واشنطن : اذا قررت الديمقراطية هيلاري رودام كلينتون خوض انتخابات الرئاسة الاميركية في عام 2008 كما هو متوقع فان أكبر قرار استراتيجي تتخذه سيكون كيف تستفيد من احد اقوى موارد حملتها الانتخابية .. زوجها الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون.والرئيس السابق له حضور جذاب على المنبر ويتمتع بغرائز مشحوذة جيدا وقدرات على جمع التبرعات. كما أنه يعرف عيوب اي حملة انتخابية ويمكنه بسهولة اثارة حماس الديمقراطيين للعمل.
لكن دوره يثير أيضا الكثير من الاسئلة هل سيحجب وهجه الشديد زوجته التي تتمتع بحضور أقل توهجا في الحملة. هل سيذكر الناخبين بالفضائح ومساءلته بهدف عزله أم سيذكرهم بسنوات من الاقتصاد الجيد خلال ادارته.كيف يتعلم بيل كلينتون وهو نجم سياسي ومحور دائم للاهتمام التراجع الى الظل ليترك زوجته تحتل صدارة المسرح.
قال ستيفن هيس وهو محلل سياسي في معهد بروكينجز quot;مع بيل كلينتون هناك دائما الجيد والسيء.quot; واضاف quot;لو كنت بيل كلينتون فكيف تعمل دون أن تخنق هيلاري كلينتون.quot;وقال داج شوين وهو خبير في استطلاعات الرأي في البيت الابيض اثناء رئاسة كلينتون ان قدرة بيل كلينتون السياسية المؤكدة تجب كثيرا أي اثار سيئة قد يجلبها لحملة السيدة الاولى السابقة للوصول الى البيت الابيض.
وأضاف شوين quot;اذا قررت السناتور كلينتون خوض انتخابات الرئاسة فان بيل كلينتون سيكون رصيدا استثنائيا بالنسبة لها.quot;وقال quot;انه متقد الذكاء ولديه حس كبير بالتكتيكات. انهما يشكلان معا فريقا استثنائيا. كانت جزءا لا يتجزأ من ادارته وعضو في مجلس الشيوخ لستة أعوام ويتشاركان في فلسفة ديمقراطية وسطية تعد ضرورية للفوز في عام 2008.quot;
وقال هانك شينكوف المستشار الديمقراطي في نيويورك ان لدى سناتور نيويورك شهرة تكفي لتجنب أن يحجبها زوجها عن الضوء في حين أنه قد يكون جامع تبرعات قوي ويقدم لها مشورة خبير.وأضاف شينكوف quot;بيل كلينتون أذكى مستشار سياسي هنا. يفهم الناخبين الامريكيين كما أنه منظم حملات انتخابية لا يكل ويثير حماس الناس.quot;
لكن كلينتون لم يبرأ تماما قط من فضيحة مونيكا لوينسكي في عام 1998 وما ترتب عليها من مساءلة بهدف عزله وتبرئته في محاكمة في مجلس الشيوخ. ولا يزال هو وزوجته هدفا لانتقادات المحافظين.وقال شينكوف quot;من المؤكد أنه سيكون هناك من يركز على المساءلة والمشكلات المرتبطة بقضية لوينسكي. لكن القطاعات الاكثر محافظة بين الناخبين لن تصوت لها (هيلاري) على أي حال.quot;وتقول هيلاري كلينتون انها ستعلن قرارا بشأن مساعيها للوصول الى البيت الابيض بعد الاجازات رغم انها تشكل فريقا للحملة وتجري اتصالات بنشطاء في ولايات رئيسية استعدادا للترشيح.ويتكتم الزوجان مسألة دور بيل كلينتون المحتمل في أي حملة والتي من المؤكد أنها ستكون موضع تدقيق شديد كأي شيء اخر يتعلق بهما.
وقال محللون ان الرئيس السابق قد يقوم بدور بارز وراء الكواليس ويمكن أن يستخدم في جمع التبرعات والظهور على المنبر الموجه لهدف محدد.وسيكون من المحتمل بدرجة أقل أن تؤكد هيلاري كلينتون شراكتهما. واثناء حملته الانتخابية في عام 1992 قال بيل كلينتون لناخبيه انهم سيحصلون على quot;اثنين في واحدquot; بوضعهما معا في البيت الابيض وهي دعوة سرعان ما تم التخلي عنها عندما ثبت أنها غير شعبية.
وقد يكون التركيز بشدة على منجزاته كرئيس عيبا خطيرا بالنسبة لناخبين مهيأين مزاجيا لقيادة جديدة.وانتخاب هيلاري كلينتون في عام 2008 سيضمن 24 عاما متتاليا على الاقل كان فيها لقب رئيس الولايات المتحدة اما كيلنتون أو بوش.وبينما ستدخل هيلاري كلينتون سباق عام 2008 كمرشحة ديمقراطية مفضلة كما تشير استطلاعات الرأي فان السناتور باراك أوباما من الينوي النجم الصاعد قد يكون في وضع من يقدم وجها جديدا للتحدى اذا قرر خوض السباق الشهر القادم.ومن بين القوى الدافعة جزئيا لصعود أوباما رغبة كثير من الديمقراطيين في العثور على بديل جديد لكلينتون التي يخشون من أن تكون مصدرا لاستقطاب مفرط لا يجذب الناخبين المستقلين المطلوبين للفوز في انتخابات عامة.وقال هيس في اشارة الى أوباما quot;هناك كثير من الناس الذين سأموا الوجوه القديمة واذا شئت فان الوجه الجديد هو خصمها الرئيسي.quot;
التعليقات