أسامة مهدي من لندن : اكد رجل الدين العراقي آية الله الشيخ محمد مهدي الخالصي ان صمود العراقيين وتضحياتهم اقنعت الاميركيين بتغيير تركيبتهم السياسية محذرا من اسماهم بالمتورطين مع المحتل في التمادي ومساعدته على تمرير مخططه لاشعال حرب اهلية وفتنة طائفية تنتهي بتقسيم العراق.

وقال الخالصي في بيان له اليوم من الكاظمية في بغداد حول نتائج الانتخابات الاميركية الاخيرة التي اسفرت عن هزيمة الجمهوريين حزب الرئيس جورج بوش وارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان صبر الشعوب المدافعة عن حقوقها وثباتها في الدفاع عن أوطانها ومقدساتها وحقوقها حقق التصدع في صفوف الخصم ووقع الشرخ المتوقع في هيكل نظام الظلم العالمي الذي تمثل في إدارة بوش وحلفائه الذين يقودون حرباً لا هوادة فيها على العالم الإسلامي وعلى جميع الشعوب التي لا تذعن لإرادتهم الجائرة .

واضاف ان الشعب العراقي قابل جميع مكائد الاحتلال وجرائمه بمزيد من التلاحم والرفض لوجوده ولوجود المتعاونين معه. وقال ان الناس داخل العراق وخارجه بدأت ـ تدرك أن الذي يغتال الشيعي والسني على الهوية يومياً ويلقي بالمئات من الجثث بعد التعذيب هو الاحتلال والمشمولون برعايته من دوائر المخابرات الحليفة ومن عصابات الجريمة المنظمة.

ودعا الخالصي المنظمات الدولية والمراجع والمثقفين للمسارعة إلى نجدة الشعب الفلسطيني لإيقاف المجازر الوحشية ضد العزّل من النساء والأطفال ورفع الحصار عنه .. وكذلك لنجدة الشعب العراقي بإدانة الاحتلال والممارسات الرعناء التي تقوم بها قواته بغية تمرير أجندته في إثارة الحرب الأهلية والفتنة الطائفية انتهاءً بتقسيم العراق .. وفيما يلي نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
بيـان
من سماحة الإمام المجاهد آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي إلى الشعب العراقي العظيم وجميع أبناء الأمة الإسلامية المجيدة وجميع الشعوب الصديقة المدافعة عن حقوقها.

السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
أخيراً ونتيجة لصبركم وثباتكم في الدفاع عن أوطانكم ومقدساتكم وحقوقكم وتحمل التضحيات الجسام بدأ التصدع في صفوف الخصم ووقع الشرخ المتوقع في هيكل نظام الظلم العالمي الذي تمثل في الحقبة الأخيرة في إدارة بوش وحلفائه الذين يقودون حرباً لا هوادة فيها على العالم الإسلامي وعلى جميع الشعوب التي لا تذعن لإرادتها الجائرة.


فبارك الله فيكم إذ اخترقتم بثباتكم وتضحياتكم جدار الإعلام المضلل المفروض على العالم وأوصلتم صوتكم المدوي إلى آذان الشعوب الغربية مما مكن المجتمع الأميركي أخيراً أن يخطو خطوة تاريخية بالاتجاه الصحيح ليسير نحو تغيير تركيبة قيادته السياسية حيث أنهى هيمنة الحزب الحاكم على البرلمان الأمريكي، مما يؤذن بالتخلص نهائياً في انتخابات الرئاسة القادمة من السياسة الرعناء لهذه الإدارة الجائرة.
المطلوب في المرحلة الراهنة الاستمرار في الثبات في مقاومة مشروع الاحتلال وفضح مكائده، والإصرار على التمسك بالثوابت الوطنية في وحدة الأمة والسعي لإنجاز استقلالها وسيادتها وإنهاء جميع الكيانات والآثار الضارة المترتبة على وجوده حتى تدرك الإدارة القادمة للبيت الأبيض أن مصلحتها لا تتحقق باستعمال القوة ومصادرة إرادة الشعوب والإذعان اللامعقول للإرادة الصهيونية بل تكمن في المصالحة والصداقة وتبادل المصالح بالتكافؤ.
لقد بات واضحاً الآن بفضل وعي الشعب العراقي وتضحياته الجسام أن المسبب الأكبر لمحنته والعدو اللدود لآماله وكرامته هو الاحتلال ومشروعه السياسي الطائفي العنصري التقسيمي البغيض والمرفوض من الشعب جملة وتفصيلاً.


خلال هذه المحنة القاسية في العراق، قابل الشعب جميع مكائد الاحتلال وجرائمه بمزيد من التلاحم والمزيد من الرفض لوجوده ولوجود المتعاونين معه. والآن يعلم الناس في داخل العراق وخارجه على ضوء الفضائح والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال أن الذي يغتال الشيعي والسني على الهوية يومياً ويلقي بالمئات من الجثث بعد التعذيب والذي يقصف مدينة الأعظمية ومدينة الكاظمية والكريعات على السواء ويحاصر مدينة الصدر ويفجر فيها الأبرياء هو الاحتلال والمشمولون برعايته من دوائر المخابرات الحليفة ومن عصابات الجريمة المنظمة.


هذا على صعيد الوطن العراقي، وعلى صعيد العالم الإسلامي فإن حصار فلسطين وتجويع شعبه عقوبةً على انتخابه الحر لحكومته، ثم اجتياح غزة ومجزرة بيت حانون للنساء والأطفال بالأمس وهدم المنازل وقبل ذلك جرائم الحرب في لبنان واستعمال الأسلحة المحرمة دولياً والمجازر التي تجري في أفغانستان وقصف مدرسة القرآن وقتل العشرات من الطلاب في باكستان وما إليها من الجرائم في مختلف الأنحاء إنما تجري بمباشرة أو مباركة أو بأسلحة أمريكية، وفي ظل صمت دولي تفرضه أميركا بالإرهاب والإرعاب على المجتمع الدولي، إزاء هذا الوضع المأساوي وعلى ضوء المستجدات من ارتفاع وتيرة الوعي العالمي وتعالي الأصوات بالاحتجاج على هذه الجرائم وبمناسبة إرهاصات تداعي وانهيار قلعة قيادة العدوان العالمي في البيت الأبيض وافتضاح أمر الخانعين لها يأتي دور الشعوب لترفع من وتيرة ضغوطها على الحكومات والأنظمة لاسيما العربية منها والإسلامية لحملها على التوقف عن هذا الإذعان المذلّ المهين للضغوط الأميركية.
وكذلك يأتي دور المنظمات الدولية والمراجع والمثقفين للمسارعة إلى نجدة الشعب في فلسطين لإيقاف المجازر الوحشية ضد العزّل من النساء والأطفال ولرفع الحصار عن الشعب وعن حكومته المنتخبة، وكذلك لنجدة الشعب العراقي بإدانة الاحتلال والممارسات الرعناء التي تقوم بها قواته بغية تمرير أجندته في إثارة الحرب الأهلية والفتنة الطائفية انتهاءً بتقسيم العراق.
كما نحذر المتورطين بالتعاون مع المحتل من التمادي في هذه الجريمة وندعوهم لانتهاز الفرصة للعودة إلى الله ورسوله والوطن قبل فوات الأوان.
وليعتبروا بمصير الذين سبقوهم في خيانة الدين والوطن فكان الله لهم بالمرصاد فخسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين والعاقبة للمتقين.
ولا عدوان إلا على الظالمين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلَبٍ ينقلِبون.

الشيخ محمد مهدي الخالصي
18 شوال 1427 هجري
10 تشرين الثاني 2006م