ممثل أنان سيسألعن تطبيق القرار الدولي 1559
رود لارسن يُخضع لبنان إلى جردة حساب اليوم

الحوار اللبناني يتأجل من دون نتائج
الياس يوسف من بيروت: يزور لبنان الخميس موفد الأمم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار1559 تيري رود لارسن، وتترقب الأوساط السياسية في بيروت باهتمام كبير نتائج المحادثات التي سيجريها فيه تمهيدا لوضع تقريره المنتظر في منتصف نيسان( أبريل) المقبل.

ويصل الموفد الدولي إلى بيروت في أعقاب جولة واسعة شملت عواصم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، تخللتها جلسة عمل عقدها مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو، وتلتها جولة في منطقة الشرق الأوسط استثنى منها العاصمة السورية دمشق، وذلك بالتزامن مع التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية في الخرطوم، والتي تتطلع الدول الكبرى إلى احتضان منها لموضوع العلاقات اللبنانية السورية وكذلك للحوار اللبناني - اللبناني.

و قد لفت أن زيارة الموفد الدولي للعاصمة القطرية الدوحة أمس تزامنت مع استقبالها وزير الخارجية السورية وليد المعلم الذي نقل رسالة الى أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من الرئيس السوري بشار الأسد، في حضور نظيره القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وبدا أن رود- لارسن سعى الى الحصول على توافق عربي حول ما سيطرحه في تقريره في شأن تطبيق البنود المتبقية من القرار1559 والأفكار التي سيحملها الى المسؤولين اللبنانيين حول نظرته الى السبل الكفيلة مع الحفاظ على الاستقرار الداخلي سياسيا وأمنيا.
تنحية لحود

ولم يعرف بعد ما اذا كان المسؤول الدولي سيلتقي الرئيس اميل لحود المعزول عادة عن الاتصالات الدولية. لكن مصادر مطلعة على تحركه اشارت إلى أن محادثاته في بيروت ستتناول ما توصلت اليه الاتصالات بشأن تنحية الرئيس لحود تطبيقا للقرار 1559 وما اذا كان هناك من مخارج يؤيدها المتحاورون مع الاشارة الى انه تبلغ مواقف متباينة من القادة العرب الذين التقاهم راوحت بين مؤيد لذهابه ومعارض او مؤيد اذا كان هناك من بديل متفق عليه ويتمتع بقدرة تمكنه من قيادة البلاد وفقا للصلاحيات المحددة له في الدستور والمهم ان يجري اي تغيير في حال حصوله بهدوء حرصا على الاستقرار السياسي والامني.

مزارع شبعا
ومن المقرر أن يناقش الموفد الدولي أيضاً ملفات وقضايا ساخنة تتعلق بمواضيع أبرزها ترسيم الحدود ومعالجة ملف مزارع شبعا، ويتوقع ان يكون القرار الذي اتخذه مؤتمر الحوار الوطني الاسبوع الماضي في هذا الخصوص، الأكثر إثارة للجدل بين المسؤولين ورود-لارسن الذي سيتمسك بالعملية القانونية المطلوبة من أجل ان يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ قرار جديد يثبت لبنانية المزارع، توصلاً إلى قرار بتوسيع يوسع انتشار القوة الدولية الى أرض المزارع لتعود سيادتها الى لبنان عند حصول التسوية في المنطقة، او اقناع اسرائيل بالانسحاب منها.

وسيبلغ رود لارسن المسؤولين ان قرار المتحاورين بلبنانية مزارع شبعا لا يبطل ما ورد في تقارير الأمين العام للعام المتحدة كوفي انان المتعاقبة منذ الانسحاب الاسرائيلي في عام 2000 من ان السيادة عليها حاليا هي سورية، ويجب اتباع ما سبق ان طلبه الامين العام من الحكومتين اللبنانية والسورية لاثبات لبنانية المزارع من طريق ترسيم الحدود.

سلاح quot;حزب اللهquot; والفلسطينيين
وفي موضوع نزع سلاح الميليشيات سيسمع رود لارسن لغتين لبنانيتين بشأن سلاح quot;حزب اللهquot; ، ولا سيما بعد موقف الرئيس لحود في حديثه الأخير إلى قناة quot;الجزيرةquot; والقائل بضرورة ابقاء السلاح مع مقاتلي الحزب الى ان يتحقق حق العودة للفلسطينيين إلى بلادهم . في حين يرجح أن يعرب الموفد الدولي عن ارتياحه الى القرار الذي اتخذه مؤتمر الحوار الوطني في شأن السلاح الفلسطيني، وترحيبه بالروزنامة التي وضعها المتحاورون لبت مصير هذا السلاح، مع الاعتراف في الوقت نفسه بصعوبة تحقيق هذا البند من دون مساعدة عربية، علماً أنه بحث في ما يمكن ان تقوم به مصر في هذا المجال خلال مقابلته الرئيس المصري حسني مبارك، وهو يصر باسم أنان على تحديد موعد لتسليم السلاح الى الجيش اللبناني.

ومن المنتظر أن يبحث الموفد الدولي في بيروت موضوع بسط الحكومة سيادتها على كامل أراضيها، وما توصل اليه الحوار بين لبنان وقيادة القوة الدولية في شأن توسيع نطاق عمليات الجيش اللبناني في الجنوب والقوات الأمنية المشتركة اللبنانية.

العلاقات بين لبنان وسورية
ومن الأمور التي سيركز عليها، موضوع العلاقات اللبنانية السورية وضرورة اقامة تمثيل دبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء وتعاون سورية في ما خص ترسيم الحدود وضبطها. وتشدد مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة على أهمية ان يحدد لبنان آليات عمله وبرنامجه الزمني لتنفيذ بنود القرار1559 عبر ما سيؤول اليه الحوار الوطني الذي ستكون مقرراته محور تقرير رود- لارسن . وذلك باعتبار أن الخطوات المتقدمة لبنانيا على هذا الصعيد من شأنها تحسين شروط التقرير الى حد القدرة على جعله ايجابيا بالنسبة الى لبنان الأمر الذي يساعد في التخفيف من حدة الضغوط الدولية عليه ويساهم في تعزيز صدقيته حيال المجتمع الدولي، ما ينعكس ايجابا على البيان الرئاسي المتوقع صدوره عن مجلس الأمن بعد اطلاعه على التقرير.

المحكمة ذات الطابع الدولي
في مجال آخر، يعود مجلس الأمن الى الانعقاد الجمعة او الاثنين المقبل للاستماع الى تقرير انان الذي اعده معاونه للشؤون الامنية نيكولا ميشال، حول ما توصلت اليه الاتصالات بين الجانبين اللبناني والدولي لجهة التصور الذي ستكون عليه هذه المحكمة ذات الطابع الدولي التي سيكون مقرها على الأرجح خارج لبنان للنظر في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري. وسيطلب انان تفويضاً من المجلس لاستكمال المفاوضات مع لبنان حول طبيعة المحكمة ومهماتها.

وذكرت مصادر دبلوماسية لبنانية في نيويورك إن المجلس سيفوض الأمين العام إجراء اتصالات، وربما توقيع بروتوكول أو اتفاق مع الحكومة اللبنانية لوضع الصيغة النهائية للمحكمة .