صور سيلع في كل مكان
أسامة العيسة من القدس : لم يكن الإسرائيليون يحتاجون إلى صحيفة معاريف التي كشفت اليوم أسرارًا جديدة في حياة المغتصب الفار من السجن بني سيلع، ليزدادوا هلعا، فهم منذ تمكنه من الهروب بطريقة غريبة يوم الجمعة الماضي، يستيقظون من النوم، على أمل أن يسمعوا خبر القبض عليه. وحسب معاريف في عددها الأسبوعي اليوم، فان بني سيلع اغتصب قبل عشرين عاما فتاة عمرها 14 عاما، بينما كان عمره هو 15 عاما، ولم تكن جريمة الاغتصاب مسجلة ضمن قائمة جرائم الاغتصاب التي ارتكبها سيلع والتي وصلت إلى14 جريمة اغتصاب، لنساء من تل أبيب، قادته إلى السجن عام 2001، ليحكم عليه بالسجن 35 عاما.

ويوم الجمعة الماضي، نقل سيلع من سجنه، إلى محكمة الصلح، بطريق الخطأ ومن هناك فر بالقفز عن سور ارتفاعه 4 أمتار، رغم انه مقيد اليدين. ولم تنجح الشرطة في إلقاء القبض عليه، وكانت أعلنت أن جهود البحث المكثفة عنه وصلت إلى طريق مسدودة، واستعانت بالشرطيات ونشرتهن في الشوارع، على أمل أن يرتكب سيلع خطأ ويحاول اغتصاب شرطية فيتم إلقاء القبض عليه. ودفع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بقوته للبحث عن سيلع، ونزل رئيسه يوفال ديسكن إلى الميدان من اجل القبض على سيلع وإعادته إلى السجن، وأيضا قاد افي ديختر وزير الأمن الداخلي ورئيس الشاباك السابق، عمليات البحث عن سيلع اكثر من مرة، وكثيرا ما كان رجال الأمن الذين يبحثون عن سيلع يفاجأون بديختر يأتي إليهم ليلا ليقود عملية البحث بنفسه، محاولا تحقيق ما وعد به الإسرائيليين بعد ساعات من فرار سيلع بأنه سيعيده إلى السجن، ولكن بعد ثمانية أيام من هروب السجين المدان بجرائم الاغتصاب، ما زال فارا والموضوع المحبب لوسائل الإعلام الإسرائيلية على اختلاف أنواعها، حتى تحول من مجرم فار إلى نجم تقطع محطات التلفزة بثها لتخبر الجمهور بأي خبر عاجل عنه.

وتسخر وسائل الإعلام الإسرائيلية من أجهزة الأمن التي رغم كل الجهود التي بذلتها، والتي استخدمت فيها الطائرات، لم تنجح في القبض على سيلع، وحسب مصادر صحافية إسرائيلية فإن إسرائيل اضطرت إلى اللجوء إلى السلطة الفلسطينية طلبا للمساعدة، احتمالا بأن يكون سيلع فر إلى مناطق السلطة الفلسطينية، رغم أن هذا السيناريو ليس هو ما ترجحه الشرطة التي تعتقد بأن سيلع الان تمكن من السيطرة على سكان إحدى الشقق واخضعهم لرغباته، وربما عاد لينفذ جرائم الاغتصاب، باعتباره مصنفًا كمغتصب متسلسل، وحتى بعد اعتقاله أدين بالتحرش بسجانة وعاملة اجتماعية.

وتتلقى الشرطة يوميا عشرات المكالمات من مواطنين عن سيلع، آخرها انه شوهد في مدينة صفد، فتحركت القوات الشرطية إليها، ولكن دون جدوى، فسيلع، حسب الرواية، قد فر من جديد. وتحول سيلع إلى الموضوع المحبب لكتاب الأعمدة، حتى في صحيفة رصينة مثل هارتس، واوحى برسوم عديدة لرسامي الكاريكاتور، التي يبدو انهم وجدوا في قصته فرصة للفرار من وجوه السياسيين التي يرسمونها كل يوم. ولكن إلى أين سيقود سيلع حكومة إسرائيل؟ إذا استمر فراره، هل ستعلن عجزها عن القبض على مجرم فار احدث ترويعا بين مواطنيها، وكأنها تخوض حربا يخشى فيها الإسرائيليون صواريخ العدو التيتسقط على رؤوسهم، أم أن حالة نفسية أصابت الإسرائيليين جعلتهم يبالغون في خوفهم من رجل واحد حتى لو كان مجرمًا مدانًا؟.