بيروت : تجتمع القيادات اللبنانية الى طاولة التشاور اليوم ، وان كان الشعب اللبناني قد ابدىquot; قلة ايمان quot; بجدوى طاولة الحوارالسابقة فان الايمان بجدوى هذه الطاولة او امكانية خروجها بحلول تنهي حالة التوتر الدائمة التي تعيشها البلاد شبه معدومة . وعشية طاولة التشاور عكس الرئيس نبيه بري مناخات إيجابية عنها، وقال لصحيفة الاخبار اللنبناية في عددها الصادر اليوم أنه يأمل نتائج مجدية من التشاور، quot;استناداً الى أن الحضور مضمون، وان ثقتي بأطراف الحوار كبيرة وبأنهم يقدِّرون المرحلة المصيرية والخطيرة التي يعيشها لبنان، والتي تلزم الجميع العمل من اجل التوصل الى تفاهمquot;. وأوضح للصحيفة نفسها أنه إذا لمس تجاوباً من أفرقاء الحوار وأقروا مبدأ تأليف حكومة وحدة وطنية، فإنه على استعداد لعقد جلسة ثانية للتشاور في اليوم نفسه، وحتى الأربعاء المقبل من اجل بلورة هذا المبدأ، أما التفاصيل فيصار الى مناقشتها وقد تتطلب بعض الوقت، إلاّ أن الأساس في الأمر هو بت مبدأ تأليف حكومة وحدة وطنية قبل نهاية هذا الاسبوع حيث سيسافر بري إلى طهران في زيارة رسمية.

وتابع بري حديثة للاخبار قائلا إنه لا يمانع إثارة موضوع الرئاسة، إن كان المتشاورون قد توصلوا الى حل له يعرضونه عليه، وعندئذ تنتهي المشكلة، علماً بأن هذا الموضوع جُمِّد البحث فيه على طاولة الحوار، بعدما اتفق الأفرقاء على الاختلاف عليه. لكنه يتمسك بجدول الاعمال الذي أدرج فيه بندين، أحدهما للمعارضة هو تأليف حكومة وحدة وطنية، والآخر للأكثرية وهو قانون الانتخاب.ولا يرى بري سبباً للبحث في المحكمة الدولية، لأنها بُتّت في طاولة الحوار حيث أجمع المتحاورون على تأييدها، اضافة الى أنه لا علاقة لها بطاولة التشاور التي ترتبط بالبندين المدرجين. ولكنه يشير الى أنه إذا لمس مماطلة في التفاهم على جدول الاعمال فلن يكون مستعداً للمماطلة في الوقت وعقد جلسات تلو أخرى، quot;وليذهب عندئذ كل الى بيتهquot;.

الحريري


من جهته أكد النائب سعد الحريري في مقابلة ليل أمس مع برنامج quot;بكل جرأةquot; على شاشة quot;المؤسسة اللبنانية للارسالquot; انه quot;إذا طرحت الحكومة اليوم أي تعديل على مهمة اليونيفيل فأنا سأطرح الثقة فيها وسأنسحب منها، نحن لا نتآمر على البلد ولسنا خونةquot; ، واضاف ان قوى 14 آذار ليست مرتبطة بأي مصالح أميركية أو غربية ولا تريد أن تكون مرتبطة بمصالح سورية وإيرانية أو غيرها.


وأكد أن قوى 14 آذار ستشارك في جلسة الحوار، لتستمع الى الأسباب الداعية الى تغيير الحكومة أو تعديلها، واعتبر أنه quot;إذا كان المطلوب مشاركة رئيس كتلة التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في الحكومة فلا مشكلة، على أن يكون لنا حصة، وإن كان المطلوب الحصول على الثلث المعطل فلا.وقال الحريري quot;إن قوى 14 آذار منبثقة من الشعب، وليست مرتبطة بالخارجquot;، ورأى أن quot;المصادر الإيرانية تضغط على الحوار في كلامها عن ضعف قوى 14 آذار، ولكن الأخيرة هي الأساس في البلد وهي الحامية للعروبةquot;.ورأى أن quot;99بالمئة من قرارات الحكومة اتخذت بالتوافق، ونحن الأكثرية ولا يمكن أن يكون هناك ثلث ضامن من دون أن نحلّ مسألة رئيس الجمهورية، نحن نريد الأكثرية في رئيس الجمهورية، وهذا الرئيس ليس لنا منه ولا واحد في المئةquot;.


وهاجم الرئيس السوري بشار الأسد الذي حاول استثمار نصر حزب الله العسكري سياسياً، قائلاً إننا في 14 آذار حملنا العلم اللبناني، وغيرنا في 8 آذار حمل رسالة شكر الى سوريا، ولست أنا من أخون أو أتحدث عن غرف مغلقة، وأنا ضميري مرتاح ولن أقول ما حصل بيني وبين سماحة السيد حسن (نصر الله)، وما حصل هو وجود محور إيراني سوري لديه مشروع إسلامي، ونحن بلد لدينا عيش مشترك، ولسنا مع المحور الأميركي ــ الأوروبي ولا مع المحور الإيراني ــ السوري، نحن مع المحور اللبناني، ويهمّنا بلدنا لا الوقوف في وجه أميركا من لبنان، أو تحرير فلسطين من لبنان.
وأعلن أنه سبق أن طلب من عون أن يدخل الحكومة، وطرحنا عليه 4 وزراء، وهو اليوم موافق على 3، والوزيران شارل رزق والياس المر عملا بضميرهما، ووافقا على المحكمة الدولية والقوات الدولية، وسأل: هل يعقل أن نذهب الى المشاورات ولا نتحدث عما حصل في حرب تموز، ولماذا حصل هذا العدوان؟.

