نيويورك (الامم المتحدة): رسم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في تقرير صورة قاتمة للوضع في الشرق الاوسط، مؤكدا ان تسوية quot;عادلة وشاملةquot; للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين تشكل اساس حل النزاعات الاخرى في المنطقة. وسيشكل هذا التقرير الاخير لانان حول المنطقة قبل انتهاء ولايته على رأس الامم المتحدة نهاية كانون الاول(ديسمبر)، اساس المناقشات حول الشرق الاوسط خلال الاجتماع على مستوى الوزراء لمجلس الامن الدولي اليوم الثلاثاء.

وقال انان quot;في نهاية الامر نحن نعالج النزاع العربي الاسرائيلي وليس النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين فقطquot;. واضاف ان quot;المنطقة ومشاكلها تحتاج الى معالجة كاملة مثل السعي الى احلال سلام في النهاية بين اسرائيل والفلسطينيين رغم انه يجب الا يكون التقدم على صعيد رهن بالتقدم على اصعدة اخرىquot;. وقال انان ان quot;الشرق الاوسط يواجه آفاقا مظلمة ووضعا معقدا وهشا وخطيرا اليوم اكثر من اي وقت مضىquot;. واضاف quot;النزاعات المختلفة التي لم تحل والتي تزداد ترابطا في المنطقة تتغذى من شعور متزايد بالعدائية بين شعوب من معتقدات مختلفة وتغذي هذا الشعور بما لذلك من انعكاسات على العالمquot;.

ودعا الى تسوية للنزاع العربي الاسرائيلي الذي يشكل quot;المصدر الاكبر للاحباط وعدم الاستقرار في المنطقةquot;، داعيا الى quot;مقاربة اقليميةquot; لتسوية الازمات والنزاعات المترابطة في الشرق الاوسط. وقال انان quot;انني مقتنع بان احلال الاستقرار في العراق ولبنان وفي اماكن اخرى ممكن ببذل جهود تشاورية لمعالجة التطلعات المشروعة للاسرائيليين والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وانهاء احتلال الارض العربية في الاراضي الفلسطينية والجولانquot;.

ورأى انان ان خارطة الطريق خطة السلام الدولية التي اعدتها اللجنة الرباعية تبقى quot;النقطة المرجعية التي يجب ان تتمحور حولها الجهود لاحياء الجهود السياسية لتسويةquot; النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. ودعا اللجنة الرباعية ومجلس الامن الدولي الى quot;البحث عن وسيلة لوضع اطار مؤسساتي لمشاوراتها مع الاطراف المعنيين في المنطقة (...) واشراك الاطراف مباشرة في المناقشاتquot;. ورأى ان الاولوية المباشرة حاليا هي quot;لحماية المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليينquot; من العنف المستمر. وقال ان quot;هناك حاجة ملحة لآليات لحماية المدنيين وآمل في ان تكون هذه الامكانيات موضوع بحث بدعم قوي من اللجنة الرباعية ومجلس الامنquot;.

واكد الامين العام للامم المتحدة ضرورة quot;دور فاعل ومنهجي لطرف ثالثquot; لتعزيز وقف اطلاق النار في غزة وتسهيل quot;محادثات غير مشروطة وغير محددة زمنياquot; بين القادة الاسرائيليين والفلسطينيين ووضع quot;اطر واضحةquot; لتسوية قضايا الحل النهائي مثل مصير القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين. ودعا سوريا الى quot;مواصلة السياسات التي تبرهن على التزامها بالسلام والاستقرار في جوارها المباشرquot;، في اشارة الى لبنان الذي انسحبت منه القوات السورية العام الماضي بعد وجود استمر ثلاثة عقود. وذكر اسرائيل بان quot;سلاما شاملا لا يمكن ان ينجز بدون اعادة هضبة الجولان الى سورياquot;. وقال في ختام تقريره quot;اغادر منصبي بشعور بالاسف العميق لان السلام لم يتم احلاله في الشرق الاوسط بعدquot;.