الحكم بسجن أبي حمزة المصري 7 أعوام


لندن : نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية مقال تحت عنوان quot;تحول رجل دين من طالب يحب الموسيقى الى داعية الى العنفquot;، حول أبو حمزة المصري الذي ادانته محكمة بلندن بتهمة إثارة الكراهية العرقية واستغلال خطبه للتحريض على القتل. وأدانت المحكمة أبو حمزة، الذي كان يعمل خطيبا في مسجد quot;فنزبري باركquot; بلندن، في 11 من اصل 15 تهمة وجهت اليه، ومن بينها حيازة أشرطة مسموعة ومرئية بهدف التشجيع على الكراهية العرقية ووثيقة الغرض منها بلوغ اهداف إرهابية.

ومكث أبو حمزة بالفعل في السجن منذ مايو/ أيار 2004 وهو يعتزم استئناف الحكم. وقال على لسان محاميته إنه quot;سجين العقيدةquot; وإنه quot;يلقى الشهادة ببطءquot;. وتقول الاندبندنت ان ابو حمزة، واسمه الاصلي مصطفى كامل، ولد لعسكري مصري في الاسكندرية، في بيئة مريحة لا تمت للتشدد الديني بصلة، ولما نزل بمطار هيثرو في 1979، كان بعيدا كل البعد عن رجل الدين المتشدد الذي سيدعو الى قتل اليهود ويشبه بريطانيا بالمرحاض.

وتنقل الصحيفة عن أبو حمزة قوله قبل عامين: quot;حلمت بالهجرة الى الغرب ظنا مني انه جنة بوسعك فعل ما يحلو لك فيها، فأنا لم أكن مسلما جيدا.quot; وكان مصطفى كامل مهووسا باللياقة البدنية وكان يرتدي سراويل دجينز وقمصان تي شيرت، كما كان يعمل في مكتب استقبال بفندق في لندن لتمويل دراساته الجامعية. وكان ذلك الفندق الذي التقى فيه فاليري ترافرسو التي كانت أما مطلقة من حي تشيلسي الغني. وتزوج الاثنان عام 1980 وحملت فاليري ابنه محمد، بينما بذل هو مجهودا كبيرا للتوفيق بين دراساته وعمله في الفندق، بل واضاف عملا آخر كحارس في احد الملاهي الليلية. وعند تخرجه من المعهد، تقول الصحيفة، كان اول عمل له الاشراف على الاشغال في اكاديمية ساندهورست العسكرية.

وتقول الاندبندنت : quot;وسواء تعلق الامر بالعنصرية التي عانى منها هو وزوجته وابناؤه ام برغبة دفينة، فتلك هي المرحلة التي بدأ فيها اهتمام الزوجين بالاسلام، حيث بدءا يقرآن القرآن ليلا. وبعد طلاقه عام 1984، زاد ابو حمزة انكبابا على دراساته الدينية وبدأ يحضر اجتماعات دينية في مسجد بستراتفورد شرقي لندن. وتوجه ابو حمزة الى افغانستان للقتال ضد القوات السوفياتية. ويقول انه فقد يديه واحدى عينيه بينما كان يزيل لغما، بينما تقول مصادر امنية امريكية انه كان يحضر قنبلة.

وتنشر الصحيفة الى جانب المقال صور من تنعتهم بـquot;شبكة مسجد فنزبري باركquot;، وهم الجزائري جمال بغال والفرنسي المغربي الاصل زكريا الموساوي الذي يحاكم في الولايات المتحدة وريتشرد ريد الذي حاول تفجير قنبلة كانت في حذائه على متن رحلة جوية ونزار الطرابلسي لاعب كرة القدم المحترف سابقا الذي كان ذهب الى المسجد باستمرار مع ريد. والى جانب هؤلاء الامريكي جيمس جمعة الذي اولاه ابو حمزة مهمة الاشراف على موقع المسجد على الانترنت. وقد اعطى السلطات الامريكية ادلة على كون ابو حمزة يدبر لانشاء معسكر تدريبي في أوريجون. وهناك ايضا فروز عباسي طالب علوم الكمبيوتر الذي حضر معسكرا تدريبيا في افغانستان عام 2001، وأخيرا أبو قتادة الفلسطيني الاصل والذي يطلق عليه quot;سفير تنظيم القاعدة في اوروبا.quot; وكلهم على علاقة بالمسجد الواقع في شمال لندن حسب مصادر امنية.

الحكم
وكانت محكمة quot;أولدبيليquot; قد اسدلت الستار على قضية الأصولي المتطرف مصطفى كامل الشهير بلقب أبي حمزة المصري، إذ قضت بمعاقبته بالسجن سبعة أعوام، بعد أن أدانته هيئة المحلفين في (11) من أصل (15) تهمة منسوبة إليه، يتصدرها التحريض على العنف والإرهاب، فضلا عن ست تهم أخرى تتعلق بالتهديد وممارسة سلوكيات وصفت بأنها تحرض على الكراهية الطائفية، وهي التهم التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة، قد تصدرها المحكمة التي بدأت وقائعها يوم الحادي عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي .

واتفقت هيئة المحلفين على إدانة أبي حمزة المصري بارتكاب إحدى عشرة تهمة من بين الاتهامات الخمسة عشر التي وجهها إليه الادعاء خلال المحاكمة التي أوشكت على فصلها الأخير بإعلان قرار هيئة المحلفين أن أبا حمزة المصري مذنب في ست جرائم للتحريض على القتل من بين تسعة اتهامات وجهت إليه، كما أدين أيضاً في ثلاث تهم أخرى من بين أربعة اتهامات تتعلق بالتحريض، فضلاً عن تهمتين تتعلقان باحتفاظه بوثائق وفيديو يحض على الكراهية .

وجرد أبو حمزة من جنسيته البريطانية إثر اتهامه بدعم الإرهاب في خطب ألقاها في مسجد quot;فنسبريquot; الذي أغلقته شرطة اسكوتلنديارد إثر حملات دهم بالتنسيق مع الاستخبارات البريطانية في كانون الثاني (يناير) عام 2003، كما أعلن تأييده لأسامة بن لادن وهجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 .