أعلنت كبرى الهيئات الإسلامية الدولية عن تذمرها من تضاؤل التسامح في الغرب إثر موجة جديدة من الرسوم الكاريكاتورية الساخرة من النبي محمد.
وجاء في تصريح منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة، حسب الغارديان، أن quot;المسلمين لاحظوا بقلق هشاشة قيم التسامح، وأن المساحة المخصصة لقيم الآخر الدينية والاجتماعية والثقافية في الغرب أصابها التآكل والضعف.quot;
تلا هذا التصريح عرض التلفزيون الدنمركي الرسمي فيلماً يصور أعضاءً من حزب الشعب الدنمركي (DPP) المناهض للهجرة في مسابقة رسموا فيها صوراً تسخر من النبي. كما ذكر تصريح المنظمة أن quot;عرض الفيلم يؤثر سلباً على مشاعر جميع المتحضرين وعلى المعتقدات الدينية لمن يمثلون خُمس البشرية.quot;
ومنذ سنة مضت، تتابعت أعمال العنف بعدما نشرت الصحيفة الدنمركية يولاند بوستن رسومات تسيء إلى الرسول. وأدت هذه الأعمال إلى وفاة أكثر من 50 شخصاً في كل من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. ولذلك حذر وزير الخارجية في كوبنهاغن البارحة من السفر إلى غزة والضفة الغربية والسعودية ولبنان والأردن ومصر والعراق وإيران وسوريا وتركيا.
وفي هذه المرة الأخيرة، عرض فيديو عن أعضاء من شباب حزب الشعب الدنمركي في مخيم صيفي في آب (أغسطس) الماضي. وفي رسالةٍ عُرِضت مع الفيديو قالت المجموعة إنهم اخترقوا صفوف الجناح الشبابي من حزب الشعب الدنمركي ndash; المعروف بـ DFU ndash; quot;لتوثيق تنظيماتهم اليمينية المتطرفة.quot;
وكما قال الرسام مارتن روسنغارد لإذاعة الدنمرك: quot;لم يكن يُراد بذلك استفزاز أحد ما, لكنه يظهر كيف تسير الأمور حسب السياسة الدنمركية.quot;
وكانت قناتان تلفزيونيتان دنمركيتان ndash; DR TV و TV2 ndash; قد عرضتا مقاطع من فيلم الفيديو الذي صوره شباب الحزب. في حين أدان رئيس الوزراء الدنمركي أندرس فوغ راسموسين التصرفات التي قام بها أولئك الشباب.
وقال: quot;إن تصرفهم البذيء لا يمثل بشكلٍ من الأشكال نظرة الشعب الدنمركي أو الشباب الدنمركي إلى الإسلام والمسلمين.quot;
ويتحالف حزب الشعب الدنمركي ndash; الذي يدعو إلى تشديد قوانين الهجرة ndash; مع تحالف يمين الوسط الذي ينتمي إليه فوغ راسموسين, لكنه لا يتسلم أي مناصب سياسية. وقال قائد الجناح السياسي من الحزب كينيث كريستنسن إن اثنين من الأشخاص الذين ظهروا في شريط الفيديو اختفيا ولم يظهر لهما أثر. وقال: quot;لقد ارتبكا كثيراً إثر ردة الفعل الضخمة التي صدرت بسبب الرسومات.quot;
ومن جهتها, قالت الجماعات الإسلامية الإندونيسية إن مشاعرهم جُرِحت لما رأوا من الشريط, وشجبت جماعة الإخوان المسلمين كبرى الجماعات الإسلامية في مصر ما أسمته quot;الإهانات الدنمركية الجديدة.quot;
وعلق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بقوله: quot;إن كل من يتمتع بذرة من الإنسانية والحكمة لن يسيء إلى مكانة محمد المقدسة.quot;
ترجمة: سامية المصري
الرياض
التعليقات