خلف خلف من رام الله: يجد فلسطينيو الضفة الغربية أنفسهم غير قادرين عن فعل شيء لإخوانهم في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة الذين يتعرضون لهجوم إسرائيلي شرس منذ عدة أيام. ولم يجد الشاب سالم إبراهيم 20 عاماً من مدينة رام الله طريقا أمامه للتعبير عن تضامنه مع أصدقائه سوى بعث رسائل تضامن وتشجيع لهم عبر جواله الخلوي، ويقول إبراهيم لـ quot;إيلافquot; : حاولت مراراً أن أتحدث هاتفياً مع أصدقائي في بيت حانون..ولم أنجح في ذلك بسبب الحالة الأمنية هناك، وذلك قمت بإرسال عدة رسائل لهم عبر الجوال لعلي انجح بالاطمئنان عليهم.

ويلجأ معظم النشطاء الفلسطينيين لإيقاف جوالتهم الخلوية عن العمل خلال الاجتياحات الإسرائيلية خوفاً من التنصت عليهم من قبل المخابرات الإسرائيلية، وكما يلجأ النشطاء لإزالة بطارية الجوال منه لكي يتم فصل أي شحنة كهربائية قد تسمح بإرسال ترددات قد تقود لتحديد مكان الجوال، ويذكر أن إسرائيل اغتالت العديد من النشطاء الفلسطينيين من خلال الجوال وعلى رأسهم يحيي عياش قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة فتح.
بينما أشار الشاب أمجد إبراهيم (27 عاما) إلى أن الفلسطينيين دائماً يبتكرون وسائل جديدة لكسر الحصار ومعاضدة بعضهم، وضرب مثالاً على قيام النساء يوم أمس بتخليص العديد من الشبان الذين حاصرتهم قوات الاحتلال داخل مسجد في بيت حانون، وقال: هذا يدل على حجم القوة والشجاعة التي تمتلكها المرأة الفلسطينية التي ضحت بأغلى ما تملك على مدار سنوات مضت، فلا يوجد أم فلسطينية إلا وضاقت مرارة حرمانها من أبنها أو زوجها أو أخيها.
في الوقت ذاته، تستعد الجماهير العربية داخل إسرائيل وحركات السلام للخروج بمظاهرات ومسيرات احتجاجية ضد الهجوم ا لإسرائيلي المتواصل ضد قطاع غزة وكذلك ضد ضم أفيغدور ليبرمان للائتلاف الحكومي، واكتملت الاستعدادات لتنظيم مسيرة احتجاجية الجمعة والسبت المقبلين.
وكانت الجبهة القطرية في داخل إسرائيل نظمت أمس مسيرة تضامنية مع أهل غزة، كما وربطت اللجنة التنفيذية، المنبثقة عن سكرتارية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بين ضم ليبرمان إلى الحكومة وبين تصعيد العدوان الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، كما يتجلى ذلك بوضوح في المجازر اليومية في قطاع غزة، حسب قولها.
وقررت اللجنة التنفيذية، الإجراءات والخطوات التالية، دعوة الأحزاب والحركات السياسية الوطنية في إسرائيل إلى الانطلاق فوراً، وعلى مدار الأسابيع القادمة، بحملة تعبئة شعبية للجماهير العربية لرفع جاهزيتها النضالية والكفاحية في مواجهة التحديات، واحتجاجاً على سياسة الحكومة، خصوصاً بعد ضم أحد أبرز رموز الفاشية الإسرائيلية- الصهيونية اليها.
كذلك الإعلان عن يومي الجمعة والسبت القادمين (06/11/11-10)، بمثابة يومي احتجاج شعبي، يجري خلالهما تنظيم تظاهرات محلية و/أو مناطقية مُشتركة وجماعية عند مفترقات الطرق و/أو في مراكز المدن والقرى العربية في داخل إسرائيل.
بالإضافة إلى العمل على تنظيم لقاء مع مختلف السفراء المعتمدين في إسرائيل في اقرب وقت ممكن، وتوجيه رسالة جماعية، تُشكل وثيقة سياسية رسمية شاملة باسم الجماهير العربية وقياداتها، إلى الهيئات والمؤسسات الدولية والحقوقية في جميع أنحاء العالم، بحيث يُكلف مكتب اللجنة بإعدادها، خلال الأسبوع القادم، بالتعاون والتنسيق مع مختصين ومهنيين في هذا المِضمار.