بروكسل، الخرطوم: تظاهر حوالى 500 شخص يتقدمهم ناجون من الابادة الرواندية اليوم الاحد في بروكسل لجذب الانتباه لمصير سكان دارفور بغرب السودان. وخلال هذه التظاهرة الصامتة، تجمع المتظاهرون حول مقر المفوضية الاوروبية عشية اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي حول دارفور.وقال السناتور البلجيكي الذي نظم التظاهرة الان ديتيش quot;ما نريده هو ان تتحرك اوروبا وان تكون اكثر فاعلية في دارفورquot; مضيفا ان الازمة في دارفور quot;تشكل اليوم اسوأ ماساة في العالم، ولا نريد ان تكرر المآسي التي وقعت في رواندا او البوسنةquot;.وشارك في التظاهرة احزاب سياسية وجمعيات ومنظمات غير حكومية.

والنزاع في دارفور، المنطقة الصحراوية الواقعة غرب السودان، بين المتمردين والميليشيات المدعومة من الجيش السوداني اوقع اكثر من 200 الف قتيل وتسبب بنزوح اكثر من ثلاثة ملايين شخص منذ العام 2003.وقد ارسل الاتحاد الاوروبي قوات الى دارفور عام 2004 لكن المهمة فشلت في وقف العنف فيما تقاوم الخرطوم الضغوط التي تمارس عليها للموافقة على ارسال 20 الف عنصر من الامم المتحدة الى هذه المنطقة.وسيسعى وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي ال27 الاثنين الى ايجاد سبل مواصلة تمويل قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في انتظار تشكيل بعثة مشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة الذي يمكن ان يستغرق ستة اشهر.كما ينتظر وصول خبراء ايضا الاثنين الى بروكسل لعقد مؤتمر يخصص لسبل التوصل الى اتفاق سلام شامل في دارفور.

متمردو دارفور يتهمون الحكومة السودانية باستئناف القصف الجوي

إلى ذلك اتهمت مجموعة متمردة اليوم الاحد الحكومة السودانية باستئناف القصف الجوي في غرب دارفور منتهكة بذلك اتفاق وقف اطلاق النار الذي رعاه الاميركيون.وقال هارون احمد هاران وهو مسؤول من فصيل منشق عن حركة تحرير السودان ان quot;طائرة انطونوف قامت بست طلعات امس السبت والقت ب 21 قنبلة في غضون 45 دقيقة على قرية عين سيرو في شمال كتم بولاية شمال دارفورquot;.واضاف هاران الذي كان يتحدث عبر الهاتف من شمال دارفور ان سبعة اشخاص عل الاقل اصيبوا ونفقت مواشي من جراء القصف الذي استهدف بئرا للمياه كان الرعاة تجمعوا حوله مع قطعان الماشية.واضاف ان قرية كومرا المجاورة تعرضت كذلك لغارة جوية امس الاول الجمعة ولكنه لم تتوفر لديه معلومات عما اذا كان هذا القصف اسفر عن سقوط ضحايا ام لا.ولم يتسن تاكيد هذا القصف من مصدر مستقل ولكن مجموعات متمردة اخرى اكدت وقوعه.

ونفى متحدث باسم الجيش السوداني في تصريح لصحيفة الايام السودانية نشرته اليوم الاحد قيام الجيش بعمليات قصف جوي في دارفور.وقال المتحدث quot;اننا ملتزمون باحترام كل بروتوكولات وقف اطلاق النار التي وقعت مع كل حركات (التمرد) في دارفور وكذلك بالاتفاق الذي يحظر اي طلعات جوية عسكرية في الاقليمquot;.واضاف ان quot;الوضع الامني هادىء في جميع انحاء دارفورquot; مؤكدا انه quot;ليست هناك معلومات عن اشتباكات بين القوات الحكومية وحركات دارفورquot;.وكانت الحكومة والمجموعات المتمردة في دارفور اتفقت هذا الشهر على وقف اطلاق نار لمدة 60 يوما. وتم هذا الاتفاق برعاية محافظ ولاية نيومكسيكو الاميركية بيل ريتشاردسون اثناء زيارة قام بها للسودان.وطبقا للامم المتحدة قتل ما لا يقل عن 200 الف شخص منذ اندلاع النزاع في دارفور عام 2003 كما نزح قرابة 5،2 اخرين من قراهم.

قضية دارفور تهدد بتأجيج النزاع بين السودان وتشاد
وكان المبعوث الخاص للامم المتحدة الى السودان قد قالان الصراع في دارفور بصدد تأجيج ما وصفه بحرب هادئة بين السودان وتشاد المجاورة. وقال أندرو ناتسيوس في تصريحات أدلى بها في العاصمة التشادية نجامينا , انه طلب من قادة البلدين وقف دعمهم للمتمردين على اراضي كليهما.

وتأتي زيارة ناتسيوس لتشاد في إطار الجهود الدولية لاقناع الحكومة السودانية بالموافقة على نشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة بدارفور. وكان مجلس الامن الدولي قد أكد مؤخرا على ضرورة العمل على مواجهة انعدام الامن على الحدود ما بين السودان وتشاد وجمهورية افريقيا الوسطى. ودعا رئيس مجلس الامن الروسي فيتالي تشيركن الامين العام الجديد للامم المتحدة بان كي مون الى تقديم توصيات نهائية بشأن حجم قوات الامم المتحدة التي ستنشر في المنطقة. وكان الامين العام للامم المتحدة الجديد بان كي-مون قد تعهد مؤخرا بأن يعطي الاهتمام الاكبر للصراع في دارفور.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أبلغ الامم المتحدة، نهاية الشهر الماضي، موافقته على خطة السلام الافريقية الدولية المشتركة من أجل دارفور. وقال البشير، في رسالة بعث بها للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في 27 ديسمبر كانون الاول، إنه مستعد للبدء فورا في تنفيذ خطة الامم المتحدة ثلاثية المراحل لاحلال السلام في دارفور. وقد تركت الرسالة مسألة حجم وقيادة القوات المشتركة التي ستنتشر في دارفور كمرحلة ثالثة في الخطة، دون حل.

وتتضمن المرحلة الاولى إرسال 105 من الضباط العسكريين، و33 من الشرطة، و48 موظف دولي، 36 ناقلة جنود مدرعة، ومناظير للرؤية الليلية، ومعدات لتحديد المواقع باستخدام الاقمار الصناعية للانضمام إلى قوات الاتحاد الإفريقي في دارفور. أما المرحلة الثانية فتشمل إرسال عدة مئات من القوات العسكرية التابعة للأمم المتحدة، والشرطة والموظفين المدنيين، بالإضافة إلى دعم لوجستي وجوي كبير.

وجاء تغير الموقف السوداني من توسيع قوة الاتحاد الإفريقي بعد تهديدات من دول غربية بفرض عقوبات تجارية ضد السودان تشمل القطاع التجاري وحظرا على حركة الطائرات فوق دارفور. يذكر أن الصراع في دارفور، الذي اندلع عام 2003 بتمرد ضد الحكومة السودانية تبعه رد عسكري من الجيش السوداني ومليشيا الجنجويد التي تحظى بدعم الحكومة، قد أسفر عن مقتل 200 ألف شخص على الاقل جلهم من المدنيين، فضلا عن تشريد مئات الألوف داخل دارفور وفي تشاد المجاورة.