فيينا :وصل نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لشؤون التفتيش أولي هاينونإلى طهران اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين عن الملف النووي الإيراني لاستبيان بعض الجوانب الفنية المتصلة بالبرنامج النووي الايراني بهدف تسوية القضايا العالقة في هذا الملف. وأبلغ مصدر مطلع في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن هذه المحادثات التي بدأت فور وصول هاينونتهدف الى التحقق من مدى تعاون المسؤولين الإيرانيين في الإجابة عن اسئلة الوكالة المتصلة بأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من طراز (بي1) و(بي2) وهذه الأجهزة لها دور اساسي في توليد الوقود النووي للأغراض المدنية والعسكرية على حد سواء. وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان المحادثات بين الجانبين تاتي في اطار الاتفاق المبرم بين الوكالة وايران في شهر اغسطس الماضي والذي حدد جدولا زمنيا لايتجاوز شهرين ترد طهران بموجبه على الاسئلة العالقة بشان برنامجها النووي المثير للجدل ولاسيما ما يتصل بمصدر اثار اليورانيوم العالي التخصيب في بعض منشاتها.

وحول نتائج المباحثات التي جرت في ايران الشهر الماضي وفيما اذا توصلت الوكالة الى كسر الجمود الحالي رفض المصدر الخوض في التفاصيل لكنه قال ان خبراء الوكالة بصدد تقييم التعاون الايراني في الوقت الراهن.وافاد المصدر بان البرادعي سيرفع تقريره الى كل من مجلس المحافظين ومجلس الامن في نوفمبر المقبل بشان طبيعة البرنامج النووي الايراني ونتائج المفاوضات الاخيرة بين الجانبين.

وحول طبيعة المرحلة المقبلة لا سيما في ظل الضغوطات الغربية المتواصلة على ايران اقر المصدر ذاته بأن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة في ما يتعلق بمستقبل الملف النووي الايراني، معربًا عن امله في ان يتغلب الحل الدبلوماسي على خيار المواجهة العسكرية مع طهران. ورفضت الدول الغربية والولايات المتحدة بالذات اعطاء ايران المزيد من الوقت لكشف القضايا العالقة في برنامجها النووي واعتبرت هذا التأجيل فرصة لطهران للتهرب من سلسلة ثالثة من العقوبات يجري بحثها حاليًا في مجلس الامن الدولي علمًا بأن طهران لم تمتثل للقرارين السابقين اللذين اصدرهما هذا المجلس لاجبارها على وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل.

غير ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لايزال يرى ان الوقت كفيل بحل الازمة النووية الايرانية رافضا اللجوء الى القوة الا بعد استنفاد كافة الخيارات الاخرى، مؤكدًا ان الوضع لم يصل بعد الى هذا الحد. وحث هذا الدبلوماسي المصري الذي نال جائزة نوبل للسلام في 2005 بسبب الجهود التي بذلها في منع الانتشار النووي وتسخير الذرة للاغراض السلمية حث الدول الغربية على امهال الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى نهاية العام لكشف مختلف جوانب الملف النووي الايراني الغامضة.

وكانت الدول الكبرى اجتمعت في واشنطن خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر الماضي لبحث حزمة جديدة من العقوبات على ايران تطالب بفرضها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لكن يبدو أن روسيا والصين لا تزالان تعارضان مثل هذه العقوبات في المرحلة الراهنة وتدعمان مساعي البرادعي والاتحاد الاوروبي في ايجاد تسوية للملف النووي الايراني عبر الدبلوماسية والحوار.