اسلام اباد - علي مطر: الإنعكاسات الأولية لمجموعة دراسات العراق برئاسة وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر بدأت تظهر في نيودلهي اسرع مما كان متوقعا. وزارة النفط في نيودلهي تحركت بسرعة قوية لتسوية الإختلافات في تسعيرة الغاز والتي بسببها لم يحرز مشروع خط أنابيب إيران - باكستان - الهند اي تقدم حتى الآن رغما عن تسميته بخط انابيب السلام .

فقد أعادت وزارة النفط الهندية - في ما وصف بوسائل الإعلام بانه quot;إستدارة للوراءquot; - اعادت فتح مشروع عقد الغاز مع إيران، ووافقت على شراء الغاز الآن بسعر أعلى. وكانت الهند قد توصلت الى عقد للغاز مع إيران في يونيو 2005 لتزويدها سنويا بـ 5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال لمدة 25 سنوات فترة .

وكما يشاع فان وزارة النفط طلبت من الوزارة الهندية منحها الترخيص السياسي للمضي في quot;استدارتها العكسيةquot; وكذلك لقبول الهند بالعرض الإيراني الذي تمت مراجعته وتم ابلاغ نيودلهي به من قبل وزير الخارجية الإيراني الذي زار الهند في الشهر الماضي .

العرض الايراني يفيد بان إيران ستزود الهند بالغاز الطبيعي المسال بمستوى مشابه لسعر برميل من النفط خام والذي حددته بـ 55 دولار للبرميل. والسعر الحالي للخام يفوق 60 دولار للبرميل. الحكومة الهندية من جانبها رحبت بعرض ايران ووصفته بانه quot;صفقة مع حبيبquot; .

ولا يمكن الا ملاحظة النتائج السياسية المترتبة على القرار الهندي والتي لا يمكن تفاديها. فهو قرار ياتي عشية المشاورات مع وكيل وزير خارجية الأمريكي نيقولاس بيرنز في نيودلهي حول الصفقة النووية السلمية الامريكية مع الهند. الإشارات القادمة من واشنطن هي أن بيرنز سيحاول تخفيف حدة المخاوف الهندية بشان بعض إشتراطات التشريع الأمريكي القادمة بخصوص التعاون النووي مع الهند. كما ان القانون المتعلق بالصفقة، والذي تتم حاليا دراسته من قبل الكونغرس الأمريكي، يحتوي على بند معين والذي تتوقع واشنطن من خلاله ان نيودلهي ستنسق سياستها نحو إيران مع السياسة الأمريكية الحالية والهادفة الى إحتواء إيران. هذا الإشتراط سبب إنزعاجا بين فئات الرأي الهندي، وخصوصا أطراف اليسار، والتي اعتبرته كتدخل غير مقبول في سياسة الهند الخارجية .

وتشكل صفقة الغاز الهندية مع ايران جزءا من مشروع هائل والذي سيتم ضمنه مشاركة أي شركات هندية أيضا في التنقيب وفي تطوير بعض أقسام حقول Yadavaran الإيرانية ضخمة .

وزير الخارجية الإيراني اشار إلى انه أثناء إجتماعه برئيس وزراء الهند في نيودلهي الشهر الماضي، عرض مضاعفة حجم صفقة الغاز مع الهند من الكمية التي تم التفاوض عليها الى اكثر من 5 مليون وحدة سنويا. وقال الوزير الإيراني ان هناك quot;رغبة جادة ومرونةquot; من جانب المسؤولين الهنود تجاه مشروع خط الأنابيب واعرب عن ثقته بانه سيتم التوصل لاتفاق بشانه في المستقبل القريب. وأضاف الوزير بأن إيران تنظر quot;بجدية كبيرةquot; الى الهند كشريك إقتصادي نظرا لمعدلات النمو الكبير ولتوسع الإقتصاد الهندي. وقال ان إيران ستأخذ في الحسبان الحاجة المتوقعة لدى الهند لإستيراد 80 بالمائة من طاقتها بحلول العام 2030. حيث ان لدى إيران إحتياطيات من الغاز تعد الثانية من حيث المستوى في العالم .