وكالات: يتوجه الناخبون الاميركيون اليوم الى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الانتخابات النصفية للكونغرس . وقد استعمل الجمهوريون و الديمقراطيون كافة اوراقهم في الحملات الانتخابية حيث جند الحزب الجمهوري الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني لهذه الحملة. كماجند الحزب الديمقراطي الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر والرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته عضوة مجلس الشيوخ هيلاري. كما أرسل الحزبان الجمهوري والديمقراطي آلافا من المتطوعين الى الولايات التي تشهد اكبر قدر من التنافس في مسعى لحشد التأييد قبل ساعات من بدء الانتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

و قد توجه الرئيس الاميركي جورج بوش الاثنين الى الولايات الجنوبية مثل فلوريدا وتكساس واركنساس سعيا لاستقطاب مزيد من الاصوات لحزبه الجمهوري. و قال بوش خلال احد لقاءاته العامة الاخيرة دفاعا عن الغالبية الجمهورية في الانتخابات البرلمانية المقررة الثلاثاء quot;ادعو مواطنينا بالحاح الى التوجه لصناديق الاقتراع، ادعوكم بالحاح الى القيام بواجبكم كافراد في هذه الديموقراطية الكبيرة، اي ممارسة حقكم في تحديد المسار الذي ستسلكه هذه البلادquot;. واضاف امام الاف المناصرين في بنساكولا (فلوريدا، جنوب شرق) quot;حين تتوجهون الى الصناديق تذكروا التصويت للجمهوريين اذا اردتم عدم دفع ضرائب باهظة، وحين تتوجهون الى الصناديق تذكروا باننا في حرب، واذا اردتم ان يبذل هذا البلد كل ما في وسعه لحمايتكم وفي الوقت نفسه وضع اسس السلام للاجيال المقبلة عليكم ان تصوتوا للجمهوريينquot;.

المعسكر الديمقراطي يطمح الى الفور

و يبدو أن المعسكر الديمقراطي على قاب قوسين من تحقيق نصر كاسح في مجلس النواب الأميركي ونجاح محتمل أيضا في مجلس الشيوخ اللذان يؤلفان الكونغرس الأميركي في انتخابات التجديد النصفي، التي تنطلق اليوم، وسط استياء شعبي عارم يطالب بالتغيير بعد أربعة أعوام على الحرب ضد العراق.

كما تبدو حظوظ المرشحين عن الحزب الديمقراطي لمقاعد في الكونغرس مرتفعة في الإطاحة بالجمهوريين في عقر دارهم، منها ولايات نيويورك وأوهايو وماساشوستس، فيما اعتبرت هذه الانتخابات الأكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يتوقع أن يصل المبلغ الذي سينفق إلى 2.6 مليار دولار، سيذهب معظمه على الحملات الإعلانية المتلفزة، وفق أسوشيتد برس.

ويحاول الجمهوريون الحفاظ على 22 مقعدا من أصل 36 لحكام الولايات يجري التنافس عليها، من بينها تسعة مقاعد لن يخوض حكامها الحاليين الانتخابات. وبينما يدافع الديمقراطيون عن 14 مقعدا لحكام الولايات فإن ولاية واحدة فقط حاكمها غير ديمقراطي، وفق رويترز.

وتسببت الخريطة السياسية غير المتوازنة واتجاه الرأي العام غير المواتي للجمهوريين في تهيئة الديمقراطيين لضمان أربعة مقاعد على الأقل وهي اللازمة لتحقيق الأغلبية التي ربما يتم تجاوزها. ويسيطر الجمهوريون على 28 من مناصب حكام الولايات مقابل 22 للديمقراطيين.

ومن بين الولايات التي ستشهد منافسة حادة بين الديمقراطيين والجمهوريين ولايات مينيسوتا وماريلاند وأيداهو ونيفادا وألاسكا ورود ايلاند التي يسيطر عليها الجمهوريون وولايات أوريغون وايوا وويسكونسن وميشيغان ومين التي يسيطر عليها الديمقراطيون.

واكتسح الجمهوريون مجلس النواب قبيل 12 عاماً تحت شعار quot;إصلاح الممارسات المتحجرة للأغلبية الديمقراطيةquot; التي هيمنت على المجلس على مدى أربعة عقود، غير أن شريحة كبيرة من الأمريكيين ترى أن الكونغرس الذي يديره الجمهوريون أخفق في مهامه.

شعبية بوش في تراجع

و قدشهدت شعبية بوش، مزيداً من التراجع، قبل يوم واحد من موعد انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس، والتي قد تنعكس أثارها على مرشحي الحزب الجمهوري، وفقاً لاستطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه الاثنين. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته شبكة CNN أن أربعة من بين كل عشرة أفراد قالوا إنهم لا يتفقون مع الاعتقاد بأن طريقة أداء الرئيس الأمريكي لمهام منصبه، ستؤثر على اختيار مرشحيهم لعضوية الكونغرس، في الانتخابات التي ستجري الثلاثاء.

وهبطت نسبة مؤيدي بوش إلى 35 في المائة، مقابل 61 في المائة، قالوا إنهم غير راضين عن طريقة الرئيس الأميركي في ممارسة مهامه كرئيس للولايات المتحدة، وذلك في اللإستطلاع الذي أجري خلال ايام الجمعة والسبت والأحد، قبل بدء الانتخابات. وانخفضت نسبة تأييد الرئيس الأمريكي بواقع نقطتين في المائة، عن استطلاع سابق أجري قبل أسبوع، حيث بلغت نسبة مؤيدي سياسات بوش 37 في المائة.

تشيني يقضي يوم الانتخابات بالصيد

من جانب آخر، أعلن متحدث صحفي في مكتب ديك تشيني الاثنين، أن نائب الرئيس الأميركي يعتزم قضاء يوم الانتخابات بإحدى المناطق بولاية quot;ساوث داكوتاquot; لممارسة رياضة الصيد التي يفضلها.

وحسب المتحدث، فإن تشيني سيقضي بعض الوقت في الصباح الباكر بمكتبه في البيت الأبيض، قبل أن يغادر واشنطن متجهاً إلى ساوث داكوتا.

رايس ستعمل مع الحزبين اذا ما فاز الديموقراطيون

من جانبها، تعهدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس العمل quot;بطريقة متوازنةquot; مع الحزبين اذا ما فاز الديموقراطيون في الكونغرس. وقالت رايس في مقابلة مع شبكة فوكس التلفزيونية ان quot;عملي ومسؤوليتي يقضيان بالمساعدة على تطبيق سياسة خارجية تحقق اهداف الولايات المتحدةquot;.واضافت quot;علينا ممارستها بطريقة متوازنة (مع الحزبين) وانوي ممارستها بطريقة متوازنةquot;. واكدت رايس ان quot;الاميركيين سيصوتون (اليوم الثلاثاء). والجميع يدرك ذلك. وهذا هو تطبيق الديموقراطية الاميركيةquot;.

وقد تعرضت رايس، احدى اقرب مساعدي الرئيس جورج بوش، للنقد بسبب المقابلات الكثيرة التلفزيونية والاذاعية التي اجريت معها في الاسبوعين الاخيرين، فيما كان اسلافها في وزارة الخارجية يمتنعون عن اعطاء مقابلات.وخلصت رايس الى القول quot;لكن سياستنا الخارجية التي تقضي بالعمل مع العراقيين لاقامة شيء في العراق لم يوجد ابدا في الشرق الاوسط، اي حكومة منتخبة شرعيا وتتخطى بالوسائل السياسية الخلافات التي قمعها العنف فترة طويلة، ان هذه السياسة لن تتغيرquot;.