لندن- بغداد: قالت الشرطة و منظمات إسلامية اليوم أن المسلمين في بريطانيا تعرضوا لانتهاكات أكثر من المعدل المعتاد منذ التفجيرات التي وقعت في لندن يوم الخميس الماضي. و لكن المسلمين تلقوا في الوقت نفسه آلافا من رسائل التأييد من غير المسلمين الذين يدركون أن الغالبية العظمى من مسلمي بريطانيا و عددهم نحو 1.6 مليون نسمة لا يتعاطفون مع هؤلاء الذين نفذوا تلك الهجمات. في وقت استنكر عدد من العراقيين في العاصمة بغداد التي شهدت اليوم يوماً دموياً جديداً التفجيرات التي شهدتها لندن يوم الخميس الماضي لكنهم قالوا أن السياسة الأميركية و البريطانية هي التي تتحمل اللوم في ذلك.
و قالت الشرطة البريطانية أن شخصا تعرض لهجوم و أصيب اصابة خطيرة في لندن في حادث وصف بأنه جريمة كراهية في حين تحدث مسلمون عن هجمات استهدفت عدة مساجد. و قال مساعد نائب مفوض شرطة سكوتلانديارد برايان باديك " أعتقد بشكل عام أن هناك زيادة في ما يبدو في مستوى جرائم الكراهية التي نشهدها في لندن ... ثمة زيادة طفيفة في عدد الشكاوى بشأن هذه الحوادث."و أضاف "و لكن هذه هي لندن ... إنها أكثر المدن تنوعا بشريا في العالم."
و أكد قادة الجالية الإسلامية أنهم لمسوا زيادة في الانتهاكات في أعقاب التفجيرات التي استهدفت شبكة النقل في لندن و أودت بحياة 49 شخصا على الاقل فضلا عن اصابة 700 اخرين.
و قال أحمد فيرسي رئيس تحرير صحيفة "مسلم نيوز" "نتلقى رسائل كراهية كل بضع دقائق ... كنت أتلقى عادة ربما رسالة واحدة بذيئة كل أسبوعين ولكنها أصبحت أمرا يوميا منذ الخميس."ولكن فيرسي أضاف ان الصحيفة تلقت ايضا كثيرًا من رسائل التضامن والتأييد من غير المسلمين.
و تحدث اقبال سكراني رئيس مجلس مسلمي بريطانيا وهو أكبر تجمع إسلامي في بريطانيا عن عدة هجمات على مساجد في شمال غرب انجلترا ، و هجوم في لندن. و قال سكراني ان مجلس مسلمي بريطانيا تلقى سيلا من رسائل الكراهية و لكنه تلقى ايضا كثيرا من رسائل التأييد.
و دعا الزعماء الدينيون في بريطانيا أتباع جميع الطوائف الى التوحد في أعقاب هجمات يوم الخميس. و انضم أسقف كانتربري رئيس الكنيسة البريطانية الى قيادات إسلامية ومسيحية و يهودية و رجال دين مسيحيين اخرين في اصدار بيان مشترك يوم الاحد يدين التفجيرات.
من جهة أخرى، قال موؤل احمد (38 عاما) الذي يمتلك مكتبا لبيع أجهزة الكمبيوتر في العراق "رغم انني لا أبرر الهجمات أبداإلا انني أعتقد انها ردة فعل تجاه السياسات الخاطئة التي تمارسها الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاؤهما تجاه دولنا في العالم الثالث و الدول الصغيرة الأخرى."
واضاف احمد " اتمنى من الدول الكبيرة ان تعيد حساباتها وان تؤمن بأن سياسة القوة لا يمكن ان تفضي الا الى القوة.. و العنف لا يولد إلا العنف.. و ان الحل السياسي هو الطريق الصحيح لحل كل المشاكل مع كل الاطراف."
و قدم رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري الذي عين في اعقاب انتخابات امنتها قوات أجنبية التعازي والتضامن في الحرب ضد "الارهاب". لكن الناس في شوارع بغداد حثوا الولايات المتحدة و بريطانيا اللتين قامتا معا بغزو العراق قبل نحو سنتين على النظر في أسباب العنف.
و قال سلمان القدسي الذي يمتلك متجرا ان "من يتحمل المسؤولية لما حدث للشعب البريطاني يوم الخميس الماضي هي الحكومة البريطانية."و اضاف " أفعال الحكومة البريطانية و حلفها مع اميركا.. هو الذي ادى الى هذه النتيجة. انا ادين الارهاب بكل اشكاله وما تعرض اليه الشعب الانجليزي كان ارهابا."واستطرد قائلا "لكن السؤال هو من بدأ بالارهاب ومن شجع عليه؟."
ويلقي كثير من العراقيين بمن فيهم من سعدوا بالتخلص من الرئيس صدام حسين باللوم في العنف على الولايات المتحدة فيما يضمر البعض شكوكا في ان عدم الاستقرار و الاقتتال الطائفي المحتمل في العراق هما في الحقيقة هدفان لسياسة واشنطن وحلفائها.
و يتهم هؤلاء الرئيس الأميركي جورج بوش و رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأنهما حولا بلدهم الى مأوى للمتشددين من امثال ابي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق.
لكن استاذا جامعيا وجه الاتهام الى جهة أخرى و قال "انا أرفض أي عملية تستهدف المدنيين وتقتلهم... ان ما يجري في العالم الان هي مخططات ماسونية الهدف منها إيقاف الزحف الاسلامي والمد الإسلامي" معتبرا ان ذلك يتم عن طريق عملائهم من أمثال اسامة بن لادن و الزرقاوي الذين قال انهم يزعمون أنهم يتحدثون باسم الإسلام.
التعليقات