لاهاي: قرر مجلس الوزراء الهولندي الجمعة حظر النقاب الذي ترتديه بعض النساء المسلمات على وجوههن، أو أي غطاء آخر للوجه، في الأماكن العامة. وقالت الحكومة الهولندية إن القرار مرجعه مخاوف أمنية. وتقدمت وزيرة الهجرة والاندماج، ريتا فيردونك، بمشروع القرار إلى مجلس الوزراء، الذي سارع بالموافقة عليه. وسيُرفع القرار في وقت لاحق للبرلمان الهولندي للتصويت عليه.

وقالت فيردونك في بيان صادر من وزارة العدل الهولندية إن مجلس الوزراء يعتبر أن ارتداء ي غطاء للوجه في الأماكن العامة أمرا غير مرغوب فيه لأسباب تتصل بالنظام والأمن العام وحماية المواطنين.quot; ويدفع القرار بهولندا إلى خضم المعركة المحتدمة حاليا في أوروبا حول النقاب.

وتعد هولندا واحدة من أكثر البلدان الأوروبية استقبالا وترحيبا بالمهاجرين واللاجئين، ولكن قرار الحكومة الجمعة يثير انقسامات حادة في ظل سياسات تسعى للحد من تيار الهجرة للبلاد، وفقا للأسوشيتد برس. وتعارض أكبر المنظمات الإسلامية في هولندا CMO، أي حظر على ارتداء النقاب، وتعتبر الإجراء quot; ذروة المبالغة في التعامل مع مشكلة هامشية للغاية لأنه لم تعد هناك نساء ترتدي النقاب تقريبا في هولنداquot;، نقلا عن مسؤول بالمنظمة.

وفي الماضي، أبدت أغلبية في البرلمان الهولندي استعدادها لتمرير أي قانون يحظر تغطية الوجه، ولكن نتائج استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات في 22 نوفمبر/تشرين الثاني دفعت تلك الأغلبية إلى تغيير موقفها.

ولا توجد مؤشرات حول قدرة الأغلبية الحالية في البرلمان الهولندي على تمرير الحظر الذي وافقت عليه الحكومة. ويقطن حوالي مليون مسلم في هولندا، يمثلون ستة في المائة فقط من السكان البالغ عددهم 16 مليون نسمة. ويُعتقد أن اللاتي ترتدين غطاء الوجه في هولندا لا يتعدى عددهن بضع مئات.

وكانت الحكومة الهولندية قد قررت في وقت سابق ترك مسألة ارتداء غطاء الرأس للطالبات المسلمات في المدارس وفقا لتقدير كل مدرسة على حدة، وهو ما انتهى إلى السماح بارتداء غطاء الرأس. وجاء ذلك في أعقاب قرار فرنسي بحظر ارتداء غطاء الرأس في المدارس العامة.

وقلصت مدينة أوتريخت الهولندية من مزايا الضمان الاجتماعي الممنوحة لنساء لا يعملن، بسبب إصرارهن على ارتداء غطاء الوجه أثناء مقابلات التوظيف. وزعمت السلطات في المدينة أن النسوة يرتدين غطاء الوجه لتفادي العمل ولا سيما أن نتيجة المقابلات كانت معروفة سلفا وهي رفض توظيفهن.

الفاتيكان يرفض النقاب

والثلاثاء انضم الفاتيكان إلى الجدل الدائر حول القضية، حيث صرح أسقف بارز بالفاتيكان بأن المهاجرين يجب أن يلتزموا بقوانين المجتمعات المضيفة، ومن بينها حظر تغطية الوجه.

وقال الأسقف الإيطالي الذي يترأس مكتب الفاتيكان لشؤون الهجرة واللاجئين، ريناتو مارتينو، إن الدول التي تستقبل المهاجرين من ثقافات مختلفة quot;يجب أن تلزمهم باحترام تقاليدها وثقافتها وديانتها.quot;

وكرر راديو الفاتيكان ذات الموقف قائلا إن quot;قضية ارتداء النقاب للنساء المسلمات يجب أن تُعالج في سياق احترام قوانين البلدان المضيفة.quot;

هذا ومن المقرر أن يبدأ بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر زيارة تاريخية إلى تركيا، دولة مسلمة بارزة، في غضون أسبوعين.

وفي سياق الجدل الدائر حول النقاب في أوروبا، رفضت محامية مسلمة في بريطانيا الاثنين رفع النقاب عن وجهها أثناء دفاعها عن أحد الموكلين، ما أضطر المحكمة إلى منعها من التقاضي.

وأثار وزير خارجية بريطانيا الأسبق، جاك سترو، حالة من الغضب الشهر الماضي عندما كشف عن اشتراطه رفع النقاب عن أي أمرأة ترتديه قبل أن تدخل إلى مكتبه.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، طوني بلير، في وقت سابق إن النقاب علامة على الانفصال عن المجتمع. ويمثل المسلمون ربع عدد السكان في بريطانيا.

ويثور جدل مماثل في إيطاليا، التي يسودها الكاثوليك، حول أساليب إدماج المهاجرين ذوي الأديان والثقافات المغايرة في المجتمع.