سمية درويش من غزة: بعد أيام من المشهد الدامي الذي شهدته بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، عادت عشرات الآليات الحربية الإسرائيلية للتوغل من جديد داخل البلدة التي أعلن بأنها مدينة منكوبة جراء الدمار الهائل الذي تعرضت له في عملية quot;غيوم الخريفquot; الأخيرة.

وتبرر إسرائيل اجتياحها للمنطقة بوقف الهجمات الصاروخية على بلداتها الجنوبية. وقد زادت الرشقات الصاروخية على بلدة سديروت التي هاجرها معظم سكانها وسط سخط شديد على حكومتهم، لاسيما بعد سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف السكان وتدمير منازلهم ومصانعهم فوق رؤوسهم. وقتلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم فلسطينياً بينما أصيب آخرون في قصف صاروخي استهدف تجمعهم في شمال القطاع، حيث ذكرت كتائب القسام الجناح المسلح لحماس إن الشاب مسعد أحمد عيد أبو معتق- 25 عاما العضو في القسام، سقط أثناء تصديه لقوات الاحتلال.

وذكرت مصادر فلسطينية وشهود عيان، أن عشرات الآليات العسكرية ترافقها جرافات ضخمة توغلت في الأطراف الشمالية والشرقية من بلدة بيت حانون وسط إطلاق نار كثيف وتحت غطاء جوي، في حين اقتحمت قوات أخرى منزل النائب جميلة الشنطي عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس.

هذا وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 505 مواطنين سقطوا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية quot;أمطار الصيفquot; مع نهاية حزيران quot;يونيوquot; الماضي أي عقب اسر الجندي quot;جلعاد شاليطquot;. وبحسب بيان الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية، فان 105 مواطنين سقطوا منذ بدء عملية quot;غيوم الخريفquot; في بداية تشرين الثاني quot;نوفمبرquot; الحالي ، بالإضافة إلى 353 جريحا.

وكان نصيب الأطفال عاليا بتلك العملية حيث حصدت النيران الإسرائيلية 32 طفلا بنسبة 31% من إجمالي عدد القتلى ، وسقوط 14 مواطنة، فضلا عن وجود 52 حالة من حالات الإعاقة الشاملة وبتر الأطراف وفقدان وتعطل عمل الأعضاء. هذا وقد أطلقت المجموعات الفلسطينية المقاتلة وجبة جديدة من الصواريخ على بلدة سديروت ما أدى إلى إصابة عدد من الإسرائيليين بحالة هلع ، بعد ساعات من إعلان إسرائيل عن وفاة احد المستوطنين متأثرا بجراحه الخطيرة ، التي اصبب بها مؤخرا.