البيت الأبيض يناقض تصريح بوش حول حرب عالمية

بوتين: روسيا بصدد إعداد أنظمة صواريخ نووية

بيريز: إيران تطور سلاحا نووياً للقتل

خلف خلف من رام الله: يشكل الملف النووي الإيراني يشكل في الوقت الحاضر القضية الأكثر سخونة في العلاقات الدولية، حيث تتزعم الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل الدول المعارضة والرافضة لبرنامج طهران النووي. وقد أدت الضغوط السياسية والاقتصادية على إيران خلال الفترة الماضي إلى تقليص الاستثمارات الأجنبية إلى درجة أنها تضغط على قطاع الطاقة الهش، ما يضيف المزيد من الضغوط على الحكومة التي تتحمل أعباء العقوبات الاقتصادية وتشعر بالقلق من الاضطرابات الداخلية.

ومن المعروف أن إيران رابع اكبر مصدر للنفط في العالم، تملك ثاني اكبر احتياطي للنفط والغاز في العالم، ولكنها بدأت تعاني في السنوات الأخيرة للحفاظ على إنتاجها النفطي الذي يصل حاليا إلى أربعة ملايين برميل يومياً. ويشير بعض المحللين السياسيين إلى انه إذا ما استمر عدم التوازن الحاد بين إنتاج النفط الراكد وزيادة الطلب في الداخل، فلن يكون بمقدار تصدير أية منتجات نفطية خلال العقد المقبل. وتجدر الإشارة إلى أن صادرات إيران النفطية التي بلغت قيمتها 47 مليار دولار، العام الماضي، تمثل نصف دخل الحكومة.

وداخلياً، تبذل الحكومة الإيرانية جهداً كبيراً لإرضاء شعبها. فهي تنفق 20 مليار دولار سنوياً، أو 15% من دخلها الاقتصادي، للحفاظ على أسعار منخفضة لمنتجات الطاقة من الوقود والغاز الطبيعي والكهرباء. وقد أدى الدعم الحكومي إلى زيادة الاستهلاك بنسب تزيد على 10% بحسب صندوق النقد الدولي.

والمعطيات السابقة، يبدو أن تل أبيب تدركها جيداً، ولهذا تريد مزيداً من الضغط على طهران من أجل ابتزازها وإجبارها على وقف برنامجها النووي، وتشرع إسرائيل اليوم بحملة دبلوماسية كي تقنع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن للأمم المتحدة بتشديد العقوبات الاقتصادية ضد إيران قبل التصويت المتوقع في تشرين الثاني (نوفمبر) أو كانون الأول (ديسمبر). ورصاصة البدء في هذا الهجوم الدبلوماسي الإسرائيلي انطلقت منذ ساعات الصباح مع الزيارة السريعة التي ينظمها رئيس الوزراء أيهود اولمرت لموسكو للاجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين لمدة ساعتين في الكرملين.

وبحسب صحيفة يديعوت الصادرة اليوم الخميس تعتزم إسرائيل توجيه أساس الضغط على روسيا وعلى الصين. فقد عارضت القوتان العظميان مرتين في الماضي فرض عقوبات متشددة على إيران وأجبرتا مجلس الأمن على إقرار عقوبات معتدلة نسبيا.

وكان الأميركيون صاغوا مشروع قرار جديد يقضي بعقوبات أكثر تصلبا على إيران التي ترفض تجميد برنامجها النووي. وبحسب التقارير تتجه النية ضمن أمور أخرى لفرض مقاطعة عالمية على البنوك وعلى محافل مالية إيرانية ومنع زيارة مسؤولين كبار ذوي صلة بالبرنامج النووي الإيراني إلى الخارج. والتقدير هو أن الصين وروسيا ستعارضان ذلك هذه المرة أيضا وستهددان باستخدام حق النقض الفيتو على اقتراح يعرض على المجلس للتصويت.

في منتهى السبت ستنطلق وزيرة الخارجية الإسرائيلي تسيبي لفني إلى بكين في محاولة لإقناع الصينيين بالامتناع عن استخدام الفيتو. وقالت أمس لفني إن quot;إيران لم تظهر بعد أنها مستعدة للعمل في المسار الدبلوماسي. في الماضي كانت هناك مساومات، وآمل ألا تكرر نفسها في المستقبل. محظور السماح لإيران بان تكون نوويةquot;. وفي الأسبوع القادم يعتزم اولمرت السفر لعقد محادثات إقناع مع قادة فرنسا وبريطانيا.

ويصل اولمرت إلى موسكو بعد يوم من زيارة الرئيس الروسي إلى طهران. ووعد فلاديمير بوتين تأييد تطوير البرنامج النووي لإيران لأغراض سليمة اشعل ضوء احمر في إسرائيل. واولمرت معني بان يسمع من بوتين ماذا وعد احمدي نجاد في زيارته، والتقدير هو أنه سيعرض على الرئيس الروسي معلومات استخبارية إسرائيلية تكشف النوايا الحقيقية لإيران. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى أنهم في إسرائيل يعتقدون بأنه لا يزال ممكنا التأثير على روسيا بحيث لا تساعد إيران على استكمال برنامجها وتؤيد تشديد العقوبات. وقالت هذه المصادر إن quot;عميقا في الداخل الروس لا يريدون أن يكون لإيران سلاح نوويquot;.

وبحسب صحيفة يديعوت فان اولمرت سيطلب من بوتين إلا يقدم محركات للطائرات القتالية التي تطورها إيران وان يلغي صفقة السلاح المخطط لها مع سوريا.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي كبير إنه من المشكوك فيه جدا أن يتمكن اولمرت من إقناع بوتين بتغيير موقفه بالنسبة للتهديد الإيراني. وبحسب المصدر فأن quot;المواقف الروسية في هذا السياق ليست مناهضة لإسرائيل بل تنبع من رغبة روسيا في أن تظهر كقوة عظمى وان تعمل خلافا لمصالح الأميركيينquot;.

بينما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية بان بوتين نقل إلى الزعيم الروحي علي خمينائي اقتراحا سريا يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وفي إيران يقدرون بان بوتين عرض على إيران تجميد تخصيب اليورانيوم مقابل مهلة زمنية في العقوبات.