سفير المملكة العربية السعودية لدى روسيا الاتحادية:
العلاقات السعودية الروسية تتطور بشكل ارتقائي

موسكو: اعتبر سفير المملكة العربية السعودية لدى روسيا الاتحادية محمد حسن عبد الولي إن العلاقات الثنائية بين السعودية وروسيا -
أكبر مصدرين للنفط في العالم - شهدت تطورا ارتقائيا خلال السنوات الست الأخيرة، مسجلة تميزا ومحققة الانجازات على صعيد الاقتصاد العالمي الذي يتأثر بالسياسة الاقتصادية الدولتين. وقال عبدالولي إن مسألة الشيشان تعتبر قضية روسية داخلية بحتة، وليس للملكة أية علاقة بها. وأكد سعي المملكة إلى تحقيق علاقات استراتيجية مع روسيا. جاءت تصريحات عبد الولي خلال مقابلة صحافية بثتها وكالة نوفوستي بمناسبة انتهاء فترة عمله في موسكو، وفيما يلي نص الحديث:

سؤال: ما هي أهم الإنجازات التي تحققت في العلاقات الروسية السعودية في أثناء فترة عملكم سفيرا للمملكة في روسيا؟
جواب: منذ وصولي إلى موسكو قبل 6 سنوات بصفتي سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى روسيا الاتحادية لمست أن العلاقات السعودية الروسية أصبحت تتطور بشكل ارتقائي. وتحقق ذلك بفضل رغبة القيادتين السعودية والروسية اللتين أدركتا أهمية التعاون بين البلدين سواء على المستوى الثنائي أو على الساحة الدولية. وأود القول إن كل طرف أدرك أهمية الطرف الآخر، وتعزز مستوى الثقة بين البلدين مما أضفى طابعا إيجابيا على الحوار الثنائي. وترك الجانبان فترة المهاترات الإعلامية التي تميزت بها تلك الفترة، وخاصة ما كانت تردده بعض وسائل الإعلام في موسكو التي اتهمت المملكة بالسعي إلى التدخل في قضايا منطقة شمال القوقاز. وثبت فيما بعد أن كل ذلك لا يمثل الدور السياسي للسعودية التي لم تسع في يوم من الأيام للحصول على موطئ قدم في شمال القوقاز. وأوضحنا هذا الموقف أكثر من مرة. وأكدت الرياض مرارا على أن مسألة الشيشان تعتبر قضية روسية داخلية بحتة، وليس للملكة أية علاقة بها.

وتعزز التفاهم المشترك بين البلدين بعد أن ساد جو الثقة في العلاقات بينهما فشكلا اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والتقني، وأسسا مجلس الأعمال الروسي السعودي. كما بدأ التعاون بين البلدين في المجال الفضائي حيث أطلقت السعودية بمساعدة روسيا عددا من الأقمار الاصطناعية إلى المدار. كما أقام البلدان تعاونا وثيقا في المجالات التجارية والاقتصادية والأمنية والإعلامية. وسيوقع البلدان قريبا اتفاقية حول تفادي الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات.

وتوج الاتصالات بين البلدين بقمة سعودية روسية عقدت في أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (كان في وقتها وليا للعهد) إلى روسيا في شهر سبتمبر 2003.

سؤال: ما هو المجال الذي ترونه مميزا في العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية؟
جواب: مما لا شك فيه أن السعودية وروسيا دولتان تملكان إمكانيات وطاقات اقتصادية كبيرة على مستوى العالم. ويتأثر الاقتصاد العالمي بالسياستين الاقتصاديتين للسعودية وروسيا بصفتهما أكبر مصدرين للنفط في العالم. ولهذا فان البلدين يتعاونان في هذا المجال بهدف إضفاء طابع الاعتدال على سياستيهما، وإرضاء المنتجين والمستهلكين - أي من أجل منع صعود الأسعار بشكل مصطنع يؤثر سلبيا على المستهلكين، أو انخفاضها إلى المستوى الذي يلحق ضررا بالمنتجين. ولا بد من القول إن التوازن في هذه المسألة لفترة طويلة يصب في مصلحة الاقتصاد العالمي بشكل عام. ومن الواضح أن البلدين مهتمان بأن يكون دورهما في قضايا الاقتصاد العالمي مثمرا وبناء ومقبولا بالنسبة لجميع بلدان العالم.

وأعتقد أن تعاون البلدين في مجال الطاقة سيستمر في المستقبل لأنه يعتبر بمثابة المحرك بالنسبة لتطوير الاقتصاد العالمي. كما سيعمل الجانبان على تنفيذ مشاريع مشتركة في هذا المجال الحيوي. وأود أن أشير - على سبيل المثال - إلى العقد الضخم الذي وقعته شركة quot;لوك أويلquot; الروسية التي تعتبر من كبريات الشركات في العالم للتنقيب عن الغاز في منطقة الربع الخالي في المملكة العربية السعودية.

سؤال: كيف تنظرون إلى آفاق العلاقات بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية؟
جواب: لقد قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قبل أكثر من سنتين إن المملكة تسعى إلى تحقيق علاقة إستراتيجية مع روسيا الاتحادية. ونلمس رغبة أكيدة لدى القيادتين السعودية والروسية في بناء علاقات شراكة حقيقية بين البلدين. ويجب علينا من أجل تحقيق هذا الهدف أن نقوم برفع مستوى التعاون التجاري المنخفض حاليا، والذي لا يتناسب مع القدرات الاقتصادية التي يتمتع بها البلدان. ومن الضروري أيضا أن يضع الجانبان هدفا من أجل الوصول إليه - أي وضع خطة للوصل بحجم التبدل التجاري والاقتصادي بينهما إلى 2-3 مليار دولار في فترة 3-4 سنوات على سبيل المثال لكي يكون الحديث عن الشراكة الإستراتيجية ممكنا.

ومن المعروف أن للمملكة العربية السعودية علاقات تجارية وطيدة مع البلدان الغربية واليابان والصين. وتعتبر روسيا بالنسبة للقطاع الخاص السعودي شريكا تجاريا جديدا، ولهذا فان من المهم أن يسعى الجانبان إلى التوصل إلى فهم متبادل، وإلى إزالة الحواجز المصطنعة، وتوسيع الترويج للبضائع الروسية في المملكة والسعودية في روسيا.

وفي ختام المقابلة أعرب سفير المملكة العربية السعودية لدى روسيا الاتحادية محمد حسن عبد الولي عن اعتزازه بالفترة التي قضاها في موسكو (أكثر من ست سنوات). وذكر أن عمله في موسكو ترك لديه الكثير من الانطباعات الإيجابية عن روسيا والشعب الروسي والعلاقات الاجتماعية مع المواطنين الروس.

*من يوري زينين - وكالة نوفوستي