عادل درويش من لندن: تصريحات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس في مؤتمره الصحفي بتفهمه لتحرك نظيره الأسرائيلي ايهود اولمرت لخطة
اقرأ أيضا |
وصول أولمرت الى باريس |
وكان الزعيم البريطاني في مؤتمره الصحفي امس شدد على تفضيله للتوصل الى تسوية اسرائيلية فلسطينية للأنسحاب من الضفة الغربية، والأتفاق على حل ينتهي بمشروعية الدولتين المستقلتين وتأسيس الدولة الفلسطينية، عددا كبيرا من المرات في خطابه في بداية المؤتمر الصحفي مع اولمرت، وفي اجاباته على أسئلة الصحفيين الأسرائيليين والبريطانيين. واختلف تفسير المعلقين. فقد رأت صحف اليمين والوسط، كالديلي تلغراف والتايمز، اللتان التقياتا سويا بالزعيم الأسرائيلي، الذي quot; بدا مغتبطا بعد لقاء ساعتين ببليرquot;، ان بلير تحرك بشكل ملحوظ عن الموقف البريطاني الثابت وهو التأكيد على التوصل الى تسوية عن طريق مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلس
'الفلسطيني والأسرائيلي، الى موقف مقارب من الموقف الأسرائيلي بانه يفضل التوصل لتسوية عن طريق المفاوضات، لكن اخفاق الجانبين في التفاوض في quot; فترة معقولةquot; لايترك مجالا سوى للحل المنفرد والانسحب من جانب واحد الذي طرحه اولمرت. وقارن المراقبون بين تصريحي الرئيس الامريكي جورج بوش، والزعيم البريطاني في هذا الشأن، حيث كان بوش قد وصف اقتراح اولمرت ب quot; الجرأةquot; دون ان يبدي رايا في دعمه او معارضته، بينما ذهب بلير ابعد من ذلك فيما بدا دعما لاولمرت.
لكن صحف اليسار كالغارديان والفينانشيال تايمز، رايت تحركا ايجابيا في موقف بلير، خاصة وان دعمه للزعيم الأسرائيلي كان مشروطا بالسعي للتفاوض عبر كل الوسائل الممكنة، واللقاء برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كما اشار عدد من المعلقين، بما فيهم البي بي سي الى ان اولمرت لايمتلك خطة واضحة لتطبقها بالأنسحاب من الضفة الغربية وانما quot; مجموعة افكارquot; محل الدراسة والتحول الى خطة، مثلما قال محرر شؤون الشرق الأوسط في البي بي سي.
وكان بلير كرر ثلاثة شروط، حث الفلسطينيون على تطبيقها بغية قبول اسرائيل للتفاوض مع الأدارة الحالية لحماس: اولها الأعتراف بحق اسرائيل في الوجود كدولة، وثانيها التخلي عن العنف وفرض السيطرة على الراضي الفلسطينية لمنع المليشيات والجماعات الأخرى من اطلاق صواريخ على اسرائيل؛ والثالثة قبلها، والألتزام بخريطة الطريق التي رسمها الأمريكيون.
وكان بلير كرر في سؤوال للبي بي سي، حول العودة لحدود 1967، او ذكر قرار مجلس الأمن رقم 242 خاصة وانه قرار بريطاني صاغه وزير الخارجية الراحل اللورد كارادون، انها المرة الأولى التي يلتزم فيها رئيس امريكي علنا ورئسميا بتأسيس دولة فلسطينية مستقلة. وبينما قال اولمرت انها المرة الأولى التي تعرض فيه اسرائيل الأنسحاب من 90% من اراضي الضفة الغربية مع تعويض الفلسطينيين، قال بلير انه من الضرورة تعويض الفلسطنيين عن الأراضي التي خسروها بأراضي اخرى. لكن مصادر قريبة من بلير اليوم فسرت تصريحات بلير بانها اداة للضغط العلني على حماس لقبول شروط التفاوض مع اسرائيل، ومساعدة الرئيس عباس في الأستفتاء الذي قدمه للفلسطنيين وموعده 28 الشهر المقبل، بقبول حل الدولتين.
وكانت مجموعة عمالية برلمانية قدمت امس مذكرة مشروع اقتراح ادرج في جدول اعمال مجلس العموم للمناقشة حوا ماعتبروه تصعيدا اسرائيليا لعمليات العنف بقصفها شاطيء غزة الجمعة الماضي مما ادى لمصرع سبعة بينهم نساء واطفال. ومشروع القرار يستهجن القصف الأسرائيلي لشاطيء غزة، واطلاق بعض الفلسطنيين صواريخ على اسشرائيل، ويناشد حماس عدم التخلي عن الهدنة التي التزمت بها لقرابة عامين، وحث اسرائيل على التخلي عن فكرة الحل الأحادي والتوصل لتسوية عن طريق المفاوضات مع الفلسطنيين في اطار قرارات الأمم المتحدة.
والمشروع من صياغة النائب العمالي ريتشارد بيردن ، رئيس المجموعة البرلمانية لفلسطين، وقد وقعه 17 نائب عمالي، وواحد محافظ، وابرزهم السير جيرالد كوفمان، وهو نائب يهودي لبيرالي، كان وزير خارجية سابق في حكومة الظل. وسيظل المشروع مدرجا في اجندة اعمال البرلمان، حتى يوقعه عدد كاف من النواب، وربما يطرح للمناقشة في المجلس او في احد اللجان الفرعية.
التعليقات