العاهل السعودي يتلقى رسالة من الرئيس الاميركي قبل يومين من المناورات البحرية البحرينية |
ورفض المسؤولان اللذان تحدثا الى شبكة سي إن إن الخوض في تفاصيل بشأن أي تدابير أمنية إضافية محددة تبنتها حكومة السعودية في هذا الشأن.
رسالة من بوش
وتلقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز يوم أمسالسبت رسالة من الرئيس الاميركي جورج بوش نقلها اليه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية مايكل هايدن. زيارة هايدن إلى المملكة أمس تأتي في وقت تخشى فيه القوات الغربية المتمركزة في الخليج احتمال تعرض المنشآت النفطية في هذه المنطقة لهجمات إرهابية وتتخذ تدابير للتصدي لها، وفق ما قال المتحدث باسم هذه القوات تشارلي براون الجمعة. وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان العاهل السعودي استقبل هايدن في الديوان الملكي بقصر السلام في جدة من دون ان تحدد مضمون الرسالة او الغاية من زيارة هايدن. وحضر اللقاء بحسب الوكالة رئيس الاستخبارات العامة السعودية الامير مقرن بن عبد العزيز وعدد من مستشاري الملك عبدالله.
تدابير أمنية
ومن جانبه،اكد اللواء منصور التركي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية ان التهديد الارهابي ضد المنشآت السعودية قائم باستمرار وان السلطات السعودية تتخذ الاجراءات الامنية اللازمة لحمايتها من اي هجوم. وأكدخلال مقابلة مع قناة quot;العربيةquot; يوم الجمعة اتخاذ تدابير أمنية لمواجهة تهديدات محتملة للمنشآت النفطية في رأس التنورة.
وذكرت السلطات السعودية الجمعة أنها اتخذت إجراءات لتأمين بنيتها الأساسية النفطية والاقتصادية من أخطار quot;تهديد إرهابيquot;. وأوضح التركي في تصريحاته أن quot;التهديد الإرهابي للبنية الاقتصادية السعودية ماثل، وهو هدف معلن لجماعة تسعى للمساس بمصالح المواطن السعوديquot;. وشدد التركي على أن quot;قوات الأمن تتعاون وتنسق مع البحرية السعودية في عمليات تأمين المنشآت.quot;
هذا وقد قالت المصادر الأميركية إن السلطات لا تدرك تحديداً كيفية الحكم على التقارير الاستخباراتية الأخيرة بشأن التهديدات، نظراً لكم التقارير المتدفق بشأن تهديدات القاعدة ضد السعودية.
البحرية الأميركية تؤكد
وإلى ذلك، أيد سلاح البحرية الأميركي الجمعة تحذيراً أصدره سلاح البحرية الملكية البريطانية إلى السفن التجارية في الخليج quot;العربيquot; حول تهديدات القاعدة.
وتعقيباً على التحذير البريطاني، أكد بيان صادر من البحرية الأميركية، ومنسوب إلى الأدميرال تشارلز براون، أن قوات التحالف في الخليج تكثف عملياتها الأمنية البحرية، وأن البحرية الأميركية على علم بالتحذير الصادر من البحرية البريطانية وتدعمه. وطالب البيان السفن التجارية المبحرة عبر الخليج العربي بالحيطة والحذر. وأضاف البيان أن quot;الإرهابيين أظهروا عزمهم على مهاجمة المنشآت النفطية في المنطقة من خلال عمليات سابقةquot;، مثلما حدث ضد الناقلة الفرنسية ليمبورغ قرب اليمن عام 2003، وفي محاولة استهداف قارب انتحاري لناقلة نفط عراقية في الخليج عام 2004، وغيرها.
وفي إشارة إلى العمليات الأمنية التي تنفذها قوات التحالف بحراً، أكد البيان أنه quot;لا جديد في هذا الصدد، وأن تلك القوات تنفذ عمليات أمنية في الخليج العربي على نحو منتظم، للحيلولة دون السماح للعناصر الإرهابية باستخدامه كممر لتنفيذ هجمات أو نقل أفراد وأسلحة ومواد أخرىquot;.
تحذير في دبي
وحذر مكتب تابع للبحرية البريطانية في دبي بالإمارات العربية المتحدة من هجوم يستهدف الملاحة التجارية بالخليج العربي. وجاء التحذير البريطاني إثر تهديد تنظيم القاعدة الأسبوع الماضي باستهداف موانئ نفطية بالخليج.
وبالتزامن، قامت قوات بحرية غربية في الخليج بعمليات انتشار في الخليج تحسباً لتهديدات بحرية تستهدف ميناء رأس التنورة النفطي.
ونقلت صحيفة الحياة العربية الصادرة في لندن السبت عن الناطق باسم الداخلية السعودية ان quot;اجهزة الامن السعودية تمكنت (الخميس) من توقيف اثنين من المشتبه بهم في مدينة ساجر (300 كلم غرب الرياض) ضمن اطار الحملات الامنية التي ينفذها رجال الامن في مختلف مناطق المملكةquot;. وقالت مصادر امنية للحياة ان quot;احد الموقوفين تخرج اخيرا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران (...) ولا يزال شقيقه الاكبر يخضع لتحقيقات حول الاشتباه في انتمائه الى خلايا الفئة الضالةquot;.
وتصدر السعودية حوالي سبعة ملايين برميل يوميا من النفط إلى الأسواق العالمية يمر معظمها عبر رأس تنورة. وتبلغ الطاقة التصديرية لمرفأ رأس تنورة ستة ملايين برميل يوميا. وإثر أنباء التهديدات ارتفع سعر العقود الآجلة لمزيج برنت لديسمبر/كانون الأول 36 سنتا ليصل إلى 61.13 دولارا للبرميل معوضا خسائره في وقت سابق. كما زاد سعر الخام الأميركي الخفيف 37 سنتا مسجلا 60.73 دولارا للبرميل.
وكان تنظيم القاعدة اطلق في منتصف ايلول(سبتمبر) الماضي تهديدات ضد الدول الغربية وحلفائها مشيرا بالتحديد الى منطقة الخليج كهدف مقبل. وأشارتسلسلة من التقارير الاستخباراتية المتتابعة إلى تهديدات محتملة ضد مصالح غربية في المملكة العربية السعودية. ويشار أن السلطات السعودية أحبطت في الرابع والعشرين من شباط (فبراير) الماضي هجوماً انتحارياً استهدف منشآت نفطية في منطقة ابقيق بمحافظة المنطقة الشرقية، وأدى إلى مقتل رجلي أمن وإصابة آخرين، موضحة أنها قتلت منفذي الهجوم. وتبنى تنظيم القاعدة في نشرة على موقع إلكتروني مسؤولية الهجوم الفاشل الذي استهدف أهم المواقع النفطية في السعودية. وشنت السلطات السعودية عقب ذلك حملة اعتقلت خلالها عشرات العناصر ممن تسميهم quot;الفئة الضالةquot;.
التعليقات