واشنطن: دعا كوفي انان الولايات المتحدة الى التزام مبادئها على صعيد حقوق الانسان ودافع عن مزيد من التعددية، وذلك في خطاب سيلقيه الاثنين في انديبندنس (مسيوري، وسط) هو احدى اواخر مداخلاته بصفته امينا عاما للامم المتحدة. واعتبر انان كما جاء في نسخة من الخطاب الذي سيلقيه ظهرا قبل بضعة اسابيع من انهاء مهماته على رأس المنظمة الدولية ان quot;هذا البلد (الولايات المتحدة) كان تاريخيا في مقدم حركة حقوق الانسان، لكن هذا الدور لا يمكنه الاستمرار الا اذا ظلت اميركا وفية لمبادئها، حتى في محاربتها للارهابquot;.

واضاف quot;حين يبدو ان (اميركا) تتخلى عن قيمها واهدافها الخاصة فمن الطبيعي ان يشعر اصدقاؤها في الخارج بالتوترquot;، مشددا على ان quot;حقوق الانسان ودولة القانون حيويان للامن الشامل والازدهارquot;. وتابع انان quot;حين تستخدم القوة، وخصوصا القوة العسكرية، فان العالم يعتبر انها شرعيةquot; فقط اذا استخدمت quot;من اجل هدف عادلquot; وquot;غايات مشتركة تنسجم مع معايير مقبولة في صورة شاملةquot;، في اشارة واضحة الى اجتياح العراق عام 2003 والذي رفضه انان.

واضاف كوفي انان quot;علينا ان نقر جميعا، مهما بلغت قوتنا، انه لا يحق لنا التصرف كما يحلو لناquot;، مقتبسا كلاما للرئيس الاميركي السابق هاري ترومان (1945-1953) الذي وصفه بانه quot;رائدquot; لانه ساهم في تاسيس الامم المتحدة. وفي معرض حديثه عن العبر التي استخلصها خلال السنوات العشر التي امضاها على راس الامم المتحدة، دعا كوفي انان الى تعزيز تعددية الاقطاب.

وقال ان quot;الاميركيين كباقي الانسانية بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى نظام عالمي يمكن للشعوب ان تواجه بموجبه معا التحدياتquot; مثل انتشار الاسلحة النووية والتغيرات المناخية والارهاب وانتشار الاوبئة. واعتبر انه quot;في مواجهة هذه المخاطر، لا يمكن لاي دولة ان تضمن امنها من خلال السعي الى السيطرة على آلاخرين. اننا نتشارك جميعا في مسؤولية ضمان امن كل واحد مناquot;.

وفي اشارة الى دارفور، اعرب انان عن اسفه لان تكون هذه المسؤولية quot;مجرد تنظير الى ان يقبل اولئك الذين يتمتعون بالقدرة على التدخل بهذا الدورquot;. وبهدف تعزيز تعددية الاطراف التي غالبا ما تسير الولايات المتحدة عكسها، اعتبر انان ان على quot;الدول النامية ان يكون لها صوت اقوى quot;داخل المؤسسات الدولية، لا سيما في مجلس الامن الدولي الذي quot;يعكس الواقع السائد عام 1945، وليس واقع اليومquot;. واضاف الى ان على هذه الدول ان تتمتع بنفوذ اكبر ايضا في المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين يتخذان قرارات تؤثر على حياة مئات الملايين من الناس.

وختم انان بالقول ان quot;الاميركيين بذلوا الجهود في القرن الماضي لبناء نظام فعال متعدد الاطراف تكون الامم المتحدة في صلبهquot;، داعيا المسؤولين الاميركيين الى اتباع هذه السياسة والسير على خطى هاري ترومان.

بوش يريد سياسة جديدة في العراق

بدوره اعرب الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم عن رغبته في انتهاج سياسة جديدة في العراق لا ترهن مع ذلك نجاح حكومة نوري المالكي. وزار الرئيس بوش صباح اليوم الاثنين وزارة الخارجية للتشاور مع الوزيرة كوندوليزا رايس ومساعديها بشان الوضع في العراق قبل اتخاذ قرار قريب حول التغييرات التي سيدخلها على سياسته في هذا البلد.

قال بوش اثر هذه المشاورات امام الصحافيين الى جانب رايس ونائب الرئيس ديك تشيني quot;لقد ثمنت النصائح التي تلقيتها (..) ان هذه النصائح تلعب دورا مهما، انها عنصر مهم بهدف ايجاد طريق جديد للمضي قدما في العراقquot;. واضاف quot;ان هذه الادارة وعلى غرار غالبية الاميركيين تريد ان تنجح في العراق لاننا نعرف ان النجاح في العراق (سيسهم) في حماية الولايات المتحدة على المدى الطويلquot;.