الهاشمي بلندن اليوم لبحث الاوضاع العراقية مع بلير
طالباني لن يبحث بدمشق الاكراد وانما المتسللين
واوضح ان زيارة الطالباني هي الاولى من نوعها التي يقوم بها رئيس عراقي لسوريا منذ 26 عاما. وقال ان الملف الامني بكل تفاصيله سيبحث خلال الزيارة ومن ضمنه الطلب من سوريا مساعدة العراق في منع تسلل المسلحين عبر حدودها اليه بالاضافة الى تسليم المطلوبين العراقيين من رموز النظام السابق من القيادات البعثية الذين يقيمون على الاراضي السورية والمتهمين بمساعدة العمليات الارهابية في العراق ماديا وتسليحيا.
واوضح ان هناك اشارات من سوريا بان مباحثات طالباني والاسد ستكون ايجابية وان دمشق جادة في دعم العملية السياسية في العراق ومساعدته امنيا. وردا على سؤال حول تقارير اشارت الى ان اقليم كردستان يمكن ان يستوعب عمالا سوريين كانوا يشتغلون في لبنان اشار عثمان الى امكانية حدوث ذلك نظرا للمشاريع الكثيرة التي تنفذ فيي الاقليم.
زيباري والمعلم يوقعان في بغداد على اتفاق اعادة العلاقات بين العراق وسوريا |
وكانت دمشق وبغداد قررتا اعادة فتح سفارتيهما بعد ان اعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيره السوري وليد المعلم في بغداد في الحادي والعشرين من الشهر الماضي اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد انقطاع دام حوالي ربع قرن.
وعادة مايتهم مسؤولون عراقيون واميركيون سوريا بتسهيل عمليات عبور المسلحين العرب الى الاراضي العراقية لتنفيذ اعمال ارهابية لكن المسؤولين السوريين يؤكدون انهم يتخذون الاجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات التي يعزوها الى طول الحدود الذي يصل الى 600 كيلومترا.
وقد تميزت العلاقات بين البلدين الجارين وعلى مدى العقود الخمسة الماضية منذ تسلم حزب البعث زمام السلطة في دمشق وبغداد عام 1963 بارتباطها بالعلاقات بين اجنحة هذا الحزب الذي اسسه عام 1947 في دمشق كل من ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار. ففي خمسينيات القرن الماضي وعقب حركة 14 تموز (يوليو) عام 1958 في العراق التي قضت على النظام الملكي وجاءت بنظام حكم ميال لليسار كانت سوريا جزء من الجمهورية العربية المتحدة التي ضمت ايضا مصر. وكان حزب البعث السوري قد حل نفسه واصبح جزءا من النظام السياسي الذي قاده من القاهرة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر.
وبعد نجاح حزب البعث العراقي في القضاء على نظام عبدالكريم قاسم في انقلاب 8 شباط (فبراير) عام 1963 الدموي وانهيار دولة الوحدة وتسلم البعثيين السلطة في دمشق بعد شهر واحد بالضبط تحسنت العلاقات بين سوريا والعراق تحسنا ملحوظا. الا ان الحكم البعثي في العراق سرعان ما تصدع نتيجة صراع داخلي بين جناحيه المدني والعسكري. وقد اصطلح على تسمية الجناح الاول بـquot;بعث اليسار او quot;جماعة سورياquot;quot; بينما سمي الآخر بـquot;بعث اليمين.quot;
وبلغ هذا الصراع اشده في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1963 وفي الثالث عشر منه حيث حلت القيادة القومية للحزب (والتي كان مركزها دمشق) قيادة العراق وتولت حكم البلاد حكما مباشرا. الا ان هذا الحال لم يدم طويلا حيث انقلب ضباط الجيش العراقي من القوميين على البعثيين في الثامن عشر من تشرين الثاني (اكتوبر) واقام حكما عسكريا برئاسة عبدالسلام عارف.
وفي شهر تموز عام 1968 نجح الجناح العسكري اليميني من حزب البعث من ترتيب انقلاب في العراق اطاح بحكومة عبدالرحمن عارف (الذي جاء للحكم بعد مقتل شقيقه عبدالسلام اثر حادث طائرة عام 1965). وكان هذا الجناح يمثله عناصر مثل احمد حسن البكر (الذي اصبح رئيسا للبلاد) وصدام حسين (الذي سرعان ما اصبح نائبا للبكر والشخص القوي في العراق) وحردان التكريتي (الذي اصبح قائدا للجيش). وبدأت الخلافات بين الجناحين السوري (quot;اليساريquot;) والعراقي (quot;بعث اليمينquot;) بالظهور الى السطح بشكل جلي بعد ذلك بقليل وخصوصا بعد تسلم حافظ الاسد لمقاليد الامور في دمشق عام 1970.
وبعد تسلم صدام حسين رئاسة الجمهورية رسميا في العراق عام 1979 وشنه الحرب على ايران في السنة التي تلتها اختارت سوريا الوقوف الى جانب طهران في الحرب مما ادى الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1982 بعد ان اتهم العراق سوريا بتهريب الاسلحة الى العراق عن طريق سفارتها ببغداد. واستمرت العلاقات بين البلدين متوترة وزادت توترا بعد ان قررت الحكومة السورية المشاركة في القوات الدولية التي حررت الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991.
