خلف خلف من رام الله: تتناول وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس مساء غد الأربعاء مأدبة العشاء في إسرائيل بصحبة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ونظيرتها تسيبي ليفني. وأعربت مصادر إسرائيلية سياسية في القدس اليوم الثلاثاء عن اعتقادها بأن الإدارة الأميركية تدرك أنه لم يعد هناك فرصة للتقدم في المسار السياسي الفلسطيني-الإسرائيلي، أي أنه من غير المحتمل حدوث انطلاقة سياسية، مع ما تشهده المناطق الفلسطينية من حالة فوضى وأعمال عنف بين فتح وحماس، مما يعزز التقديرات القائلة: لا أمل يرجى في إحراز أي تقدم سياسي _على حد تعبير الأوساط السياسية_.

من جهة أخرى توقعت هذه الأوساط أن تطلب رايس من أولمرت تقديم الدعم لمحمود عباس، كما تعتقد أنها لن تطلب تحويل أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل من المعابر، والتي قامت بتجميدها حتى اليوم منذ تولي حركة حماس السلطة، لكنها سوف تحاول دفع موضوع نقل السيطرة على معبري quot;كارنيquot; و quot;إيرزquot; للسلطة الفلسطينية، مع وجود إشراف ما من جانب إسرائيل، كما حصل في معبر رفح، بيد أن المسؤولين الإسرائيليين لا يحبذون هذه الخطة، ولكن في حال التزمت الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بالمعدات والتكنولوجيا المناسبة لمراقبة المعابر، فإن هناك احتمالاً لقبول وزارة الدفاع الإسرائيلية الأمر، وتقبل بتقليل الرقابة التي يقوم بها جيش الدفاع على البضائع المنقولة إلى قطاع غزة ومنها.

كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن السفير الإسرائيلي في واشنطن داني أيلون قوله: لقد تحدثت مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس أول أمس وأعتقد أنها من خلال زيارتها الأولى للمنطقة بعد حرب لبنان، سوف تراقب آخر التطورات الحاصلة في المنطقة، وتتعرف على الديناميكيات الجديدة المحتمل حدوثها في أعقاب حرب لبنان، وليس سراً القول: إن هناك مصالح مشتركة تجمع بيننا وبين دول عربية معتدلة لوقف المد الإيراني، إضافة إلى أن للإدارة الأمريكية مصلحة ولنا أيضاً في دراسة إمكانية إحراز تقدم في مسار العملية السياسية بشكل فاعل مع الطرف الفلسطيني، مع أن الأمل في ذلك الآن ضئيل جداً، ولكن كما قلت فإن الوزيرة رايس ستصل إلى المنطقة في محاولة منها لدراسة أي احتمالات متوقعة.

وأضاف السفير: على صعيد آخر لا أرغب بالتحدث نيابة عن أو باسم الإدارة الأمريكية، إلاّ أن هذه الإدارة ترغب فعلاً في إيجاد حكومة فلسطينية فاعلة، وفي هذا السياق فإن الأمر الأهم ليس تشكيلة الحكومة، وإنما المواقف التي تتبناها هذه الحكومة، إننا نرغب بمواقف تتفق مع مطالب الأسرة الدولية والرباعية الدولية.

من جهة أخرى وبخصوص الجنود المختطفين قال أيلون: إن موضوع إعادة الجنود الأسرى أمر في غاية الأهمية بالنسبة للإدارة الأمريكية عامة، وللوزيرة رايس شخصياً، أما بشأن موضوع زيارة رايس إلى لبنان فلم يُعلن عن الأمر رسمياً بعد.

ورداً على سؤال بشأن التلميحات الصادرة عن الرئيس بشار الأسد أمس خلال مقابلة مع إحدى الصحف الإسبانية التي ذكر خلالها أنه يقترح على إسرائيل استئناف المفاوضات معها، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام معها من النقطة التي توقفت عندها في حينه، لأن هذا من شأنه أن ينجح في غضون ستة أشهر.

وقال السفير أيلون: أود التأكيد هنا على أن الإدارة الأمريكية تتأثر بشكل كبير، ويسود لديها انطباع ما جراء الأفعال وليس الأقوال، فطالما أن الرئيس الأسد يدعم وبكل قوة حزب الله، ويستضيف قيادات حماس وخالد مشعل، وقيادات الجهاد الإسلامي، ويواصل دعم quot;الإرهابquot;، والعمل quot;الإرهابيquot; الفلسطيني أو حزب الله ضد إسرائيل، ويقف في جبهة الرفض، عدا عن إعاقته للجهود الأمريكية في العراق، فإن الولايات المتحدة لا تنظر بجدية لتصريحاته هذه، وإنما لأفعاله أكثرhellip; وبعبارة أخرى ترغب الولايات المتحدة حالياً في مشاهدة تغيير جوهري في المواقف السورية قبل القيام بأي خطوة نحو دمشق. على حد تعبيره.