إقرأ أيضا |
سمية درويش من غزة : شهدت العجوز الفلسطينية أم فتحي السطري على مشارف بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ، الكثير من الغارات الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين ، إلا أنها لم تشاهد كتلك الغارات الجوية والبرية التي تحصد عشرات الضحايا .
شهدت العجوز الفلسطينية أم فتحي السطري على مشارف بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ، الكثير من الغارات الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين ، إلا أنها لم تشاهد كتلك الغارات الجوية والبرية التي تحصد عشرات الضحايا .وقد ناشد تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان ، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى التحرك السريع ودعوة مجلس الجامعة إلى الانعقاد على مستوى وزراء الخارجية لتدارس الموقف وتحمل المسؤولية في نصرة الشعب الفلسطيني ، الذي يتعرض لمجازر ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي قي بيت حانون وشمال قطاع غزة .
وتشن القوات الإسرائيلية منذ فجر الأربعاء الماضي ضربات جوية وبرية موجعة على شمال قطاع غزة في إطار عمليتها العسكرية quot;غيوم الخريفquot; ، حيث قتلت أكثر من 50 فلسطينيا ، فيما دمرت آلياتها الحربية شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء.
وتتخوف العجوز السبعينية الخروج من داخل منزلها المتصدعة جدرانه من شدة الرطوبة ، للوقوف على أبوابه للتشمس خشية من النيران الإسرائيلية او شظايا الصواريخ المتطايرة التي تطلقها الطائرات الحربية الإسرائيلية .
أم فتحي حالها كحال أطفال ونساء بيت حانون المحاصرين بعشرات العشرات من الآليات والدبابات العسكرية التي تحظر التجوال عليهم وتمنعهم الخروج للتموين حيث نفاذ الأغذية والمياه من منازلهم جراء الحصار الذي يضرب بلدتهم لليوم السادس على التوالي.
ودأبت قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدار الست سنوات الماضية على استهداف بيت حانون ، لاسيما بعد أن استخدمت المجموعات الفلسطينية المقاتلة البلدة كمنصة لإطلاق القذائف الصاروخية على البلدات اليهودية بحكم قربها من الحدود مع إسرائيل. وقتلت إسرائيل بضربات جوية قادة عسكريين ومدنيين ، وأوقعت عشرات الإصابات في صفوف الأطفال والنساء ، ومنهم من بترت أطرافه. ويصعب على رجال الإسعاف والطوارئ التنقل بحرية لنقل الجرحى والمصابين حيت تتمركز الدبابات الإسرائيلية بمختلف الشوارع ، فيما يتحصن القناصة داخل المنازل التي حولت لثكنات عسكرية تحت حماية أصحابها الذين أضحوا كدروع بشرية لهم.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولميرت ، قد زعم أن عملية جيش الاحتلال في قطاع غزة محدودة زمنيا ، وأنه سيتم إخراج القوات عندما يتضح أن أهداف هذه العملية قد أنجزت ، بحسب تعبيره. ودانت مراكز حقوقية عدة ، استمرار الجرائم والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ، معتبرة ما قامت وتقوم به قوات الاحتلال في بيت حانون وشرق جباليا ، وتواصل الهجمة الشرسة ضد أبناء الشعب الفلسطيني هو استخفاف من قبل دولة الاحتلال بالقوانين والأعراف الدولية ، ويدلل على عدم رغبتها في استقرار المنطقة.
وطالبت المراكز الحقوقية ، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، والأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة والأمم المتحدة وكافة الهيئات والمنظمات الحقوقية والدولية والأممية بالتحرك الفوري والسريع لاتخاذ الإجراءات اللازمة ، التي تجبر قوات الاحتلال على وقف هجومها ، وتقديم المجرمين إلى محكمة جرائم الحرب الدولية.
وبحسب المراكز الإنسانية ، فهناك تدهور بالوضع الإنساني للمواطنين ، حيث يعاني السكان في مختلف أرجاء البلدة أوضاعا إنسانية صعبة ، جراء نفاذ مخزوناتهم من المواد الغذائية ، خاصة وأن الاجتياح الإسرائيلي جاء مفاجئا ، وكذلك نفاذ الكميات المخزنة من مياه الشرب. وتحاول المؤسسات الدولية منذ أيام إدخال المعونات إلى البلدة ، إلا أنها تصطدم بإجراءات التنسيق المعقد لدى الاحتلال ، ولا تستطع إدخال الكميات الملائمة ، ولا تسمح للمؤسسات الأهلية والخيرية الفلسطينية بتقديم المساعدة.
ويتعرض أطفال ونساء بلدة بيت حانون لأضرار نفسية بالغة ، جراء استمرار سماعهم لأصوات الانفجارات القريبة من منازلهم ، ومشاهدتهم لأشلاء الضحايا ودماء الجرحى أمام منازلهم. وقد دعا تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، كلا من فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وزير خارجية دولة فلسطين ومحمود الزهار وزير الشؤون الخارجية في السلطة الوطنية إلى اللقاء فورا وتنسيق المواقف والتوجه فورا الى الأمانة العامة للجامعة العربية ، ومطالبتها الاستجابة الفورية لدعوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية .
كما طالب رجل اليسار ، بتشكيل وفد من الوزراء العرب يتوجه الى مجلس الأمن الدولي ودعوته إلى التدخل لوقف الهجوم الإسرائيلي وسحب قوات الاحتلال من بيت حانون وشمال قطاع غزة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال .
وفي الوقت نفسه دعا خالد ، إلى تسريع الخطوات بشأن تشكيل حكومة اتحاد وطني تلتزم ببرنامج سياسي واضح على أساس وثيقة الوفاق الوطني تخاطب من خلاله المجتمع الدولي ، وتدعوه لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني والتوقف عن سياسة العقوبات الجماعية التي تزيد من معاناة المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال ، كما تدعوه للضغط على حكومة إسرائيل لوقف ممارساتها الإرهابية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعودة إلى المسار السياسي التفاوضي في إطار مؤتمر دولي على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية للتوصل الى تسوية شاملة ومتواصلة للصراع .
التعليقات