السجائر والمعسل أسعارها الأعلى في العالم
غزة:
أدى الارتفاع الكبير للأسعار، والناجم عن إغلاق قطاع غزة والعقوبات المفروضة على حركة حماس، وبخاصة بعد سيطرة الحركة على المنطقة في يونيو/حزيران، إلى إبعاد السجائر عن متناول يد العديد من المدخنين.
ففي مكان ملؤه التوتر، حيث يعد التدخين شائعا، حتى في المستشفيات والمصاعد، بات العديدين مجبرين على مواجهة إدمانهم.
البعض ترك التدخين، بينما يخفف الآخرون منه مكرهين، شاتمين إسرائيل لإبقائها معظم السجائر خارج غزة، وحماس لفرضها الضرائب المرتفعة على كل ما ينفذ للمدينة.
وأعرب محمود زاهر، وهو طبيب ومؤيد صارم لحماس، عن عدم تأثره بشكاوي المدخنين، إذ قال quot;نحن سعداء جدا بمعاناتهمquot;، مشيرا إلى الفوائد الصحية والمالية المترتبة على نقص السجائر، كما نقلت الأسوشيتد برس.
وكمثال على هذه الارتفاعات، فقد ارتفع ثمن علبة سجائر quot;لاكي سترايكسquot; Lucky Strikes من 2.5 دولار إلى 6.25 دولار، وهو أكثر بكثير مما يستطيع أهل غزه دفعه، بعد 19 شهرا من القرارات الدولية ضد حماس، إذ يعيش ثلثا مدينة غزة، البالغ عدد سكانها 1.4 مليون شخص، بأقل من دولارين في اليوم الواحد.
ويقول أبو غابن، صاحب محل بقاله، إنه لم تعد تباع السجائر بالعلب، حيث أصبح المدخنون يشترون كل سيجارة على حدة.
وأرخص الأنواع، هو ذاك الذي يلفه بنفسه، مستعملا التبغ وآلة لف صغيرة يحملها بيده، وعلى حد قوله، فإن الأطفال الصغار يشترون منه لآبائهم سيجارتين بشيكل واحد (25 سنتا)، كما يوجد هنالك الأنواع المصرية الرخيصة، والتي تكلف 40 سنتا مقابل السيجارتين.
بالرغم من التحذيرات الطبية، فإن 34.7 في المائة من الذكور في منطقة الضفة الغربية وغزة من المدخنين، وفقا لمركز الإحصاءات المركزي الفلسطيني، بينما يصل عدد الإناث المدخنات إلى 2.1 بالمائة فقط، وذلك بسبب القيود الثقافية.
ويعزو العديد من المدخنين حاجتهم للسجائر، للتخفيف من توترهم الناجم عن صراعهم مع إسرائيل، والمتجلي في انتظارهم الطويل على نقاط التفتيش، وخسارتهم لوظائفهم، أو المعارك التي تجري في الشوارع، كما يعد التدخين جزءا من الرباط بين الذكور، حيث بقضي العديد من الرجال أمسياتهم في المقاهي المملوءة بالدخان، بعيدا عن المنازل المكتظة بالأطفال المزعجين.

يذكر أن أسعار السجائر ظلت مستقرة في الضفة الغربية، ثم أخذت بالتصاعد الحاد بعد أن هزمت حماس غريمتها فتح في غزة وتولت السيطرة عليها.
في المقابل، قامت إسرائيل بتقليل الصادرات إلى غزة يشكل حاد، من بينها السجائر، ويتم حاليا تهريب العديد من منتجات التبغ عبر أنفاق أسفل الحدود المصرية-الغزاوية.
واتهم الوزير في حكومة عباس في الضفة الغربية، أشرف عجرمي، حماس بأنها تحتكر تجارة السجائر في غزة، ومن ضمنها عمليات التهريب، لجمع أموال تحتاج إليها بشدة.