خلف خلف من رام الله، دمشق: قالت مصادر إسرائيلية اليوم أن الأجهزة المسؤولة عن التقديرات والتقييمات للأوضاع الراهنة في جهاز شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقف عاجزة أمام تصريحات الأسد المتناقضة التي أطلقها مؤخراً، وتقول المصادر: خلال أسبوع واحد فقط صدرت عن الرئيس السوري بشار الأسد تصريحات متناقضة إزاء العلاقة مع إسرائيل، ففي نهاية الأسبوع أثناء مقابلة معه أجرتها صحيفة كويتية قال الرئيس الأسد: إن سوريا مستعدة وجاهزة لأي هجوم إسرائيلي في أي لحظة، حيث تم رفع حالة التأهب العسكري في الجيش السوري.

وتساءل اليوم المعلق العسكري للإذاعة الجيش الإسرائيلي، قائلا: هل يمكن القول، إن سوريا تتجه نحو السلام؟ أم أنها تتجه نحو الحرب؟ هذا السؤال الذي يحير، ويذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس -خلال تقييمه للأوضاع مؤخراً- قد أصدر تعليماته بالإبقاء على حالة التأهب القصوى على الحدود السورية.

حيث قال بيرتس: إن التصريحات السورية الهجومية تؤكد أن من الواجب علينا البقاء جاهزين مستعدين لأي مواجهة، وعدم الاستخفاف والتجاهل لمثل هذه التصريحات، والاستعداد لمواجهة أي سيناريو محتمل على الحدود الشمالية، لكننا في الوقت ذاته لن نغلق الباب أبداً، ولا بأي حال من الأحوال في وجه خيار التفاوض.

ويقول مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن القيادة العسكرية الإسرائيلية على الحدود الشمالية وفي هضبة الجولان تعمل على إبقاء حالة التأهب موجودةً في هذه المنطقة، من أجل توفير الرد الأولي على أي مفاجأةٍ على الحدود السورية، إذ ليس من المستبعد أن تحاول quot;منظمات إرهابيةquot; العمل بوصاية دمشق، وتنفيذ اعتداءاتٍ على الحدود الهادئة بشكل عام، وذلك بهدف تصعيد الأوضاع في المنطقة _على حد قول أوساطٍ عسكرية إسرائيلية_. ويذكر أن هذه التقييمات الاستخبارية الإسرائيلية مطروحة على طاولة صانعي القرار في تل أبيب، خلال الأسبوع الذي يصادف اندلاع حرب الغفران عام 1973 بالذات، حيث تشير المعلومات إلى زيادة حالة التأهب في الجيش السوري -لا سيما الوحدات المضادة للطائرات- الناجمة عن اعتبارات دفاعية لا هجومية.

وعقب مسؤول الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء عاموس غلعاد على تصريحات الأسد بالقول: لا يوجد الآن أي تهديدٍ لإسرائيل من هضبة الجولان، لقد قال الرئيس السوري: إن إسرائيل سوف تهاجم سوريا، وهذا ليس بالأمر الصحيح.

وأضاف: مع أننا نعلم أن سوريا هي التي تقف في هذه المرحلة إلى جانب quot;الإرهابquot;، من أمثال حركة الجهاد الإسلامي التي ترتكب كل يوم تقريباً اعتداءً في إسرائيل، وهي حركة تعمل في دمشق، وتتخذ من سوريا مقراً لها، وحركة حماس التي تعمل على القضاء على أي فرصةٍ للتوصل إلى سلامٍ بيننا وبين الفلسطينيين، وحزب الله الذي يتلقى هو الآخر الدعم من دمشق، ويوصل نظامها له الدعم الإيراني. على حد قوله.

الشرع: سوريا تدعم quot;التوافقquot; بين الفلسطينيين

اعلن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع خلال لقاء مع النائب الفلسطيني المستقل مصطفى البرغوثي اليوم الاحد ان بلاده تدعم quot;التوافق الوطني بين مختلف الفصائل الفلسطينيةquot;، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية. وقالت الوكالة ان الحديث بين الرجلين تناول quot;حالة التأزم التي يشهدها الوضع الداخلي الفلسطيني والجهود المبذولة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينيةquot;، في اشارة الى الازمة بين حركتي فتح وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الاراضي الفلسطينية.

وجدد الشرع خلال اللقاء، بحسب الوكالة، quot;دعم سوريا للتوافق الوطني بين مختلف الفصائل الفلسطينية بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المشروعةquot;. وشدد نائب الرئيس السوري quot;على اهمية تجنب الخلافات وافشال المحاولات الرامية لزرع الشقاق بين ابناء الوطن الواحد احتراما للتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الفلسطينيquot;. ويتخذ رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل من دمشق مقرا.

ووصلت المفاوضات بين فتح وحماس حول تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية الى طريق مسدود. ووقعت خلال الايام الماضية اشتباكات عنيفة بين انصار الحركتين تسببت بمقتل حوالى عشرة اشخاص. وترفض حماس الاعتراف باسرائيل وباتفاقات السلام الموقعة معها والتخلي عن العنف في مواجهة اسرائيل.