عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: رفع القاضي عبد الله علوش العامري جلسة محاكمة صدام وستة من ابرز مساعدية في قضية الأنفال الى يوم غد بعد ان تم الاستماع لشاهدين هذا اليوم هما رجل وامراة من ضحابا حملات الانفال في كردستان العراق. وشهدت جلسة اليوم سجالا بين فريق الدفاع عن المتهمين مع القاضي حيث طلبوا منهمراعاة وضعهم الوظيفي بعدم مواصلة جلسات المحكمة بشكل يومي. وهددوا بمقاطعة جلسات المحكمة اذا استمرت الجلسات متتالية لارتباطهم بقضايا اخرى. ورد القاضي بانه لايستطيعتخصيص الجلسات وفقا لاوقات المحامين.وسال احد المحامين القاضي هل انتم مطالبون بحسم القضية بوقت معين؟ وربط المحامون بين مغادرة المحامين العرب يوم امس واستمرار جلسات المحكمة دون توقف. لكن القاضي رد بان المحامين العرب هم غادروا بانفسهم وانهم لم يحضروا معهم موافقة نقابة المحامين العراقيين حسب مايقتضي القانون العراقي. واصر على ان مشاركتهم استشارية فقط.

وقبل انتهاء جلسة اليوم اخبر القاضي فريق الدفاع بان المحكمةستستمر في الاستماع لبقية الشهود الذين حضر منهم سبعة ثم يعلن بعد ذلك التاجيل وفقا لوقتهم وهو مالقي ترحيبا من المحامين. ومن المرجح ان تستمر الجلسات ليومين اخرين قبل التأجيل.

وتختلف جلسات هذه القضية بسيطرة القاضي عبد الله علوش العامري على وتيرتها وعدم السماح لاحد من المتهمين او المحامين او اتلمدعين بالحديث بدون موافقته او طلب الاذن من المحكمة خلافا لما ساد جلسات قضية الدجيل من مشادات كلامية تخلل بعضها تبادل الاتهامات والسباب. كما ان غياب الاخ غير الشقيق عن هذه القضية كمتهم اضفى هدوءا واضحا عليها بعد ان عرف بمشاكساته في جلسات القضية السابقة.

ومر الجزء الاول من الجلسة الثانية بهدوء من قبل المتهمين والمحامين والقضاة والمدعين. ولم يكن مثل الجلسة الاولى يوم امس التي اتسمت بمشادات بين الادعاء العام والمحامين وبينه وبين صدام حسين الذي هدد ممثل الادعاء بانه سيطارد داخل المحكمة وخارجهامن يتهمه بحصولحالات اغتصاب اثناء فترة حكمه.واستمع الجميع اليوم الى افادة المشتكي الاول في القضية الذي تحدث عن تعرضه وسكان قريته لقصف كيمياوي تسبب بفقد بصرهم مؤقتا وحجزهمز لكن فريق الدفاع شكك في افادة المشتكي مرجحين تلقينه اياها خاصة قوله انهم تم قصفهم لانهم اكرد وانهم لاقوا عناية من ضابط كردي وخشونة من ضابط عربي وفقا لرد الرئيس السابق صدام حسين المتهم الاول في القضية.

وحسباقوال المشتكي الاول في قضية الانفال علي الشيخ مصطفى فانه وعدد من ابناء قريته تعرضوا لقصف بالطائرات في عصر يوم من عام 1987 عقب عودتهم للقرية مع ماشيتهم. واوضح المشتكي الذي كان يتحدث الكردية انهم فقدوا البصر مؤقتا بعد الام حارقة في عيونهم بعد ان شموا رائحة اشبه بالتفاح المتعفن او الثوم بعد مشاهدتهم طائرات عراقية قصفت القرية لم يسمع صوت قوي اثر قصفها او انفجارات قوية. واضاف انه ومن معه من ابناء قريته في شقلاوة بكردستان العراق تم اعتقالهم وعزلوا عن نسائهم ثم تم توزيعهم على منازل في مناطق اخرى بعد التاكد من هوياتهم.

