شهر سيء على برلسكوني سياسيا ورياضيا
المحكمة العليا تكسر الجمود السياسي وتعلن برودي فائزا

روما: على ما يبدو فان شهر نيسان ليس شهر رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلسكوني المفضل. فبعد خسارته في الانتخابات وقيادته المعارضة وحيدا للطعن في نزاهتها ، حيث آثر حلفاؤه عدم المضي في اتهامات التزوير ، فان خسارة فريق ميلان الذي يملكه برلسكوني امس الاول امام فريق برشلونة الاسباني على ارض إيطالية زاد الطين بلة.
فان كان برلسكوني يعتمد على حنكته فان اعتماده على شعبية الفريق الاشهر في ايطاليا لطالما شكلت قاعدة شعبية كبيرة له..والان يجد نفسه يصارع نتائج الانتخابات وينتظر مباراة الإياب في الدور النصف نهائي في دوري ابطال اوروبا لعل فريقه يتمكن من الفوز ويزيل عنه لعنة غضب جماهير كرة القدم..ومن يتابع كرة القدم ، يعلم ما معنى غضب هذه الجماهير.

برودي رئيسا للوزراء


أكدت المحكمة العليا الايطالية أن زعيم يسار الوسط رومانو برودي فاز في الانتخابات العامة التي اجريت الاسبوع الماضي رافضة شكاوى رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني من ان الانتخابات شابتها مخالفات.وأنهى قرار المحكمة جمودا سياسيا استمر أياما وأفسح الطريق أمام برودي لبدء العمل على تشكيل حكومة جديدة من غير المتوقع أن تتولى مهامها قبل النصف الثاني من مايو ايار القادم بسبب تعقيدات دستورية.

وقال تحالف يسار الوسط الذي يتزعمه برودي في بيان بعد قرار المحكمة quot;الشكوك في تزوير الانتخابات والاجواء المسمومة التي أثارتها في الايام القليلة الماضية تصريحات لا يمكن قبولها في بلد ديمقراطي أزيلت.quot;وأضاف البيان quot;حان الوقت الان لطي الصفحة والتفكير في مشكلات البلاد.quot;ورفض برلسكوني التسليم بالهزيمة قائلا انه يأمل ان يظهر فحص بطاقات اقتراع محل خلاف انه فاز في الانتخابات التي اجريت يومي التاسع والعاشر من ابريل نيسان.

وكان قد قال في احدى المراحل ان الانتخابات زورت الا انه تراجع عن تلك التصريحات لاحقا.ولم يدل باي تعليق بعد صدور قرار المحكمة العليا مباشرة لكن وزير الاقتصاد جوليو تريمونتي وهو شخصية كبيرة في حزب ايطاليا الى الامام الذي يتزعمه برلسكوني قال ان تحالف يمين الوسط ليس مستعدا بعد للاعتراف بفوز برودي.الا ان شركاء برلسكوني لا يرغبون جميعهم في اطالة أمد المعركة حول الانتخابات حيث أقر الحزب الديمقراطي المسيحي بالهزيمة وتمنى لبرودي حظا طيبا.
وحول مشروعه السياسي، أعلن رومانو برودي ان مكافحة المافيا ستكون على رأس أولويات هذه الحكومة. من جهة اخرى، لا يمكن لأية حكومة أن تتولى الحكم وتأدية اليمين الدستورية قبل انتخاب رئيس جديد للدولة. وكان رئيس الدولة الحالي كارلو تشيامبي والمتوقع أن يقدم استقالته قد أعلن صراحة ان على الرئيس الجديد للدولة الإشراف على التغيير الحكومي.


وكان الاعلان الرسمي النهائي عن نتائج الانتخابات قد تأخر بسبب استمرار اللجان الانتخابية المختصة في التأكد من نتائج بضعة آلاف من الاصوات. وتنازع على هذه الأصوات كل من ائتلاف يسار الوسط الذي يتزعمه رومانو برودي وائتلاف يمين الوسط بقيادة سيلفيو برلسكوني . وقد قال رومانو برودي، زعيم ائتلاف يسار الوسط الايطالي قبل ثلاثة أيام إنه بدأ بالعمل من أجل تأليف حكومة جديدة على الرغم من quot;عدم اعتراف خصمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته سيلفيو برلسكوني بالهزيمةquot; في الانتخابات التشريعية.
وقالت المحكمة العليا بعد أسبوع من فحص بطاقات اقتراع في شتى انحاء ايطاليا في بيان ان برودي فاز في انتخابات مجلس النواب بفارق 24755 صوتا. وأظهرت النتائج المؤقتة في الاسبوع الماضي فوز برودي بأغلبية اكبر قليلا بلغت 25224 صوتا.ورغم فوز برودي بفارق ضئيل فسيزيد عدد مقاعد تحالفه في مجلس النواب 70 مقعدا على مقاعد تحالف يمين الوسط بفضل قواعد جديدة استحدثها برلسكوني العام الماضي. الا أن الفارق سيكون مقعدين فقط في مجلس الشيوخ.وستشهد ايطاليا وضعا سياسيا انتقاليا يستمر لاسابيع حتى اذا سلم برلسكوني بهزيمته حيث لا يتوقع تنصيب حكومة جديدة قبل النصف الثاني من مايو ايار.

قانون الانتخابات
وكانت حكومة برلسكوني قد ضغطت من اجل تغيير قانون الانتخاب في ايطاليا السنة الماضية حيث اعيد العمل بمبدأ التمثيل النسبي الكامل.
ويشير منتقدو هذا القانون الى ان ذلك يمكن أن يؤدي إلى قيام حكومات غير مستقرة وهو ما تميزت به ايطاليا خلال الفترة التي تلت انتهاء الحرب العالمية الثانية. ويسمح مبدأ التمثيل النسبي الذي ادخله برلسكوني لمن ينال الاغلبية في مجلس النواب بالحكم مهما كانت أغلبيته ضئيلة. وكان برودي قد فاز بفارق خمسة وعشرين ألف صوت حسبما اشارت النتائج الاولية.

وبموجب الدستور الايطالي يكلف رئيس الدولة رسميا الفائز في الانتخابات بتشكيل حكومة.لكن العملية الانتقالية معقدة هذا العام لان ولاية الرئيس الايطالي كارلو ازيليو شيامبي ستنتهي في 18 مايو ايار وهو يريد أن يكلف من سيخلفه رئيس الوزراء الجديد.وسيختار البرلمان الجديد وممثلو الاقاليم خليفة شيامبي يومي 12 و13 مايو.

ودفع الفارق الضئيل الذي حققه برودي كثيرا من الايطاليين الى التساؤل عن مدة استمرار الحكومة الايطالية الجديدة وتشعر الاسواق المالية بالقلق لاحتمال أن يكون برودي ضعيفا بحيث لا يمكنه المضي قدما في تطبيق اصلاحات لا تحظى بتأييد شعبي للتصدي لركود الاقتصاد الايطالي.وبدأت الخلافات تظهر في تحالف برودي الذي يضم قوى تمتد من الكاثوليك المعتدلين الى الشيوعيين حتى قبل أن تصدر المحكمة العليا قرارها بخصوص نتيجة الانتخابات.

ويقول برلسكوني ان برودي لن يتمكن من أن يحكم بمفرده واقترح تشكيل تحالف موسع على غرار ألمانيا يوحد اليمين واليسار جهودهما في اطاره. ورفض برودي هذا قائلا ان لديه أغلبية قوية تكفي لتشكيل حكومة.