بعدما فشلت بتجميع كيلو أرز من منزلها
فلسطينية مستورة تتبرع بملابس أطفالها الشتوية لبيت حانون

سمية درويش من غزة: لم تجد دلال يوسف 45 عاما من مخيم البريج وسط قطاع غزة وسيلة أمامها للتضامن مع بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة التي تتعرض لهجوم إسرائيلي عنيف ، سوى حمل كيس من الملابس الشتوية على كتفها للتبرع بها لنساء وأطفال شردتهم آلة الحرب الإسرائيلية. وقفت دلال على مفرق دوار أبو شرخ في مخيم جباليا للاجئين بعدما قطعت مسافة طويلة بالسيارة لتنتظر سيارة أجرة أخرى تقلها إلى مشارف بلدة بيت حانون المحاصرة منذ أربعة أيام حتى تتمكن من إيصال مساعدتها بيدها لمن بحاجة إلى تلك الملابس الشتوية بعدما هل البرد القارس على قطاع غزة .

وتقول أم حسن لـquot;إيلافquot; ، إن الأخبار التي تبثها المحطات الإذاعية على مدار الساعة أحرقت قلبها ، ودفعتها للتبرع ومد يد العون بما يمكن لأهلها وإخوانها في الشمال .

وأضافت دلال التي يعمل زوجها في محل صغير لتصليح الساعات ولديها من الأبناء ثلاثة في الجامعات ، أنها كانت تتمنى مساعدة الأسر بمواد تموينية وأغذية ، لكنها لم تتمكن من تجميع كيلو واحد من السكر أو الأرز لتوزيعه بسبب تدهور الوضع الاقتصادي لعائلتها. واستطردت والدموع تنساب على وجنتيها ، quot; لقد تمكنت من تجميع بعض ملابس أبنائي الشتوية لتقديمها كمساعدة رمزية لتلك العائلاتquot;.

وحول ما يدور داخل البلدة المحاصرة ، قالت أم حسن ، إنها توجع القلب وتوقظ الضمير النائم ، داعية الله بان يفرج عن الأسر الفلسطينية والأطفال والنساء مما يعانونه من قتل ودمار. وأوضحت أم حسن ، أنها ليست المرأة الوحيدة التي قطعت مسافات طويلة لإيصال بعض المعونات للبلدة المنكوبة ، موضحة ان أقاربها في مخيم البريج للاجئين أعربوا عن استعدادهم لإيواء أطفال ونساء هدمت منازلهم.

وسطرت النساء في شمال قطاع غزة ملحمة بطولية بعدما نجحن بتخليص أكثر من 57 مقاتلا تمت محاصرتهم داخل مسجد النصر في بيت حانون من قبل الجيش الإسرائيلي ، وإخراجهم من بين النيران الإسرائيلية ، حيث سقطت سيدتان وجرح عدد من النساء لايزلن قيد العلاج في المستشفيات وفقدان أخريات لأطرافهن.

وقد أشادت وزارة شؤون المرأة في الحكومة الفلسطينية في بيان صحافي ، بدور المرأة الفلسطينية الريادي الذي قامت به على مرأى ومسمع العالم من أجل إنقاذ حياة العشرات من المواطنين. وطالبت الوزارة ، كافة المنظمات والمؤسسات العربية والإسلامية بالوقوف إلى جانب المرأة الفلسطينية في وجه مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية.