خلف خلف من رام الله: أثارت التجربة النووية الكورية الشمالية الكثير من القلق لدى الأوساط السياسية في إسرائيل، لاسيما وأن كوريا سوف تقوم بتقديم الدعم لإيران من أجل تطوير قدراتٍ نوويةٍ مماثلة، من هنا فإن المستوى السياسي الإسرائيلي يعتزم العمل بأي طريقةٍ ممكنة لوقف التسلح النووي الإيراني؛ إذ من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الأسبوع القادم إلى موسكو، حيث يلتقي الرئيس الروسي فلديمير بوتين، ومن المتوقع أن يحاول أولمرت إقناع الرئيس الروسي التخلي عن معارضة بلاده لفرض عقوباتٍ اقتصاديةٍ على طهران.

وقالت اذاعة الجيش الإسرائيلي أن الأوساط السياسية في إسرائيل تأمل في أن تؤدي التجربة النووية الكورية إلى تنبه الأسرة الدولية ليس إزاء المشروع النووي الكوري فقط، وإنما حيال ضرورة العمل بحزم وبأسرع ما يمكن ضدّ إيران.

كما دعى المستوى السياسي في إسرائيل الأسرة الدولية إلى المضي قدماً وحتى النهاية في هذا السياق، وطالب بفرض عقوباتٍ اقتصادية على كوريا الشمالية، بل إنهم في إسرائيل يميلون إلى ما هو أبعد من ذلك، كرغبتهم في الشروع في عمليةٍ عسكريةٍ ضدّ كوريا الشمالية إن لم تحقق مثل هذه الإجراءات أي نتيجة تذكر، أو العمل على إسقاط نظام الحكم هناك، وذلك بغية توضيح مغبّة التسلح النووي لدولةٍ هي موضع خلاف.

من المقرر أن تجتمع لجنة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية لمناقشة الملف النووي الإيراني، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الموضوع كان قد نوقش يوم الأحد الماضي، بالإضافة إلى مواضيع أخرى من قبل هيئة التنسيق مع الولايات المتحدة، ولكن من المتوقع أن ينضم هذه المرة إلى سلسلة القضايا المطروحة قضية التجربة النووية الكورية، حيث يساور الأوساط السياسية في القدس خشيةٌ من إمكانية وصول معلوماتٍ وتقنيات نووية من كوريا الشمالية إلى إيران، مما يؤدي إلى اختصار المدة الزمنية التي تحتاجها إيران للوصول إلى قدراتٍ نووية.

هذا وقال وزير الخارجية السابق سلفان شلوم: لقد مَنعت روسيا والصين الأسرة الدولية طيلة الأعوام الماضية من اتخاذ قراراتٍ واضحةٍ ضد إيران، وأنا أعتقد الآن ndash;وبعد تجربة كوريا الشمالية التي قامت بها- فإنه ينبغي أن يغير كلا البلدين سياستيهما، كما ينبغي عليهما الكف عن هذا الأسلوب، والانضمام إلى الحملة الدولية ضد قضية التسلح النووي من جانب إيران، أو quot;منظمات إرهابيةquot; أخرى قد تحصل هي الأخرى على مثل هذه الأسلحة.

وأضاف شلوم: ومن ناحيةٍ أخرى أعتقد الآن -بما أن الخطر قد أصبح قريباً جداً من روسيا والصين- فإنه ينبغي على هذين البلدين عدم الوقوف مكتوفي الأيدي، دون تفضيل الاعتبارات الاقتصادية أو الاعتبارات الأخرى على الاعتبارات الحقيقية التي يراها العالم كله.

من جهة أخرى، نفى النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيرس أن تقوم إسرائيل بإجراء تجارب نووية، قائلاً: لم نقل في أي يومٍ من الأيام أن بحوزتنا سلاحاً نووياً، بل اقتصرنا على الأنباء والشكوك التي تحوم حولنا كقوةٍ رادعة، وأنا أعتقد أن هذا تفكيرٌ صائب، ولا يزال قائماً، من جهةٍ أخرى ينبغي علينا عدم لفت أنظار العالم إلينا، كما أعتقد أيضاً أن قضية الردع الإسرائيلي لا تزال فعالة، إضافةً إلى أن العالم يشكك في وجود الكثير من الأشياء لدينا، وبطبيعة الحال ليس من واجبنا إزالة هذه الشكوك، لكن وفي الوقت نفسه يجب عدم تسليط الأضواء علينا من قبل العالم، فالذي يحدث الآن هو مشكلةٌ عالمية وليس مشكلةً إسرائيلية.