ولكن العلاقة تحسنت نسبيا وحصل تقارب بين النظامين الحاكمين في بغداد ودمشق ابان الفترة التي فرضت فيها العقوبات الدولية على العراق، حيث اتهم السوريون بالقيام ببيع النفط العراقي وتهريب البضائع الى العراق. وبعد الحرب الاميركية في العراق عام 2003 والاطاحة بنظام صدام حسين لجأ الكثير من قادة وكوادر حزب البعث العراقي الى دمشق. ويتهم الاميركيون الحكومة السورية بمساعدة هؤلاء اوالتغاضي عنهم في تنظيم وادارة جزء على الاقل من quot;المقاومةquot; العراقية للقوات الاميركية. واتهم مستشار الامن القومي موفق الربيعي قبل ايام سوريا بايواء زعيم منظمة انصار السنة الارهابية المطلوب للعراق.
الهاشمي في لندن اليوم لبحث الاوضاع العراقية مع بلير
يصل نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي اليوم الاحد الى لندن في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام يبحث خلالها مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اخر التطورات السياسية والامنية في العراق وخاصة الاستراتيجية الاميركية الجديدة في هذا البلد. وابلغ quot;ايلافquot; اليوم مصدر مقرب من الهاشمي وهو الامين العام للحزب الاسلامي العراقي السني احد المكونات الثلاثة لجبهة التوافق ان المسؤول العراقي سيجري يومي الاثنين والثلاثاء اجتماعات مع كبار المسؤولين البريطانيين يتقدمهم بلير ووزيرة خارجيته ماركريت بيكت لبحث تطورات الاوضاع الامنية والسياسية في العراق والوجود البريطاني العسكري في العراق. واشار الى ان مباحثات الهاشمي في لندن ستتناول ايضا الاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق التي اعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس الماضي.
واشار المصدر الى ان الهاشمي سيلتقي في لندن ايضا مع عدد من الشخصيات السياسية والاعلامية المقيمة في بريطانيا للاستماع الى ارائهم مواقفهم من الاحداث الجارية في العراق وخاصة بعد الاحتقان الطائفي الذي اثارته ملابسات اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وتأتي زيارة الهاشمي الى لندن بعد زيارة مماثلة قام بها الى واشنطن حيث عقد اجتماعا في الحادي عشر من الشهر الماضي اجتماعا مع بوش وبحث معه الاوضاع في العراق.
ومعروف ان لبريطانيا حوالي 8 الاف عسكري يتمركزون في جنوب العراق قتل منهم 115 عسكريا تلقي لندن مسؤولية ذلك على مليشيات مسلحة تقول انها تنفذ عملياتها بدعم ايراني حيث تنوي الحكومة البريطانية تخفيض قواتها في العراق في ايار (مايو) المقبل الى 4550 عسكريا. واوضح المصدر ان مباحثات الهاشمي في لندن ستتناول ايضا الوجود العسكري البريطاني في العراق والتدخلات الايرانية في شؤونه على ضوء المعلومات التي ترشحت في هذا المجال اثر اعتقال ايرانيين بينهم دبلوماسيون في بغداد واربيل قبل ايام.
وقد ذكرت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; ان القوات الأميركية عثرت أثناء هجوم على مقر مسؤول إيراني في بغداد على خرائط لأحياء في العاصمة في خطة تستهدف تهجير السنة من بغداد. ونقلت الصحيفة عن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان الرئيس بوش لاحظ زيادة في نشاط الإيرانيين في العراق. وكانت القوات الأميركية ألقت القبض على خمسة دبلوماسيين إيرانيين في اربيل وهي العملية الثانية بعد ان اعتقلت قبل أسبوعين أربعة إيرانيين في دار ضيافة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس الائتلاف العراقي الموحد الحاكم.
وقبيل مغادرته بغداد متوجها الى العاصمة البريطانية قال الهاشمي إن القسم الاكبر من ألوف العراقيين الذين قتلوا في العام الماضي من العرب السنة الذين ينتمي اليهم مضيفا انهم ضحايا quot;التطهيرquot; العرقي على أيدي الميليشيات التي تطردهم من بغداد. واضاف ردا على سؤال حول الارقام التي تشير الى احتمال مقتل حوالي 23 ألف مدني ورجل شرطة في أعمال العنف في العام الماضي إنه لا يستطيع تأكيد هذه الارقام لكنه لا يشعر بالدهشة ازاءها واوضح أن بامكانه القول ببساطة إن غالبيتهم من السنة. وقال ان هناك عمليات تطهير متواصلة ومستمرة في بغداد لطرد كل السنة منها منذ 22 شباط (فبراير) الماضي حين تم تفجير الامامين العسكريين لدى الشيعة في مدينة سامراء شمال بغداد.
واشار الهاشمي الى ان الصدريين وهم الكتلة التابعة لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر شركاء في الحكومة وفي مجلس النواب وحتى في مجلس الامن الوطني. وقال ان لديهم هذه الميليشيا وهم لا يخفون أنها تنتمي اليهم حيث أنها جزء من منظمة الصدر.وأكد أن هذا قد يكون حجر العثرة الذي يعوق رئيس الوزراء نوري المالكي عن اتخاذ قرارات صعبة والتصدي للميليشيات كما يتصدى للارهابيين كما ابلغ وكالة رويترز. واضاف انه قد ان الاوان للفصل بين هذه الاشياء فأي شخص مشارك في العملية السياسية ينبغي أن يلتزم بالممارسات والانشطة السلمية وإلا فيجب معاملته مثل أي عصابة أخرى خارجة على القانون. واوضح أنه اذا احتاج العراقيون بقاءهم ستة أشهر يتعين أن يبقوا ستة أشهر واذا احتاج العراقيون بقاءهم لمدة عام يتعين أن يبقوا لمدة عام. واوضح ان العراقيين سيعتمدون خلال فترة قادمة بشكل أساسي على قوات التحالف الى أن تكون لديهم قوات مسلحة وطنية ومؤهلة.
التعليقات