وقال ان القوات العسكرية العراقية قصفت قراهم عدة مرات بطائرات مختلفة من بالقنابل العنقودية. مشددا على ان القصف استهدفهم لكونهم من الاكراد فقط

وهو المشتكي الاول في هذه القضية التي تم تحضير محو 1100 مشتك وشاهد فيها اضافة الى ثمانية اطنان من الوثائق المتعلقة بالقضية. ولن يتسع الوقت للاستماع لجميع افادات المشتكين والشهود اذ سوف يتم انتقاء عددا منهم وفقا لمصادر في المحكمة الجنائية العليا تحدثت أمس لوسائل اعلام محلية.

وكانت استؤنفت اليومجلسات محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وستة من ابرز معاونيه في قضية الانفال التي اوقعت 182 الف قتيل معظمهم من النساء والاطفال في الفترة بين 1987 و 1989. وبدات الجلسة مغلقة من اجل اداء القسم لموظفي هيئة المحكمة والمترجمين لغرض الترجمة الصحيحة.. ثم استؤنف بثها عبر الاثير بشكل غير مباشر.

وتحدث في جلسة اليوم وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم الذي قال أنه شارك في احدى حملات الانفال منفذا الاوامر بحذافيرها وقتئذ. واوضح ان الجيش العراقي كان يقاتل قوات البيشمركا والجيش الايراني وانه تلقى تقريرا من الحكومة العراقية يكشف عن مخطط ايراني لاحتلال مناطق في كردستان العراق من اجل ضرب سدي دربندخان ودوكان لاغراق العاصمة بغداد والمناطق الجنوبية. وقال الفريق سلطان هاشم الذي شغل منصب وزير الدفاع في الحرب الاخيرة، انهم كانوا يقاتلون جيشا ينقصه الدروع والطائرات في وصفه لقوات البيشمركا الكردية. وتبرأ من اي عمليات استهداف للابرياء. ولم يتطرق هاشم للقتلى من الاطفال والنساء الذي تم العثور عليهم في مقابر جماعية. وتحمل الحكومة العراقية المنظمات الكردية وفقا لوثائق تم العثور عليها في التسعينات وعقب سقوط النظام العراقي عام 2003 علي حسن المجيد المسؤولية الاكبر في ايقاع العدد الاكبر من الضحايا الاكراد.
وأصدرت الحكومة العراقية اليوم بيانا حول محكمة الأنفال وصلت نسخة لايلاف منه جاء فيه:

quot; يمثل الدكتاتور صدام حسين وستة من اعوانه امام المحكمة الجنائية العليا لمقاضاته على مجازر laquo;الانفالraquo; التي ارتكبها ضد ابناء شعبنا الكردي بين عامي 1987 و1988 وراح ضحيتها اكثر من 180 الف مواطن،عدا هدم اكثر من خمسة الاف قرية كردية في هذه الحملة الدموية المشؤومة، وهذه هي القضية الثانية بعد مجزرة الدجيل التي راح ضحيتها 148 مواطنا في عام 1982 ضمن لائحة الاتهام الموجهة للطاغية واعوانه التي تعج بقضايا جرائم المقابر الجماعية والحروب الحمقاء واغتيال المراجع وعلماء الدين والنخب الفكرية والثقافية والانتهاكات المروعة ضد ابناء الشعب العراقي، وخلفت وراءها مئات الالاف من الضحايا والمشردين والمهجرين.

لقد ارتكب صدام واعوانه مجازر الانفال بدم بارد ضد المدنيين العزل، ودفن عشرات الالاف منهم في المقابر الجماعية، لا لشيء سوى انهم ينتمون الى القومية الكردية، بما فاق الجرائم التي ارتكبها النازيون والفاشيست خلال الحرب العالمية الثانية، وهي ليست غريبة على سجل النظام البائد الذي اعتمد نهجا قمعيا عدوانيا لم تسلم منه اي شريحة او مكون من مكونات الشعب العراقي.

اننا في الوقت الذي نعتبر فيه هذه المحاكمة محاكمة لحقبة مظلمة من تاريخ العراق، فانها تشكل خطوة اساسية لتحقيق العدالة بما يشكل بعض العزاء والارتياح لعوائل الضحايا وهم يرون الدكتاتور يحاسب على ماارتكبت يداه من جرائم ومجازر. نجدد تاكيدنا على ان تعكس هذه المحاكمة وجه العراق الجديد وقضاءه العادل والنزيه والمقتدرquot;.