وإذ اعتبر ان حرب إسرائيل على لبنان كانت حربا عالمية، شدد على انه إما أن نكون شركاء في كل شيء وإما لا يمكن الاستمرار هكذا. لا أحد يستطيع أن ينفرد بقرار الحرب والسلم، نحن نريد أن نكون شركاء. لقد ذهبنا الى كل دول العالم ندافع عن سلاح حزب الله ونقول انه سلاح لبناني وان تنفيذ القرار 1559 يجب أن يتم ضمن حوار داخلي، لأننا مؤمنون بأن هذا السلاح هو لمصلحة اللبنانيين والدفاع عن لبنان ولكن يجب أن يكون اللبنانيون شركاء في القرار.


وتوجه quot;لمن يصفنا بأننا شباطيون بالقول ان استشهاد الرئيس رفيق الحريري بوجودهم هو وصمة عار، وإذا كانوا يستعملون هذا الكلام في محاولات رديئة لاستفزاز الناس، فمن المعيب عليهم أن يستعملوا هذا الكلامquot;.

وردا على سؤال، قال: هذه الحكومة أوقفت الحرب وتستعد لتنظيم مؤتمر باريس 3 من أجل إخراج البلد من ضائقته الاقتصادية، ثم كيف يتكلمون عن تغيير حكومي وهناك أناس ليست لديهم منازل في بنت جبيل ومارون الراس وغيرهما. نريد أن نعرف لماذا يطلبون توسيع أو تغيير الحكومة. الحكومة الحالية هي التي يمكن لها ان تحرر مزارع شبعا أما حكومة الوحدة الوطنية التي ستأتي بأشخاص متحالفين مع سوريا فلن تحرر مزارع شبعا ولن تنظم مؤتمر باريس 3 الذي سيجلب فرص العمل.

الشارع يقابله شارع

وفي ما خص التهديد بالتحرك الشعبي، نبه الى ان الشارع فيه ذهاب وإياب ولا أحد يملكه وحده، ومن سينزل الى الشارع سيجد شارعا آخر في مقابله. وإذ أكد انه سيشارك اليوم في التشاور، سأل: هل يعقل ألا نتكلم عن عدوان تموز وكلفته وأسبابه. وشدد على ان فريق الاكثرية سيخوض التشاور بانفتاح بحثا عن حل للازمة.

وتابع: لسنا نحن من يحمل السلاح. أنا لا أقول ان سلاح حزب الله سيستخدم في الداخل ولا أشك في نية حزب الله تنظيم تظاهرة سلمية وبالنسبة إلى السيد نصر الله فهو مختلف عن كل حزب الله، وعندما يقول انه لن يوجه سلاحه نحو الداخل فأنا أصدقه، ولكن أنا لا أعرف ما إذا كانت إسرائيل لا تريد افتعال مشكلة في الداخل أو ان النظام السوري لن يرسل اشخاصا للتخريب.
ورأى ان quot;الحوادث الامنية المتنقلة هي رسائل مصدرها قوى داخلية أو خارجية لزعزعة الاستقرار وينبغي ردعها ولتخويف قوى 14 آذار، ولكن لن نخاف واذا نزلنا الى الشارع فسأكون في المقدمةquot;.

وردا على سؤال حول سلاح حزب الله قال: نحن نريد استعادة مزارع شبعا وعدم تقديم هدايا لإسرائيل. نريد تقوية الجيش اللبناني بالسلاح الذي يتيح له ان يردع إسرائيل، وبالتالي فإن التخلي عن سلاح حزب الله كيفما اتفق لا يتلاءم مع مصلحة لبنان. بعد استعادة مزارع شبعا وتنفيذ القرار 1701 نحل مشكلاتنا في الداخل. يجب أن نعترف بأن المقاومة قاتلت إسرائيل ببسالة وبشكل أسطوري، وموضوع مصير سلاحها لا يُناقش في الاعلام بل عبر الحوار بين القيادات. نحن نعرف أن هذا السلاح كانت وما تزال لديه وظيفة.. والوقت الحالي ليس مناسبا لطرح مسألة نزع السلاح.

نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية

واعتبر ان الكلام عن ان المطلوب نصاب 86 نائبا لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية quot;هو خاطئ وخطير ويقود الى الفراغ ونحن نحتكم الى الدستور في هذا المجال. أنا مع مرشح من فريق 14 آذار، ما يقرره حلفاؤنا على هذا الصعيد أوافق عليه، وأعتقد انه يجب ان نقوم بحركة في مسألة الرئاسة تصل الى النهايةquot;.

و عن المحكمة الدولية قال: إميل لحود لم يستفق على وضع ملاحظاته على مشروع المحكمة إلا الآن وتذكر أن لديه صلاحيات، هذا يعني إما انه شريك في الجريمة وإما انه يحاول أن يحمي شريكاً فيها. الرئيس لحود ليست لديه شغلة في البلد إلا التعطيل. وتساءل: لماذا معارضة المحكمة الدولية وهم يقولون ان إسرائيل هي التي قتلت الرئيس الحريري؟ نحن لدينا أكثرية في الحكومة ومجلس النواب وموضوع المحكمة الدولية لا مساومة عليه لأنه لحماية لبنان.

وعن توسيع الحكومة قال الحريري: الذين يتفاخرون بعلاقتهم مع سوريا ليبقوا خارج الحكومة. وبالنسبة للانتخابات قال: لا يجوز الكلام الطائفي عن الانتخابات النيابية ونحن للمناسبة لم نسمع أي كلمة من الجنرال عون عن الانتخابات التي حصلت في الجنوب وبعلبك وهل هو موافق على التمثيل المسيحي والدرزي والسني. وأوضح انه يؤيد مشروع القضاء الذي كان قد قبله الرئيس الشهيد رفيق الحريري.