يوسف عزيزي من طهران: وصف رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الوضع في المنطقة بالحساس قائلا: يجب ان نقوم بتدبير امورنا بشكل يتناسب و الاحداث التي تدور حولنا لان الوضع ليس عاديا و العدو يقوم بحرب نفسية ضدنا. يجب ان ننقل الحرب الى عقر دارهم وقد قمنا بذلك فعلا حيث لايشعر بوش حاليا بالطمأنينة
و يواجه المشكلات في القرارات التي يتخذها.
واشار رفسنجاني الذي كان يتحدث اليوم في صلاة الجمعة بطهران الى ما وصفها بالاجراءات العدائية ضد ايران قائلا: يجب أن نعمل بوعي تجاه الاستفزازات التي تستهدف البلاد و ان ننظم بسلوكنا الدقيق، امكاناتنا وفقا لنشاط العدو.
وفي انتقاد مبطن لسياسات الرئيس احمدي نجاد قال رفسنجاني: لايجب في هذه الظروف الدقيقة ان نطرد القوى الثورية و نعمل على انفعالهم اثر السياسات الاستئثارية، لنجر البلاد الى مشاكل اكثر.
وقام رفسنجاني بتوضيح ما وصفها بمخططات اعداء الثورة قائلا: هذه المخططات المشؤومة تسعى لترويع شعبنا ليتمكنوا من خفض الاستثمارات و الانتاج في البلاد.
وتطرق هاشمي رفسنجاني الى فشل السياسات الامريكية و حلفائها في العراق وافغانستان موضحا: تورطت الولايات المتحدة و حلفاءها في العراق و افغانستان و لم يصلوا الى نتيجة. كما واجهت خارطة طريقهم في فلسطين الفشل و اثاروا في لبنان تلك الفضيحة. فلم تفلح مخططاتهم في كل دول المنطقة و لذا لن تفلح ايضا في ايران. واكد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام: ان الولايات المتحدة الامريكية تنتهج البلطجة في ما يخص الملف النووي الايراني حيث لن يصلوا الى نتيجة في النهاية.
وفي اشارة الى ثورة فبراير الاسلامية في ايران قبل 28 عاما قال رفسنجاني: هزت الثورة عروش المستكبرين في العالم لكنها لم تعم العالم كله بما فيه الكفاية حيث علينا ان ندرس هذا الامر في فرص اخرى.
الى ذلك انتقد اليوم النائب السابق لوزير الخارجية الايراني محسن امين زاده السياسات النووية التي تنتهجها حكومة الرئيس احمدي نجاد قائلا: يسير اليوم كل واحد على طريقه حيث ان الرئيس يتحدث حديثه و لاريجاني لايسمح لأحد حتى أن يسجل محضرا للجلسات، ولم يسمحوا احيانا لعناصر الخارجية ان يحضروا الجلسات، حيث قد تعطل فعلا دور وزارة الخارجية ولم تلعب اي دور في هذا الملف النووي.
وتطرق امين زاده الذي كان يتحدث في اجتماع لرابطة النواب السابقين للبرلمان الايراني الى تعامل ايران مع الامم المتحدة بشأن الملف النووي قائلا: فقد ساور الشك المفتشين الدوليين عندما كشفوا اليورانيوم المخصب في انطلاقة عملهم في ايران؛ وقد سألوا عن منشأه حيث اعلننا باننا انتجناه، لكن الباكستانيين اعلنواان اليورانيوم المخصب لهم و قد وصل ايران بواسطة السوق السوداء حيث وبعد التحقيقات انتهى الامر الى ليبية وهذا ما صعب الامر علينا.
وقال امين زاده الذي شغل نيابة وزارة الخارجية في عهد خاتمي لمدة 8 سنوات: برأيي ان أكبر فشل دبلوماسي للجمهورية الاسلامية يكمن في احالة الملف النووي الى مجلس الامن حيث آمل ان تحل المسألة بالتدبير في اسرع وقت ممكن وذلك رغم الخسائر الكبرى التي تكبدناها حتى الان.
واكد محسن امين زاده: اذا لم نستطع من خلق الثقة بيننا و بين الغرب يمكن ان نصل الى وضع يصعب فيه تطوير مفاعل بوشهر النووي و سنفقد هذا المفاعل ايضا واضاف: الولايات المتحدة تثير الاجواء ضدنا في العالم؛ فالاميركيون يريدون ان يؤكدوا باننا نبحث عن قنبلة ذرية. فاذا لم نتمكن من ابطال مفعول هذا التخريب غير الواقعي التي تقوم به امريكا و اذا عملنا بشكل يعتقد فيه العالم بهذه المؤامرة، علينا ان نعلم بان العالم سيقف في وجهنا حيث ان حتى دول العالم الثالث ايضا لاترغب ان نملك قنبلة ذرية.
وردا على وصف الرئيس الايراني لقرار مجلس الامن رقم 1737 بالورقة المهملة قال امين زاده: ان القرار ليس ورقة مهملة وليس في شأننا ان نكون في رديف السودان و كوريا الشمالية.
واكد النائب السابق لوزارة الخارجية الايرانية ان قرار مجلس الامن يضع طريقا صعبا امامنا و ستكون لنا مشكلات كثيرة مع هذا القرار. و اوضح محسن امين زاده: ان عملية اعادة النظر في القرار سيكون تدريجيا لكن اذا ارادوا ان يسحبوا الملف من مجلس الامن ستستخدم الولايات المتحدة حق النقض دون شك. فقد تغيرت صورة المسألة حاليا قياسا بالماضي حيث علينا و من اجل سحب الملف النووي من مجلس الامن ان نلجأ الى الولايات المتحدة الامريكية.
التعليقات