سمية درويش من غزة : وقعت محافل سياسية فلسطينية تحدثت إليها quot;إيلافquot; ، بقصر عمر اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ودخل حيز التنفيذ مع ساعات صبيحة يوم الأحد الماضي ، وذلك بسبب الخلافات السياسية المتصاعدة على الساحة الفلسطينية ، وإعطاء إسرائيل لنفسها الحق تحت ذريعة الأمن بممارسة القتل والاعتقال بالضفة الغربية.
وحذرت الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية ، من انهيار التهدئة في حال استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية ، مؤكدة أن اتفاق التهدئة يشمل وقف إطلاق الصواريخ من قبلهم والتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة ، في حين أكد وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس ، على أن اتفاق التهدئة ينطبق على قطاع غزة فقط وان ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية هو حق مشروع للجيش ، بحسب تعبيره. في هذا الإطار قال المحلل السياسي محمود سعيد لـquot;إيلافquot; ، رغم ما يشاع عن انفراج في الساحة الفلسطينية ، إلا أن الخلافات تشتد وتيرتها بين الحركتين الرئيسيتين على الساحة الفلسطينية ، موضحا بان حركة فتح لا زالت غير قادرة على استيعاب فكرة سقوطها في الانتخابات التشريعية الأخيرة ، ولعب دور المعارضة ، في حين تمار حماس دور المعارضة والسلطة في آن واحد.
وحول الأطروحات التي قدمها أيهود اولمرت في سيديه بوكر ، قال سعيد ، لا يمكن لأي جهة فلسطينية القبول بها خاصة على صعيد قضية اللاجئين ، في حين لازالت تعطي إسرائيل نفسها الحق تحت ذريعة الأمن في بناء الجدار واعتقال الفلسطينيين بالضفة الغربية وممارسة القتل ضد نشطاء الانتفاضة.
من جهته قال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ف بيان تلقته quot;إيلافquot; أمس ، أن خطاب اولمرت ينطوي على مرونة في الشكل وتصلب في المضمون ، خاصة عندما يطلب من الجانب الفلسطيني التخلي عن حقه المشروع في مقارعة الاحتلال وعن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم ، وتشكيل حكومة فلسطينية وفق المعايير الإسرائيلية والأميركية كشرط للعودة إلى مسار التسوية السياسية .
كما أكد سعيد ، ان كافة هذه الإجراءات من شانها ان تسقط ورقة التوت عن اتفاق وقف إطلاق النار الهزيل الذي يعتبره عسكر الجانبين استراحة محارب لا أكثر ، لافتا إلى ان الهدوء الذي يخيم الآن هو هدوء يسبق العاصفة. وتوقع المحلل السياسي ، بتصاعد العمليات الدامية في حالة فشل الاتفاق حيث ستعود الأمور لمربعها الأول بشكل أكثر عنفا عما سبق ، غير مستبعدا في الوقت ذاته ، بان تعود الفصائل مرة أخرى للعمليات التفجيرية داخل العمق الإسرائيلي ، ما سيعطي إسرائيل ذريعة لارتكاب مجازرها بالأراضي الفلسطينية في مقابل تصعد الفصائل المسلحة من هجماتها الصاروخية على إسرائيل.
ولفت إلى أن هذه الهدنة في الوقت الحاضر فيها مصلحة لكافة الأطراف في حال دعمت باتفاقات سياسية من خلال ضمانات تقدمها أطراف عربية ودولية قادرة على لجم إسرائيل ، لإرضاء الجماعات الفلسطينية المتشددة.
وحول خطاب زعيم حماس بالخارج خالد مشعل بالقاهرة وقبوله قيام دولة فلسطينية على حدود العام 67 ، أشار إلى أن الخطاب كان مجرد خطاب تكتيكي دفعه إليه شعور حماس بان بساط السلطة بدا ينسحب من تحتها جراء الضغط الدولي والإقليمي والشعبي والحصار المشدد . وحول إن كان ما قدمه اولمرت في خطابه الأخير يعتبر تنازلات إسرائيلية ، قال سعيد ، بان اولمرت لم يقدم تنازلات ، ولكن ما وافقت عليه القيادة في تل أبيب هو محاولة لاستعادة ثقة الرأي العام العالمي إلى جانب كسب أصوات الشارع الإسرائيلي الذي فقد ثقته بالزعماء الإسرائيليين خاصة بعد الهزيمة في حرب لبنان ، وعدم تمكن الجيش الإسرائيلي من ردع الجماعات المسلحة بغزة لوقف هجماتها الصاروخية ، بل على العكس ارتفعت وتيرتها بعد العملية العسكرية الأخيرة على بلدات شمال القطاع.
بدوره لفت خالد ، الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي جاء يعرض في خطابه مساومة الفلسطينيين على حقوقهم الوطنية مقابل وعود برفع الحواجز العسكرية في الضفة الغربية وتسهيل حركة الأفراد والسلع على المعابر ومراجعة سياسة السطو اللصوصي الإسرائيلي على المال العام الفلسطيني وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل في معسكرات اعتقال جماعية ، في وقت يجب أن تعلم فيه حكومة إسرائيل أن أية تسوية سياسية للصراع لن تكون مقبولة على الشعب الفلسطيني إذا لم تتضمن انسحابا إسرائيليا شاملا من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حزيران 1967 ، وقيام دولة فلسطينية مستقلة .
التعليقات