إقرأ أيضا

تأجيل محاكمة صدام وأعوانه إلى 15 مايو
برزان للمحكمة: نحن لا نقتل الناس بل نعدمهم

تأجيل محاكمة العراقية المتورطة في تفجيرات فنادق عمان

استئناف محاكمة صدام وانفجار في بغداد

السليمانية (العراق): قدم عدد من اعضاء منظمات غير حكومية ومسؤولون وكتاب وصحافيون في السليمانية على بعد 330 كيلومترا شمال بغداد، روايات وشهادات عن حملة الانفال التي شنها النظام العراقي السابق ضد الاكراد.ففي الذكرى الثامنة عشرة لهذه الحملة، اكد عدد من الشهود ان السلطات خططت لها بعناية ونفذتها بدقة وكانت منهجية مما يسمح بملاحقة مرتكبيها بتهمة الابادة.وقالت امرأة نجت من الحملة quot;حدث ذلك في ايار/مايو 1988 وكنا نستعد للاحتفال بعيد الفطر عندما غزا الجيش قريتنا في منطقة اربيل ودمر كل شيء في طريقه ودفع السكان الى الفرارquot;.

وهذه واحدة من الشهادات التي جمعها عدلات اوميد من مركز الانفال في اربيل المنظمة غير الحكومية، عن حملة القمع التي ادت الى مقتل اكثر من مئة الف شخص في شمال العراق، ويفترض ان يحاكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وستة متهمين آخرين عليها بتهمة quot;الابادةquot;.واكدت الشهادات والروايات ان حملة الانفال تم التخطيط لها وتنفيذها بدقة.وشملت الحملة ثماني عمليات استمرت كل منها اسبوعين من شباط/فبراير الى ايلول/سبتمبر 1988 وبحسب سيناريو واحد.

وقال عدلات quot;في كل مرة كان يغزو فيها الجيش قرية كان يجمع العائلات الكبيرة ثم يفصل الاطفال عن الامهات والآباء ويرسلهم الى معسكرات كبيرة ليموتوا من البرد والعنفquot;.ويضيف الكاتب مالا ساخي انه بعد اخلائها من سكانها كانت quot;المناطق المحظورةquot; تقصف، والضرب quot;لم يكن يوفر شيئاquot;.

وكشفت روايات اخرى ان بعض القرى قصفت ودمرت باسلحة كيميائية. وتحدثت شهادات اخرى عن عمليات نهب على نطاق واسع واعدامات جماعية وقرى تم محوها من الخارطة.اما قصف حلبجة بالغازات الكيميائية والذي اسفر عن سقوط خمسة آلاف قتيل في 16 آذار/مارس 1988 فهو حالة منفصلة ولا يندرج في اطار حملة الانفال.

وتم التخطيط لحملة الانفال عام 1987 بعد اسبوعين من تعيين صدام حسين لابن عمه علي حسن المجيد رئيسا لمكتب شؤون الشمال في مجلس قيادة الثورة الهيئة القيادية للنظام السابق.وجرت الحملة ردا على هجمات المقاتلين الاكراد (البشمركة) الذين سيطروا خلال الحرب ضد ايران على بعض المدن بدعم من حرس الثورة الاسلامية.وتولى علي حسن المجيد الملقب quot;بعلي الكيماويquot; والذي كلفه صدام حسين اعادة المنطقة الى سيطرته، تحديد quot;المناطق المحظورةquot; في كردستان حيث اعتبر كل السكان متمردين.

وقالت الناشطة الكردية غلالة عزيز انها لم تكن عمليات لمكافحة التمرد بل quot;حملة ابادةquot;، مؤكدة ان quot;هدفها كان تدمير ثقافتناquot;.واضافت ان quot;فصل الامهات عن ابنائهن ونقل السكان خارج القرى وتجميعهم في معسكرات لا علاقة له بعملية عسكريةquot;.وتحدث مسؤول ادارة التعاون في محافظة السليمانية جمال عزيز عن 182 الف مفقود كردي، لكن العدد الاكثر واقعية هو مئة الف.

واعتمد عزيز على وثائق لمخابرات صدام حسين تمت مصادرتها بعد التمرد الكردي على بغداد عام 1991 .وقال quot;صادرنا اطنانا من الوثائق اخفيناها بعد ذلك وتسمح لنا اليوم بكتابة تاريخ هذا النظام الوحشيquot;.وهذه الوثائق اتاحت لمنظمة quot;هيومن رايتس ووتشquot; للدفاع عن حقوق الانسان المتمركزة في الولايات المتحدة اعداد تقرير مفصل عن حملة الانفال عام 1993.