بغداد : قال مصدر في وزارة الخارجية العراقية ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصل اليوم الى مطار بغداد في زيارة هي الاولى لمسؤول سوري رفيع منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.

واضاف المصدر quot;وصل الوزير السوري وكان في استقباله نظيره العراقي هوشيار زيباريquot;. وتستغرق زيارة المعلم يومين يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين في الحكومة العراقية التي اعلنت عن استعدادها لاستقباله في مختلف القضايا وبخاصة الملفات السياسية والامنية والتجارية والاقتصادية بما يخدم العلاقات الثنائية بين البلدين في المرحلة المقبلة.

وتأتي زيارة المعلم بعد اجتماع طارىء عقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة اخيرا ودعوا فيه دولا عربية الى تنسيق المواقف ورأب الصدع فيما بينها وزيادة مستوى العلاقات الثنائية بما يخدم كافة الاطراف العربية ويعزز مسيرة العمل العربي نحو الافضل.

ومرت العلاقات السورية - العراقية بفترة عصيبة في عهد رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين الذي صدر في حقه حكم بالاعدام نتيجة ما ارتكبه من فضائع وجرائم انسانية ضد شعبه وشعوب المنطقة كما لم تسلم سوريا من شره ولا يمكن ازالة مرحلة التوتر والغموض في هذه العلاقات الا بتعامل الطرفين مع القضايا التي تهم مصالحهما على جميع الاصعدة بشفافية لاسيما على الصعيد الامني والحدود المشتركة بينهما باعتبار ان امن العراق هو امن سوريا والعكس صحيح.

وتسعى سوريا الى تعزيز علاقاتها الثنائية مع العراق من خلال الاعلان عن اعادة العلاقات الدبلوماسية مع العراق وفتح السفارة السورية في بغداد والتأكيد على دعم العملية السياسية والاستعداد لتقديم كل التسهيلات اللازمة لخروج قوات الاحتلال من العراق.

ولا يختلف اثنان على ان علاقات العراق اصبحت الان مبنية على اسس جديدة ويريد ان ينسى الماضي من خلال تحسين علاقاته مع كل جيرانه باعتبار ان مستقبل العراق يؤثر بشكل مباشر على دول الجوار وامنها وهذا ما يجعل لسوريا مصلحة وعليها مسؤولية حيال مستقبل العراق.

- وبينما اكدت سوريا اكثر من مرة استعدادها لدعم العراق والعملية السياسية فيه دعت الى ضرورة توصل الفصائل العراقية المختلفة الى اجماع وحل سياسي كونه الحل الصحيح للعراق في نهاية المطاف وللوصول الى ذلك يجب ان يتوقف العنف والدمار في العراق.

وتمثل زيارة المعلم الى العراق ومباحثاته مع المسؤولين العراقيين فرصة لازالة التوتر الذي يعتري علاقات البلدين وخطوة ايجابية لفتح صفحة جديدة من العلاقات والعمل على تحسينها وصيانة المصالح المشتركة حفاظا على استقرار العراق ووحدته ارضا وشعبا.

ومن المقرر ان يلتقي المعلم خلال زيارته التي تستمر يومين الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري.

ويتهم العراق سوريا بتسهيل عبور المتسللين الى العراق الا ان سوريا اكدت في اكثر من مناسبة انها تعارض أية عملية تسلل من سوريا الى داخل الاراضي العراقية وبالعكس وعملت على تعزيز الاجراءات الامنية على حدودها مع العراق ومراقبتها من اجل منع التسلل بالاتجاهين واحباط محاولات ارتكاب عمليات ارهابية داخل سوريا.

ويرى المراقبون ان سوريا كما العديد من دول الجوار عبرت دائما عن استعدادها لمساعدة العراق لتجاوز المحنة والازمة التي يمر بها وذلك مع الحرص على عدم اتخاذ اية خطوة تفسر على انها تدخل في الشؤون الداخلية العراقية.