توني بلير يدعو الى المزيد من الحزم مع الحكومة السودانية
الخرطوم: احتجت الحكومة السودانية بشدة اليوم على كلام لموفد الامم المتحدة الى الخرطوم يان برونك الذي اكد في تقرير له اخيرا ان الجيش السوداني تعرض لهزائم في دارفور، من دون ان يصل الى حد ان تطلب منه مغادرة السودان كما فعل الجيش.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية علي الصادق ان وزارة الخارجية ابلغت برونك quot;احتجاج الحكومة الشديد على التصريحات السلبية التي صدرت عنه والتي تتعلق بالقوات المسلحة والوضع في دارفور نظرا لكونها تتنافى مع التفويض الممنوح له كمبعوث خاص للامين العامquot;.واشار المتحدث الى ان برونك quot;اعرب عن اسفه لما سببته تصريحاته من انعكاسات سلبية لدى الجهات الرسميةquot;.

وردا على سؤال عن البيان الذي صدر عن القوات المسلحة مطالبا بطرد المسؤول الدولي من السودان واعتباره غير مرغوب فيه، اوضح الناطق الرسمي ان quot;رد فعل القوات المسلحة امر طبيعي نظرا لما صدر عن برونك من اكاذيب واستفزاز للقوات المسلحة التي تتمتع بمعنويات عالية وروح قتالية ممتازةquot;.الا انه لم يشر الى نية الحكومة تبني طلب الجيش.

وكانت قيادة القوات المسلحة السودانية اعلنت في بيان نشر الجمعة في الخرطوم ان الموفد الخاص للامم المتحدة الى السودان quot;شخص غير مرغوب فيهquot; في البلاد لانه quot;هاجم الجيش وتشكل تحركاته خطرا عسكريا وتؤثر سلبا على عمل القوات المسلحةquot;.

وجاء ذلك بعد ان نشر برونك تقريرا قال فيه ان quot;الجيش السوداني هزم في معركتين مهمتين احداهما الشهر الماضي في ام سيدير والاخرى الاسبوع الماضي في كاراكايا (شمال دارفور)quot;.ورفضت المتحدثة باسم الامم المتحدة في الخرطوم راضية عاشوري التعليق على بيان الجيش.وقالت quot;اننا لم نتلق هذا البيان رسميا ونحن لا نعلق على اي شيء ينشر في الصحفquot;.

وفي وقت تقول الحكومة السودانية انها تعمل على نزع سلاح الميليشيا العربية الموالية لها، الجنجويد، قال برونك ان quot;الخسائر كانت على ما يبدو كبيرة للغاية واشارت التقارير الى مئات الاصابات في كل من المعركتينquot;.واكد ان quot;معنويات الجيش السوداني في شمال دارفور انخفضت وفصل عدد من الجنرالات ورفض جنود القتال وردت الحكومة بإرسال المزيد من القوات والعتاد الى المنطقة كما قامت بتعبئةquot; الجنجويد للمشاركة في المعركة.

واضاف تقرير المسؤول الدولي ان quot;اللجوء الى ميليشيات مرتبطة بالجنجويد يذكر بأحداث 2003 و2004، وهي فترة من النزاع تسببت خلالها الهجمات المنتظمة لميليشيويين مدعومين من القوات المسلحة بجرائم فظيعةquot;.واتهمت قيادة الجيش السوداني موفد الامم المتحدة بquot;شن حرب نفسية على القوات المسلحة وذلك بنشر معلومات مغلوطة تشكك في قدرة القوات المسلحة على حفظ الامن والدفاع عن الوطنquot;.كما اتهمت قيادة الجيش برونك بquot;التدخل السافر في شؤون القوات المسلحة مما يمثل حربا موجهة ضد الجيش السودانيquot;.

ورأى الناطق السابق باسم القوات المسلحة السودانية اللواء محمد بشير سليمان ان موفد الامم المتحدة يسعى إلى إرغام الحكومة السودانية على قبول قرار مجلس الامن 1706 الصادر في 31 اب/اغسطس الماضي ويقضي بنشر قوات دولية في دارفور.

وترفض الحكومة السودانية نشر قوات دولية في اقليم دارفور حيث اسفر النزاع منذ اندلاعه مطلع العام 2003 عن مقتل 200 الف شخص على الاقل ونزوح قرابة 5،2 ملايين اخرين.واعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم الجمعة انه يأمل في اقناع نظرائه الاوروبيين بإبداء المزيد من الحزم ازاء القادة السودانيين وان اقتضى الامر اللجوء الى quot;وسائل ضغط اخرىquot; لحملهم على قبول إرسال قوات دولية لإرساء السلام في دارفور، على ما افاد ناطق باسمه.

ونقل توم كيلي في لقاء مع الصحافيين في لاهتي (فنلندا) عن بلير الذي يشارك في قمة الاتحاد الاوروبي قوله ان quot;على الحكومة السودانية الا تشك ولو لحظة في حزم الاسرة الدوليةquot;.واضاف كيلي انه اذا لم يتوصل المجتمع الدولي الى إقناع الرئيس السوداني عمر البشير بنشر قوات في المنطقة quot;فسيتعين علينا النظر في سبل ضغط اخرىquot;.

ولم يوضح ما هي سبل الضغط في حين تحدث بعض الدبلوماسيين عن امكانية انزال عقوبات في حق الحكومة السودانية في مجلس الامن الدولي.واكد دبلوماسي اوروبي ان موقف فرنسا قريب من الموقف البريطاني.

في لندن، دعا 120 ناجيا من المحرقة اليهودية وحروب الابادة في كمبوديا ورواندا والبوسنة الجمعة رؤساء دول وحكومات الدول ال25 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الى التحرك بفاعلية لوقف النزاع في دارفور.وفي رسالة مفتوحة نشرتها صحف اوروبية عدة، دعا هؤلاء قادة الاتحاد الاوروبي الى فرض عقوبات على الحكومة السودانية.