بيروت: ناشد رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق سليم الحص اليوم الثلاثاء الرئيس السوري بشار الاسد التدخل شخصيا للافراج عن احد ابرز المعارضين المعتدلين الكاتب والصحافي ميشال كيلو، الذي اعتقل مؤخرا على خلفية توقيعه بيانا صدر عن مثقفين من البلدين يدعو الى quot;تصحيح جذري للعلاقات السورية-اللبنانيةquot;.

وقال الحص في برقية الى الرئيس الاسد نشرت نصها الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية quot;نحن على يقين من انكم وأنت الرئيس المتميز بثقافتك، لا تقبلون باحتجاز مواطن على تفكيره. نرجو تدخلكم في الافراج عن الاستاذ كيلو وعن اي معتقل سياسي آخرquot;.

من جهته، رأى الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتراسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المناهض للنظام السوري، في اعتقال كيلو quot;استمرارا لسياسة النظام القمعيةquot;.

واعتبر في بيان ان توقيف كيلو quot;خطوة في اطار خطوات الاستبداد المعتمدة منذ اعوامquot;. واضاف quot;ليس غريبا على نظام يطبق قانون الطوارئ منذ اربعة عقود (...) ويسعى الى الاطباق على لبنان (...) ان يعتقل كاتبا ومفكرا معتدلا يعبر عن آرائه بحرية وديموقراطيةquot;.

وكان 22 صحافيا وكاتبا لبنانيا وسوريا اعربوا الاثنين في بيان عن quot;ادانتهما المطلقةquot; لاقدام quot;السلطات البعثية في سوريا على توقيف الكاتب والناشط السياسي ميشال كيلو على خلفية نضاله دفاعا عن الخيار الديموقراطي والحريات العامة في سورياquot;.

واعتبر الموقعون ان اعتقال كيلو يؤكد ان quot;لا علاقة سوية بين لبنان وسوريا في ظل التضاد القاتل بين طبيعة نظاميهما ويكذب بالدليل القاطع زعم الزاعمين من اللبنانين ان بالوسع ترميم العلاقات اللبنانية السورية بمعزل عن طبيعة النظام القائم في كل منهماquot;.

وكان عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا اكد لوكالة فرانس برس ان كيلو (57 عاما) quot;اعتقل الاحد على خلفية توقيعه بيان المثقفين السوريين واللبنانيينquot;.

ووقع 274 مثقفا وناشطا وسياسيا سوريا ولبنانيا دعوا في اعلان مشترك الاسبوع الماضي الى تصحيح جذري للعلاقات السورية-اللبنانية بدءا بالاعتراف السوري النهائي باستقلال لبنان ومرورا بترسيم الحدود والتبادل الدبلوماسي بين البلدين.

كما دانت منظمات سورية للدفاع عن حقوق الانسان اعتقال كيلو. وتدهورت العلاقات بين لبنان وسوريا اثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 والذي اتهمت الاجهزة الامنية السورية بالضلوع فيه.

وتلا ذلك انسحاب القوات العسكرية السورية من الاراضي اللبنانية في نيسان/ابريل 2005 بعد وجود استمر 29 عاما تحت ضغط الشارع اللبناني والمجتمع الدولي.