جميع الاهداف الانمائية الأخرى للالفية.

و قرر رؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي اعتماد الموقف الافريقي الموحد من استعراض اعلان الالفية و الاهداف الانمائية للالفية كمساهمة افريقيا في استعراض هذا الاعلان و تقديمه الي الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر2005.

و أكدوا ضرورة مضاعفة الجهود على الاصعدة الوطنية و الاقليمية و القارية و الدولية ، و تعزيز التعاون بين الدول و الانشطة المشتركة الرامية الي تحقيق الاهداف الانمائية للالفية في الموعد النهائي المستهدف.

الحكم الرشيد
و حسب الوكالة فقد أكد القادة الأفارقة على ضرورة تهيئة بيئة مؤاتية للاستثمار و التنمية في افريقيا من خلال تشجيع السلم و الأمن و ضمان الحكم الرشيد في بلدان القارة السمراء من خلال ما يلي :

* تقوية و ضمان اضطلاع الاليات الاقليمية و القارية و خاصة مجلس السلم و الأمن للاتحادالافريقي بدور مركزي في احلال السلم و الأمن و الاستقرار في ربوع القارة.
* مواجهة النزاع و عدم الاستقرار السياسي في القارة بغية جعل افريقيا قارة خالية من النزاعات بحلول .2010
* العمل كأطراف في المعاهدات الاقليمية و القارية و الدولية الخاصة و مكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة و تهريب المخدرات و التداول و الاتجار غير المشروع بالاسلحة الصغيرة و الخفيفة و الالغام و الفساد و غسيل الاموال و القيام بتنفيذ هذه المعاهدات بفعالية.
* تعميق الشفافية و صور الحكم التشاركية تعزيز المؤسسات و المسارات الديمقراطية في بلداننا.
وأكد رؤساء دول و حكومات الإتحاد الأفريقي في الاعلان المتوقع صدوره اليوم عن القمة ، ضرورة مواصلة صوغ و تنفيذ السياسات الاقتصادية و الاجتماعية بشكل فعال لصالح فئة الفقراء من السكان من خلال ما يلي :

* تبني استراتيجيات موجهة نحو توفير فرص العمل والحد من الفقر لصالح الفقراء.
* تحويل القطاع الريفي و الزراعة الريفية لرفع مستوى الانتاج و ضمان الأمن الغذائي ، و تحسين ظروف المعيشة في المناطق الريفية بافريقيا.
* تعزيز القطاع الخاص مع تركيز خاص على المنشآت الصغيرة و المتوسطة الحجم.
* السعي الي تنفيذ استراتيجية تنمية صناعية.. و في هذا الصدد حث اعلان سرت جميع الدول الأعضاء في الإتحاد الأفريقي على الانضمامإلى الآلية الأفريقية للمراجعة المتبادلة بين الأقران على سبيل الاولوية و في اقرب وقت ممكن و تعزيز عملية الآلية بكفالة ادائها بشكل فعال.
* تقوية القدرة التنافسية للاقتصاديات الافريقية.
* زيادة الاستثمار اللازم لتنمية البنية التحتية و خدمات النقل و الاتصالات السلكية و اللاسلكية و الطاقة.
* الادارة الرشيدة للموارد الطبيعية.
* ادماج نوع الجنس في استراتيجيات التنمية الوطنية و خاصة في معالجة استمرار ارتفاع مستويات شدة الفقر بين النساء من خلال تنفيذ خطتي عمل داكار و بيجين.
* ادماج السياسة التجارية في استراتيجيات التنمية الوطنية.
* تدعيم الاستثمار في تنمية رأس المال المادي و البشري و خاصة في العلوم و التكنولوجيا.
* الاستثمار في تعزيز الانظمة الصحية بما في ذلك الوصول الى علوم الصحة الجنسية و الانجابية لضمان تحسندائم و طويل الامد في صحة الامهات و الاطفال و الرضع.
* محاربة وباء فيروس نقص المناعة البشرية (الايدز) و السل و الملاريا و الامراض المعدية الأخرى.
* تصميم و ادماج الحماية الاجتماعية و برامج شبكة الامان الاجتماعي في اطر السياسة الاجتماعية الوطنية الاوسع و في استراتيجيات التنمية الوطنية.
* بناء القدرة الاحصائية في تصميم السياسات و البرامج و في تنفيذها و مراقبتها.