بشار دراغمه من رام الله: بدأ الآلاف من الجنود ورجال الشرطة الإسرائيليين الدخول إلى المستوطنات مع ساعات فجر اليوم، بعد أن احتشد 45 ألف جندي وشرطي خارج قطاع غزة ، ومع دخول هذه القوات الإسرائيلية فإن الانسحاب من غزة قد بدأ رسميا. هذا في وقت نشرت فيه قوات الامن الفلسطينية مساء امس 7500 عنصر في المناطق المحاذية للمستوطنات في غزة في وقت تستمر فيه المساعي الداخلية لتأمين انسحاب اسرائيلي هادئ من القطاع ، مع انتهاء المهلة المعطاة للمستوطنين بالرحيل الطوعي عند منتصف الليلة الماضية. وقد بدأت قوات الاحتلال بالفعل بعملية اخلاء للمستوطنات فيما شوهدت اعداد من المستوطنين وهم يغادرون الى اسرائيل امس.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الإخلاء للمستوطنين سيكون طواعية حتى منتصف ليل "الثلاثاء الأربعاء" وبعد ذلك سيبدأ الجيش عمليات إخلاء بالقوة للمستوطنين الرافضين للانسحاب والذين تحصنوا في المستوطنات، وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تخشى من 3000 ألف مستوطن متطرف وتتوقع الشرطة وقوع اعمال شغب مع هؤلاء المستوطنين الرافضين للإخلاء.
وبحسب المصادر الإسرائيلية فأن نصف المستوطنين الثمانية آلاف تقريبا غادروا القطاع. ومن المقرر ان تستغرق عملية الانسحاب بكاملها قرابة خمسة اسابيع.
الى ذلك اعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني توفيق ابو خوصة أن ما يحدث حالياً داخل المستوطنات ليس عملية انسحاب، وإنما هو بداية لعملية إخلاء المستوطنين فقط، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي سيبقى داخل المستوطنات وسيقوم بهدم منازل المستوطنين.وأضاف أن قوات الأمن الوطني انتشرت في محيط المستوطنات في قطاع غزة وفقا لاتفاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي استعداداً لتسلم المناطق المزمع إخلاؤها.
وناشدت وزارة الداخلية والأمن الوطني المواطنين عدم الاقتراب من المستوطنات أو اتباع ما يروج من إشاعات حول تسليم المستوطنات أو انسحاب قوات الاحتلال منها وذلك حرصا على امن وسلامة المواطنين.وكانت وسائل الإعلام عرضت على شاشات الفضائيات امس الاول مشاهد من عمليات إخلاء المستوطنين، حيث شوهدت مئات السيارات الإسرائيلية وهي تغادر المستوطنات في طريقها إلى الخط الاخضر.
ونفى ابو خوصة ما أشيع حول دخول سلاح الهندسة العسكرية الفلسطيني لتفقد مستوطنة نتساريم.وقالت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال بدأت في تفكيك محطة الرادار المركزية المقامة في منطقة تل ريدان شمال خان يونس والتي أقامتها قوات الاحتلال لأغراض عسكرية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي لمراقبة أجواء قطاع غزة وللبحر المتوسط، وبحسب المصادر فقد فككت أجزاء وتجهيزات كبيرة من المحطة والتي يتم نقلها إلى داخل الخط الأخضر بواسطة شاحنات كبيرة.
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان مجلس المستوطنين في غزة قرر ان تغلق المستوطنات ابوابها في وجه الجنود الاسرائيليين الذين جاءوا لتنفيذ خطة شارون. وأحجم افنر شيموني رئيس المجلس عن التعليق على التقرير لكنه قال لراديو اسرائيل "بالقطع لن نجعل العملية سهلة على من سيجيء لطردنا. اذا سألتني رأيي أقول ان ما يتراوح بين 50 و60 في المئة منا سيبقى ليقاوم والباقي سيرحل "قبل الاربعاء"".
وتظهر احصاءات حكومية ان اكثر من نصف المستوطنين الذين من المقرر اخلاؤهم طلبوا تعويضات من الحكومة في علامة على انهم يعتزمون الرحيل. وفور خروج المستوطنين ستقوم جرافات اسرائيلية بهدم منازلهم بموجب اتفاق مع السلطة الفلسطينية التي تريد بناء مساكن مرتفعة لتخفيف الزحام في قطاع غزة ذي الكثافة السكانية العالية حيث يعيش 4،1 مليون فلسطيني .
وكان الجهاز المركزي للإحصاء قدر في تقرير سابق له، أن عدد المستوطنين في الأراضي الفلسطينية قد بلغ 440,415 مستوطناً، في نهاية العام 2004، منهم 432,275 مستوطناً في الضفة و8,140 مستوطناً في قطاع غزة وذلك وفق تقرير إحصائي حول المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية 2004 أصدره الجهاز.
وبين التقرير، أنه عند أخذ الميزان الديموغرافي بعين الاعتبار فإن نسبة المستوطنين إلى مجموع من يعيشون في الأراضي الفلسطينية تبلغ 10,6% على مستوى الأراضي الفلسطينية.
وأوضح التقرير، أن المستوطنات الرسمية بلغ عددها 165 مستوطنة، وذلك في نهاية العام 2004، منها 148 مستوطنة في الضفة، وأن أكثرها كان في محافظة القدس 26 مستوطنة، منها 16 مستوطنة تم ضمها إلى إسرائيل، ثم محافظة رام الله والبيرة 24 مستوطنة، وفي قطاع غزة بلغ عدد المستوطنات في نفس العام 17 مستوطنة، وكان أقل عدد من المستوطنات الرسمية في محافظتي غزة ودير البلح مستوطنة واحدة في كل محافظة.
التعليقات